منذ إصابة قدمي لزمتُ البيت، ولم أخطو في حديقته حتى.. ليس التزامًا حرفيًا بتعليمات الطبيب، بل لأنني أخشى الخروج بعيدًا فأتكاسل عن العودة بسبب بطء سرعتي، فينتهي بي الأمر عالقًا في المنتصف
بالطبع لن أنكر أنني استغل تعليمات الطبيب كعذر للحصول على بعض الاهتمام من وقت لآخر، ولكن المهم من كل هذا أن جسدي لم يتنفس هواء عليلًا كما ينبغي
لهذا السبب أجلس باستمرار قريبًا من منافذ الهواء إلى المنزل غير مبالٍ ببرودة الجو، فملابسي الثقيلة وبطانيتي الدافئة التي أصبحت ترافقني في كل مكان لأغطي ساقاي بها كانا كافيان لمواجهة البرد
جلستُ على سريري متكئًا على الجدار، والنافذة بقربي مفتوحة بالكامل من أجل التهوية وللحصول على أشعة شمس المساء
من حسن الحظ أن شريك الغرفة ذو جسد حار ولا يحب ارتداء ملابس دافئة تتسبب في ضيقه، وإلا لأخرجني من الغرفة حتى أبحث عن مكان آخر أجلس فيه مع البرد
ثم إنه كان منشغلًا كفاية لئلا يهتم بأمر شيء آخر غير حزم أغراضه في حقيبته
لقد جاء اليوم الأخير لماكس في الريف معنا، وحان وقت عودته إلى لايدن
أخرج كل ملابسه من الخزانة ووضعها ككومة في السرير حتى يرتّبها داخل حقيبته، وقد أحضر زي مدرسته معه أيضًا وعلّقه على المشجّب
سيغادر في وقت متأخر جدًا برفقة لوغان ليأخذه على الفور إلى مدرسة رانسي؛ لهذا عليه أن يستعد لكلّ الأمور المهمة من الآن، فلا وقت للراحة وتهدئة العقل عندما يصل
أتساءل عما هو شعوره الآن! إنه يتصرف بشكل طبيعي أكثر من اللازم بالنسبة لشخص سيعود إلى مدرسته بعد هربه منها باسم مختلف، ويقابل أشخاصًا أغلق سُبل الاتصال به على وجوههم
كيف له أن يكون هادئًا هكذا؟!
ربما عليّ تذكيره باستمرار أنه إنسان مثلنا، ومن طبيعتنا أن نشعر بالتوتر!
ولكن بالفعل سألزم الصمت إن أردتُ الحفاظ على مزاجي ومشاعري من قساوة ردوده.. من يعلم فقد أتصرّف مثله في هذا الموقف، فغرابة الأطوار تتلبسنا بدون تمهيد
طُرق باب غرفتنا الموارب وأتبعه على الفور دخول أبي وهو يرتدي ملابس شتوية أنيقة توضّح استعداده للخروج.. مع سيلينا باركر بالتأكيد
ساعات لا بأس بها من اليوم الأخير ستكون لنا أنا وماكس وجدي فقط
لم أهتم كثيرًا بدخول أبي فمن الواضح أنني لستُ من أتى به إلى هنا، وهذه واحدة من مميزات أن يكون هنالك أخ.. ليس شرطًا أن أكون دائمًا الشخص المعني بما يريده أبي
على العكس عندما كنتُ الطفل الوحيد...
على أي حال هذا لم يمنعني من المشاهدة ومعرفة ما جاء بأبي إلى هنا بينما هو على وشك الخروج
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...