88 الفتى المصنوع من الأكاذيب

1.3K 131 1.3K
                                    

نزهة في عطلة نهاية الأسبوع.. شيء لم أقم به منذ فترة طويلة جدًا، من قبل أن أغادر لايدن..

وبكل اقتناع يمكنني القول أن وجود مثل هذه النزهات يستحق تعب وانتظار أسبوع كامل حتى نصل إليها ونرى ما يمكننا التخطيط من أجلها

الخروج للحديقة المركزية شيء لم يخطر في بالي هذا الأسبوع.. اعتقدتُ أننا سنبقى في المنزل ما دامت خالتي قادمة للزيارة

بل في الحقيقة كل واحد منا قرر ذلك من تلقاء نفسه ودون الرجوع لبعضنا!

إلا أن من خطط لهذه النزهة وأخذنا فيها كانت ضيفتنا، من ظننا أن البقاء في المنزل من أجلها هو الأفضل..

أخشى حقًا أنها شعرت بالملل أو ارتفع ضغطها من وراء وجودنا في البيت...!

"آه لا.. ذلك مستحيل! لو كان الأمر هكذا حقًا لما أخذتنا أنا وأخي برفقتها، وزيادة على ذلك أخذت لوغان أيضًا معنا"

بقيتُ أفكّر بهذه الطريقة إلى أن رأيتها تتركنا وراءها مكتفية بأخذ لوغان معها للمشي في أرجاء الحديقة.. يبدو الأمر وكأنها أخذتني أنا وماكس شفقة على حالنا

ولكن لا يزال ذلك جيدًا جدًا، فالمهم أنني وللمرة الثانية حظيتُ بوقتٍ خارج المنزل مع ماكس، ولوحدنا...

إلا أنه لا يبدو لي أن ماكس يفكر بذات الطريقة، فقد بقيَ يتخلّف عنا في المشي ببضعة خطوات، وكلما نظرتُ للوراء حتى أتفقده أجده شارد الذهن عما حوله، وأكاد أجزم بأنه لم يرفع رأسه عن الأرض ويطالع الناس ولا الأشجار

ربما كان صادقًا في قوله بأنه لا يحب الخروج من المنزل.. مع ذلك لم يكن حاله هكذا عندما ذهبنا لتناول الغداء في المطعم قبل بضعة أيام

لعلّه يكره الخروج مُجبرًا؟!

أو قد تكون الخالة أوكتافيا هي السبب!

تأكدتُ من ذلك عندما ابتعدت عنا مع لوغان.. أصبح ماكس وقتها يمشي بمحاذاتي، ولو أن شروده لم يزل عنه..

لا يزال غير مرتاح لوجودها.. رغم أنني بذلتُ جهدي لطمأنته وإخباره بأنها شخص لطيف

وكأنه ازداد قلقًا بعد كلامي له، وهذا محبط بعض الشيء.. ما الذي يضايقه حقًا؟ لا أذكر أنني قلتُ شيئًا لا يُفتَرض بي قوله له!

مهما فكّرت بالأمر لا أجد أي إجابة تخفف من تساؤلاتي؛ لأن الإجابة موجودة عنده..

في ساحة دائرية واسعة ارتفعت نافورة كبير تضخ الماء بقوة في الحوض ثمانيّ الزوايا واستقرّ بلمعان غير ثابت بفضل الشمس المائلة نحو الغرب، وعلى أطرافها ارتفعت مدرجات للجلوس مختلطة بالنباتات والشجيرات الصغيرة

جلسنا أنا وماكس في منتصفها ولم تفارق عيني ظهر خالتي ولوغان اللذين جلسا على كرسي قريب من النافورة التي يمرح حولها الأطفال ضاحكين، ويلتقط البالغين صورًا لأنفسهم ولها

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن