90 اعتراف

1.2K 120 986
                                    

معطفان ملقيّان على السرير أحدهما باللون البني الفاتح والآخر كحلي اللون.. كوبين شفافين من الشاي تُرِكا فوق السطح الرخامي للطاولة الدائرية الصغيرة.. على جانبيها مقعدين مريحين يجلس عليهما كل من كريستوفر وآليستر

كل شيء كان يبدو مشتركًا لـ شخصين، وحتى الصمت تقاسماه فيما بينهما بعد أن أصبح السرّ الخاص بأحدهما مكشوفًا للآخر..

هذا الشيء الوحيد الذي لم يكن مقبولًا التشارك فيه بينهما، وقد عُبّر عن عدم الرضا بـ سكوت من طرف آليستر.. كما لو أنه يُكذّب ما قاله كريس

ولكن لم يكن مهمًا كم حاول بـ جدية أن يتجاهل الحقيقة التي تمت مصارحته بها، فلا شيء كان ممكنًا تغييره من الوقت الذي مرّ، ولا شيء يمكنه أن يعود كما كان

ازدياد انزعاجه مع تدفّق الوقت أثناء ارتدائه لملابسه، وخلال إعداده لـ كوبيّ الشاي، وفي غضون جلوسه مع كريستوفر.. كان تأكيدًا بأن سرّه لم يعد كذلك بعد الآن

القبول بذلك لا مفرّ منه سواء الآن أو فيما بعد، وله حرية اختيار أن يغض النظر عن ضيقه أو يُهدِر وقته وطاقته بينما فعل ذلك من قبل

لقد اعترف بالأمر لـ كريس في لحظة ارتباك غريبة عليه جعلته يقول ساخرًا من نفسه: لا أصدّق أن أخذ الحقيقة من فمي كان يحتاج فقط سؤالًا منك إن كانت هي بالفعل أم لا...!

رمقه كريستوفر لوهلة ثم رد عليه: أنا لم أسألك عنها، لقد قلتُ الاسم اعتمادًا على ظنوني

زفر بضجر: إن لم تكن تعلم فـ أنت تجعل الأمر أسوأ بهذه الطريقة

- لم أقصد مضايقتك..

عَبَرت أصابعه خلال شعره في حين أنه كان يضغط على صدغه سعيًا إلى تقييد امتعاضه من التمدّد إلى ما هو أكثر من صوته: تقول ذلك بعد أن ذكرتَ الأمر بلا مبالاة وكأنني لم أطلب منك ألا تكمل كلامك!.. ماذا أفعل بك بجدية؟!

دلّك كريس رقبته.. لم يقصد إلا أن يُظهِر اهتمامه بصديقه بعد أن قال له كل من يعرفهم أن عليه أن يكون أكثر اهتمامًا بما يحصل حوله

وعندما يفعل ذلك يبقى لا مبالي؟!

هذا مُحبِطٌ بعض الشيء...

أردف آليستر بـ بحة جعلت من صوته فاترًا: أيًا يكن.. كنتُ المخطئ لأنني توقعتُ منك الكثير، وتساهلتُ في تقديرك للأمور كل هذا الوقت.. لم تعطيني أي إشارة على أنك كنتَ تعرف وهذا جعلني أكثر راحة بالحديث عن الموضوع كـ مزحة تضايقني بها، ولكن الآن أشعر حقًا بالضيق بعد أن أخذنا منحنى جادّ بفضلك...

- من الجيد أنك تعرف بأنني لستُ المخطئ هنا.. في النهاية سايرتك بالشكل الذي يُرِيحك كلّ هذا الوقت، واخترتُ اللحظة المناسبة لأخبرك أنني أعرف بـ شأن حقيقة "المزحة" التي كنا نتحدّث بها كلّ هذا الوقت

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن