قررتُ اليوم الذهاب باكرًا إلى المدرسة بما أنني استيقظتُ قبل موعدي المعتاد من أجل مراجعة سريعة لامتحان الأحياء، وبدلًا من فعل ذلك في المنزل حيث كل شيء فيه يشجّع على العودة للنوم وجدتُ أن المدرسة أفضل
وبهذا كنتُ أول من دخل إلى الفصل وفتح أضواءه وجزءًا من النافذة لغرض التهوية، ومن أجل سماع الأصوات الواضحة للمتواجدين في الساحة رغم قلّة عددهم
جلستُ في مكاني مسترخيًا ورفعتُ ساقاي فوق الطاولة.. ما دام الفصل ملكًا لي وحدي الآن فلا مشكلة من التصرف بهذه الطريقة وكأنني في منزلي، أسندتُ الكتاب وبدأتُ في التحديق بصفحاته بدلًا من العودة للمراجعة
لا شيء لديّ لأفكر به حقًا، مجرّد أشياء لا أتذكرها إن مرّت عليها بضعة ثواني.. عندما استوعبت أنني بهذه الطريقة أُضيّع وقتي حدّثتُ عقلي بأن عليّ التركيز في المراجعة، على الأقل شيء مفيد يمضي الوقت من أجله
بشكلٍ سريع كنتُ أسترجع ما حفظته في ذاكرتي حتى وصل ثاني شخص إلى الفصل وقد كان بيير لورانس
بالرغم من أننا في مجموعة دراسية واحدة إلا أن علاقتي به لم تتعدى ذلك
ألقى التحية فرددتها بدون اهتمام حقيقي بوجوده، ولكنه على خلافي كان مهتمًا أكثر بأمري عندما قصد المشي حيث أجلس قبل أن يتجه إلى مقعده
وضع حقيبته على الأرض وجلس على كرسي ميليسا قائلًا: مما يبدو فإننا الوحيدين من الفصل اللذين وصلا حتى الآن
حافظت على حيادية ملامحي وأنزلت ساقاي عن الطاولة ووضعتُ الكتاب مكانها.. أجبته دون أن أُظهِر عجبي من هذا التقرّب الذي جاء أسرع مما توقعت: هذا طبيعي فالوقت لا يزال باكرًا
- لقد اعتدتُ دائمًا أن أكون ضمن أول الأشخاص الذي يصلون للمدرسة، وفي العادة لا أحد من طلاب الفصل يكون قد جاء.. اليوم مختلف عما اعتدتُ عليه فقد سبقتني هذه المرة، أتساءل عن سبب ذلك؟
- لا يوجد سبب محدد حقًا.. كلّ ما في الأمر أنه خطر في بالي أن آتي اليوم باكرًا وفعلت
- هل تنوي فعل ذلك كل يوم؟
- على حسب مزاجي.. لستُ شخصًا يلتزم بمواعيد محددة للذهاب إلى المدرسة، لكن لماذا تسأل عن هذا كله؟ هل يُعقَل أنك لا تريد أن تكون ثاني من يصل وأدنى من ذلك؟ يبدو أن هذا يزعجك لسبب ما
- آه لا بالتأكيد لم أقصد، أنا غير معتاد على ذلك فحسب.. كما ترى أصل أولًا وأقضي وقتًا طويلًا لوحدي حتى يأتي ثاني شخص آخر لأقضي الوقت معه، وبالطبع هذا يعتمد على مدى قربي منه وإلا فإن الأمور ستصبح أصعب عليّ وعليه
ابتسمتُ له: في الغالب تستطيع المجيء متأخرًا لو رغبتَ بذلك، ولكنك بالتأكيد لا تأتي قبل الجميع إلا لأن لديك شيء تفعله لوحدك بينما -ليس الفصل وحده- والمدرسة أيضًا أقرب لكونها فارغة
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...