بدأتُ مؤخرًا بتطوير عادة جديدة أمارسها كلّ صباح، أو في أغلب الصباحات بما أنها لم تصبح مألوفة لي حتى الآن
تتمثّل هذه العادة في تصفّح آخر الأخبار كأول شيء أفعله عندما أمسك بهاتفي.. استطلعها قبل أن أفتح أي تطبيق موجود من أجل تسليتي
بعد كلّ المواقف التي جعلتني مُحرَجًا من جهلي قررتُ أن الاعتياد على هذا الشيء حتى وإن لم أكن مهتمًا به أمر ضروري حتى لا أصل لمرحلة تخبئة عدم معرفتي بما يحصل في العالم بالكذب كما حدث مع خبر خطوبة سيلينا باركر من أبي
ولكي لا أكون ضحية تقع بدون مجهود يُذكَر في شباك الكذب والخداع، مثل اليوم الذي حوصِرتُ فيه من خمسة أشخاص في الفصل ولم ينقذني منهم إلا ميو
لقد حظيتُ بالكثير من الدروس في الثلاثة الأشهر الأخيرة، ولستُ أحمقًا إلى هذه الدرجة حتى لا أتعلم منها!
وما ساعدني على الاهتمام بالأخبار هو الأحداث التي وقعت مؤخرًا مع سيدريك مارشال وفضيحته.. لقد كنتُ شديد الاهتمام بآندريه وبالطريقة التي يجب أن أعامله بها تبعًا للمستجدات اليومية في شأنه
والآن.. أشعر بأنه لا يستحق كلّ هذا الاهتمام والعناية التي أحطتُه بهما، فليحصل له ما يحصل
فقط من الجيد أنني خرجتُ بفائدة وحيدة منه وهي هذه العادة التي أحاول الالتزام بها، فلا أحد يعرف متى سيظهر شيء يخصّنا في الأخبار
كنتُ وحيدًا في غرفة نومنا وأجلس على سريري بينما أتكئ على الجدار، ونور الشمس ينعكس على شاشة هاتفي من النافذة الواقعة بجانبي
عندما أوشكتُ على الانتهاء من جولتي الإلكترونية قمتُ بتخفيف سطوع ضوء الشاشة حتى تصعب عليّ الرؤية مع نور الشمس، وحصلتُ هكذا على سبب لترك الهاتف والخروج من الغرفة
عند الباب كان غابي يجلس، ولما رآني اقترب منه تحرّك من مكانه ومشى أمامي بخطوات بطيئة وهو يحرّك ذيله يمينًا ويسارًا
بدا الأمر وكأنني أتبع عازف مزمار هاملين على طول الرواق، وما يشدّني له هو حركة ذيله! عندما انتبهتُ لما يحصل أفقتُ من هذا الوضع وتركتُه يمشي حيث يريد بينما أنا انحرفتُ يمينًا نحو غرفة نوم جدي التي كانت الأقرب للسلالم
طرقتُ الباب تنبيهًا لدخولي الذي لا يحتاج إلى انتظار إذن من صاحب الغرفة الذي كان يجلس على أريكة مفردة قريبة من سريره ويقوم بتغيير الضماد لجرح قديم في قدمه يأبى أن يلتئم بالكامل
- صباح الخير...
قلتُ ذلك وأنا أتوجه إلى سريره لأجلس في منتصفه تمامًا، أما جدي فكان قد فرغ من تجديد غيار جرحه: صباح الخير.. استيقظتَ مبكرًا
ابتسمتُ باتساع: أنا كائن صباحي يحب الاستيقاظ من بداية اليوم حتى في العطلات.. هل نسيت تفضيلاتي بهذه السرعة؟
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...