62 جوهرة ثمينة

1.1K 122 468
                                    

عندما ضرب جرس نهاية الحصة الرابعة في أرجاء مدرسة رانسي الثانوية كانت الشعبة الخامسة هي الوحيدة التي أُفرِج عنها بسبب الأستاذة التي تغيّبت لهذا اليوم

بـ مجرد أن غادر الأستاذ آينس الفصل بعد أن انتهت حصته ترك شيون مكانه واتجه إلى مكتب حضرة الناظرة إيلسا بلايث، والتي تكون عمّته

في وقت الاستراحة كانت عمّته في اجتماع مهم ولم يُسمَح له برؤيتها ولو للحظة؛ لذا الخيبة رافقته في عودته من حيث جاء.. إلا أنه الآن متأكد من قدرته على مقابلتها

وكان له ما أراده.. سُمِح له بالدخول إلى مكتبها الذي بدا قاتمًا وكئيبًا زاد الثقل على نفسه.. حتى ضوء الشمس الساطع الذي ولج من النافذة تبدد عند وقوفها أمامه.. النور كان يحيد عنها حتى لا تبتلعه ظلال جسدها

لم يستطع شيون أن يتخطى أكثر من منتصف الغرفة.. حَكَمَهُ الجو وأبقاه بعيدًا فارضًا عليه احترامه.. إيلسا لم تلتفت نحوه، استمرّت بالنظر للأفق، بل إلى ما بعد الأفق من النافذة

أجلى شيون حلقه حتى يستطيع صوته الخروج دون انبعاجات وهو يقول: هل أجد عندكِ وقتًا لتجيبي عن أسئلتي؟

كان يتوقع ألا تجيبه فـ إيلسا بدت شاردة، ولكنها كسرت توقعاته بقولها: أملك.. إلا أنني لستُ متأكدة إن كنتُ أستطيع إجابة كل تساؤلاتك عن العشرة الأيام التي غبتَ فيها عن العالم.. لا تثق بي من هذه الناحية، فالكثير قد حصل

عشرة أيام.. هي المدة التي تفصل بين موت والده وهذا اليوم.. كل ذلك الوقت كان عالمه محكورًا بين غرفة نومه والاستديو، لا يفعل شيئًا مميزًا سوى إضاعة وقته في كل شيء يمكنه أن يقع في طريقه حتى يتناسى، ينسى، ثم يتجاوز

اليوم فقط استطاع أن يحمل نفسه على الحضور للمدرسة من أجل إعادة المياه إلى مجرى حياته الطبيعية... ظن أنه نجح قبل أن يدخل للفصل مع أصدقائه ويرى شجار نايت وأوليفر غير المتوقع، والجميع متحلّق حولهما يراقبون في صمت ولا أحد نوى الدخول بينهما

بالرغم من أنه تغيّب عن المدرسة وأخبارها أيامًا كثيرة قال لعمته بثقة: إنني أفهم الوضع بشكل عام لذا لن أسأل عما حصل في الأيام السابقة.. ما أريد معرفته هو ما الذي حصل مع نايت بشأن مشكلته مع أوليفر

- لم أتوصل إلى أي حل معه...

- إذًا...؟

- ولكنني فعلتُ ذلك مع كريستوفر فينيارد...

سكتت قليلًا ثم تابعت بإحباط: لا.. لقد كان اقتراحًا من شخص ما حدّثني به سابقًا، ولكنني تمنيّت ألا يصل الحال بنا إلى هذه المرحلة.. يبدو أنه لا مفرّ من ذلك الآن

قطّب جبينه.. لا يفهم شيئًا ما ترمي إليه، فإيلسا تبدو وكأنها تحدّث نفسها وليس هو.. إنه يبدو بمثابة صوتها الداخلي الذي يسألها وهي تجيبه مُحبَطة ومتذمّرة مما يحصل!

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن