82 وصول السيدة أوكتافيا

918 119 430
                                    

لقد كان أحمقًا للغاية عندما ظنّ بأنه نسي شعور الاحتراق؛ لأنه بمجرد أن أعتقد ذلك عاد جسده ليشتعل تذكيرًا له بأنه لم يتعافى بعد

غسل ماكس وجهه عدة مرات بماء دافئ، ثم تمسّكت أصابعه بطرف المغسلة وشدّ عليها بقوة حتى يوقف ارتعاشها..

عصارة المعدة مرة أخرى.. لعلّ القرحة المعدية التي يعاني منها هي السبب، لولا أنه محافظ على غذائه ويبتعد عما قد يهيّجها عليه

لقد عاد له هذا التعب بدون سبب ملموس...!

قرر أن يبقى أسفل لحاف السرير لأطول فترة ممكنة.. أن ينام ولا يستيقظ إلا عندما يتوقف هذا الارتعاش عن هزّ جسدت، وينسى للأبد شعور الاحتراق عندما يشعر بالتوتّر والضغط من علاقاته الشخصية

أجل.. لقد لاحظ ذلك منذ وقت طويل، أنه يمرض بهذا الشكل عندما يشعر بأن علاقاته الخاصة مع الأشخاص الأساسيين في حياته والتي يحاول أن يبقيها على استقرارها الجيد أو السيء قد تهتز ومن الممكن أن يحدث تأثير مستقبلي من هذا الاهتزاز

إنه أمر متعلّق بـ جوانب من نفسيته التي تحسّنت بعض الشيء منذ بدأ العيش مع فينيارد.. على الأقل لم يعاني بشكل مؤثّر من هذا المرض الذي يتوضّح عليه عندما يشتد مثل الآن

كان يجب أن يبقى بخير، وألا يصيبه مرض كهذا في هذا اليوم بالذات! اليوم الذي سـ يأتي فيه شخص جديد يراه لأول مرة من أجل زيارتهم

ولن يتجاهل فكرة أن هذه الزيارة قد تكون في الحقيقة من أجله.. لم يخبره أحد، ولكن من السهل معرفة ذلك.. كل أقرباء هذه العائلة الذين يعرفون والده يجتاحهم الفضول لرؤية ابنه الأكبر وكيف أصبح بعد كل هذه السنوات الطويلة من غيابه

لا يجد مشكلة في ذلك مطلقًا.. إنه أمر طبيعي للغاية أن يشعر الناس بالفضول، ومن ناحية أخرى لطالما اعتاد على ملاقاة الأشخاص الغرباء عنه دون أي عوائق منه قد تجعل تعارفهم غير سلس ويلفّه التوتر

لا يهمّه من تكون هي السيدة أوكتافيا، ولا يهمّه ما تريده حقًا من هذه الزيارة.. سـ يقابلها كأي شخص قابله في حياته، وبالتالي هو ليس بحاجة لمعرفة شيء على وجهه الخصوص عنها

كان الأمر كذلك، أما الآن فلا يبدو أن هذا جيد بعد الموقف الذي حصل قبل حوالي ثلاث ساعات في المطبخ وعلى مرأى من والده

فَقَدَ أعصابه، وسَمَح لها بأن تحرر جزءًا من سوئه الذي أغلق عليه الغطاء عندما دخل هذا المنزل.. أمام شخص لا يريده أن يراه مشوهًا مهما كان السبب

لقد كان شيئًا طبيعيًا عنده أن يتجاهل الخدم، أو يتصيّد الخطأ وقد يختلقه فقط حتى ينهرهم ويوبخهم.. عاش حياته بهذه الطريقة غير مهتم إن كان تصرفه خاطئًا أم لا

بل سـ يفخر لو كان حقًا خاطئًا...!

إلا أن هذا الفخر تلاشى وشعر بالخجل منه عندما رأى تحديق والده الغريب فيه وقت حصول ذلك الموقف وإيقافه له من الاستمرار في إظهار بشاعة كلماته أكثر

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن