جلّ ما كنتُ أريده حقًا أن أعيش الحياة العادية لأي طالب في المدرسة
حضور الحصص والتفاعل فيها..
مناقشات الأفكار والبحوث والمشاريع مع مجموعات العمل..
الأحاديث الخارجة عن إيطار الدراسة مع الزملاء..
والحكايات اليومية المسرودة من أفواهنا على مسامع الأصدقاء..
اقتناص أوقات الفراغ واللعب التي ترفّه عن أنفسنا وسط حشد الالتزامات الدراسية وما نعيشه في جوانب أخرى من حياتنا..
مسابقة زمنية بين حلّ الفروض وشطب ما في قائمة المهام وبين انتهاء اليوم وتبدّد طاقتنا كاملة والوقوع على رُكَبِنا خاسرين السباق..
حياة نمطية تجعل من عيوبها مثالية ومرغوبة لشخص قضى ما هو غير يسير من حياته المدرسية متقلّبًا على جانبيّ القلق والرفض لما كان يعيشه
عندما أصبحت هذه الحياة أخيرًا في متناول يدي أجد عقلي يحاول مصارحتي بأن هذا ليس ما أريده حقًا الآن، ويجبرني على التفكير بآندريه ما لم أُشغِله بأي أمر آخر
وإلى أي حدٍ فقط يمكنني أن أنشغل عن التفكير بآندريه؟
أجدني دائمًا أدور في نفس الدائرة وإن كانت أقطابها مختلفة..
توجد بي الكثير من الصفات التي تزعجني.. كثرة تفكيري أولًا، واهتمامي بالناس ومشاعرهم ثانيًا! ويصبح الأمر كارثيًا عندما تثرثر أفكاري بأن عليّ مراعاة الناس وعدم تجاهلهم
وهذا ما أنا أخوضه حاليًا بسبب آندريه.. إنه شيء مرهق؛ لأنني أدرك تمامًا كم أنا مقيّد فيما يتعلّق به ولا يسعني فعل شيء غير المشاهدة بعد أن تم إبعادي عن إيطار المشهد تمامًا
بشكل طبيعي أنا لا شأن لي بأي شيء يحصل معه، مثل الجميع تمامًا.. يمضي الوقتُ ببساطة في المدرسة دون أي مشاكل، ولكن الجميع منتبه للأجواء المتوترة التي ترافق حضور آندريه في الوسط
الجميع حذر ولا يقترب إلى أن يمرّ من وسطنا فتعود الأحوال إلى نصابها ويتناسى الجميع ما يدور حوله
بطريقة ما يعطي هذا شعورًا لا بأس به عندما لا يتدخل أحد في أموره.. يكفيه ما يواجهه من مشاكل في بيته ولا ينقصه التعامل مع مغفلين في المدرسة
ولكن يوجد مغفل واحد لصيق به.. يجلسان بجانب بعضهما ولا مفرّ من أي احتكاك بينهما، إلا أن آندريه على خلاف المرة السابقة صار أكثر تحكمًا بأعصابه وقادرًا على التجاهل
يبدو أن بيير لورانس سعيد جدًا بالالتفاف مرارًا وتكرارًا حول موضوع فضيحة سيدريك مارشال، وكأنه كان منتظرًا حدوث أخطاء كهذه من أي أحد حتى يُشغل نفسه بها
وعندما لم يتفاعل معه آندريه كالمرة الأولى بدأ في البحث عن شخص آخر يزعجه بهذا الموضوع، ومن سوء حظي أنني كنتُ أحد الأشخاص المختارين
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...