غرقتُ في النوم في وقت متأخر من الليل مقارنة بالليالي الماضية بعد أن أنهيتُ حديثي مع ماكس.. لا أعلم متى خلد هو للنوم في المقابل
ولكن عندما فتحتُ عيناي مع دخول الضوء من الباب الزجاجي للشرفة لم أراه على سريره.. كان غطاؤه مرتبًا
هاتفه وسماعته السلكية ليسا موجودين على المنضدة الفاصلة بين السريرين
إذًا هو نام واستيقظ في وقته دون أن يكون لي إدراك لكل هذا.. هنا أجبرتُ نفسي على مغادرة السرير وطرد النعاس بعيدًا
بعد أن دخلت إلى دورة المياه ثم بدّلتُ ملابسي بأخرى ملائمة لبداية اليوم خرجتُ إلى الرواق ومشيتُ فيه إلى الداخل أكثر حيث توجد غرفة أبي
جزء من النعاس ظل متشبثًا بي وفارضًا تأثيره عليّ بتثاؤب عميق، ولكن الوقت واليوم غير ملائمين للاستسلام له
عليّ المقاومة فحسب إن لم أرد أن أعيش حياة ليلية في الريف...!
سمعتُ ذات مرة في برنامج صوتي أن الحصول على روتين صباحي دائم يكمن سرّه في تثبيت موعد الاستيقاظ
لا يهم وقتُ النوم بما أنه من الصعب التحكم به للغرق فيه يوميًا في نفس الوقت
فالأسباب التي تجعل من تثبيت وقته شيئًا غير منطقيًا أن هنالك من يواجه ضغوط دراسة أو عمل تجبره على التضحية بالكثير من الأوقات لأجل إتمام المهام
أيضًا المناسبات الاجتماعية.. تلبية دعوة واحدة لمناسبة ما يمكنها أن تُفسد نظامًا كاملًا يحتاج أيامًا كثيرة لإصلاحه
غير أن مشاكل النوم من أرق وقلق أصبحت شائعة وبوجودها تجعل الخلود إلى النوم مستحيلًا حتى وإن كان وقتُ الذهاب إلى السرير هو نفسه
أساس الحصول على يوم روتيني منظم هو وقت الاستيقاظ دائمًا؛ لأن التحكم به ممكن إن لم نطاوع أنفسنا ورغباتنا في النوم
وهذا ما يفعله ماكس دون أن يدرك ذلك ربما، وما أقوم بتنفيذه عمليًا الآن.. يمكنني النوم باكرًا بعد العودة من المهرجان وتعويض ما أُخذ مني الليلة الماضية!
إلا أن أبي يملك أفكاره الخاصة التي تجعله نائمًا إلى الآن بينما كلنا قد استيقظنا غالبًا
من المستحيل أن جسده لم يعتد على فارق التوقيت!..
إذًا لعلّها العطلة من تجعله يتجاهل فكرة أنه في الريف وليس المدينة...
وقفتُ عند سريره دون أن أفعل شيئًا أو أُصدِر صوتًا لإيقاظه، ومع ذلك فقد تحرك قليلًا وفتح عينيه لينظر نحوي
من الجيد أن نومه خفيف ويمكنه الشعور بالحركة من حوله.. في الحقيقة يمكن لهذا أن يكون جيدًا لمرات قليلة مثل اليوم
أطال النظر بي لبضعة ثواني بعينين قام بتضييقهما عندما هاجمها ضوء الشمس الذي احتلّ غرفته فور أن فتحهما، ثم سأل بصوت كان ثقيلًا ومبحوحًا: ماذا تريد؟
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...