38 ذاكرة

1.1K 135 541
                                    

إيقاف الأنشطة اللا صفية عني.. تم رفعه

أخبرتني بذلك معلمة اللغة والمرشدة الأكاديمية للشعبة الخامسة "المعلمة أروما" بداية هذا الأسبوع، وأنه بمقدوري التسجيل في نشاط داخل المدرسة أو البحث عن فرص تطوعية خارجها في حال أردت زيادة نقاطي التحصيلية لهذا الفصل الدراسي

عندما قُرِّرت عقوبتي بالعمل في الحضانة وحرماني من الأنشطة ودرجاتها لم أكن مهتمًا، بدا الأمر يسيرًا جدًا علي.. لم أكن لأتأثر بعقوبة تأخذ من يومي ساعتين أو حتى تؤثر في مستواي الدراسي.. لا شيء سـ يمسّ ما هو مهم

سبب آخر، وهو أنني لم أرغب بالمشاركة في أي نشاط وأنا لا أزال وافدًا جديدًا على هذه المدرسة.. أردت أن أعتاد عليها وعلى نظامها، وأن أثبّت نفسي ووضعي هنا في لايدن، ثم سأقرر بعدها إن كنت سأخوض مجال الأنشطة والتطوع

كنت قد نسيت الأمر تمامًا بعد ذلك حتى اليوم الذي قضيته مع ميو وأخذها لي إلى تلك الورشة التطوعية في المنتزه، لم تكن بتجربة سيئة على الإطلاق.. أحببت الفكرة كثيرًا

ومن هنا قررت أن أبحث على أقرب موعد لأي عمل تطوعي وأسجل فيه بعيدًا عن أنشطة المدرسة، فلا أرغب بالاحتكاك مع طلابها مجهولي النوايا.. كان من الأفضل أن أُبعِد نفسي عن المشاكل بـ قدر الإمكان وفي حدود المعقول

عثرت على العمل التطوعي الذي أريده ويناسب طاقتي وإلى أي مدى أنا متفرّغ له، ووافق الموعد اليوم مساءً

مع دفتر ملاحظاتي كحلي اللون كنت أقوم بترتيب أولوياتي من واجبات لليوم وما يمكنني فعله قبل الذهاب للفعالية وما أستطيع تأجيله للغد

ورقة التسجيل التي أحضرتها للمعلمة أروما والتي أريتها إياها حتى تعطيني موافقتها على النشاط والاستمارة كانت موضوعة على طرف طاولتي فوق بعض الكتب التي لم أقم بترتيبها في الحقيبة بعد

شيون كان جالسًا بجانبي كما العادة وعندما رآني لا أزال منشغلًا بالتحضير لليوم أعطى اهتمامه لهاتفه ينتظرني متى أنتهي، وعندما أوشكت على وضع اللمسات الأخيرة لجدول اليوم والذي قمت بتقليص نقاطه إلى أقصى حد سُحِبت ورقة التسجيل من قِبَل شيون

أغلقتُ دفتر الملاحظات ونظرت إليه وهو يقرأ الورقة وعندما فرغ منها وضعها مكانها وسألني: هل ستذهب إلى هذه الحملة اليوم؟

أومأت إيجابًا له: سأفعل.. حصلت على الموافقة كما الحال مع الاستمارة من المعلمة أروما وسأذهب اليوم مساءً

قرّب يده من فمه الذي كان تزينه ابتسامة خفيفة: هذه المصادفة رائعة...

بتساؤل مال رأسي: من أي ناحية؟

وضع سبابته على الورقة وأجاب: أنا أيضًا اليوم ذاهب إلى هذه الحملة كـ متطوع، في نفس المكان والتوقيت

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن