ملاحظة قبل القراءة: أحداث هذا الفصل حصلت في الماضي قبل سنوات من بداية القصة الأصلية.. استمتعوا بقراءته
------
كانت مدرسة رانسي الخاصة تخوض أسابيعها الأخيرة من السنة الدراسية الحالية، ومع تدرج كل مرحلة صعودًا كانت الأجواء الجادة تنبعث من هيئة التدريس نفسها وتشكّل ضغطًا على الطلاب لتزيد القلق في نفوسهم مع اقتراب لحظة الامتحانات الحاسمة
كان هذا النوع من الأجواء أخف بكثير عند طلاب المرحلة الابتدائية.. خصوصًا في الصفوف الأولية.. من الأول وحتى الثالث.. حيث كان أطفالها هم من ينشرون السعادة والحيوية في المدرسة ليقللوا من أجواء الكآبة المحيطة بالطلاب الأكبر سنًا
انتهاء المناهج الدراسية أعطى الصغار متسعًا كبيرًا من حصص الفراغ التي يقضونها في اللهو، ولكن ليس خارج فصولهم حتى لا يشتتوا بمشاكستهم الكبار عن التركيز في دراستهم
أدى هذا لفرض عقوبات على من يرونه خارج فصله من دون إذن في وقت غير مسموح له بالخروج فيه، ولزيادة فعالية هذا القرار كان لا بدّ لمعلم أو اثنين في كل دور أن يتجولا من وقت لآخر في الممرات
مع كل هذه الاحتياطات حتى غير المعروف منها كان لا بدّ من وجود مجموعة شقية لا يردعها شيء من كل ذلك.. لا الكبار من المعلمين، ولا العقوبات من الإداريين
حتى وإن أُمسِكت مجموعة وعُوقِبت فإن ذلك لن يوقف مجموعة أخرى تريد أن تجرّب حظها فـ تفلح، إلى أن جاء دور ثلاثة أطفال من الصف الثالث.. فتى وفتاتين
والمحرّض على هذه التجربة كان الفتى ماكسميليان ديفاريوس الذي قرر وأراد المسارعة في التنفيذ لولا اعتراض ديانا وكلارا لطريقه بالرفض والتحذير من لحاق عقوبة ما به
ولكنه لم يتعظ ممن سبقوه وتم الإمساك بهم، بل تحفّز أكثر لينضم للفئة التي تسللت ونجحت دون أن يُلقَى القبض عليهم.. ما من شيء يمنعه لـ يكون واحدًا منهم
بالتالي رفض الامتثال للفتاتين.. استسلمتا أولًا، ولكن ليس بالبقاء ساكنتين، بل بمرافقته خارج الفصل في الحصة الرابعة وحتى نهاية الخامسة
خرج الثلاثة من الفصل وماكس يتقدّم الطريق دون أن يحيد نظره عن الطريق أمامه، وعلى العكس منه كانت كلارا التي ترمق ما حولها بحذر وخوف حتى إذا رأت ظلًا منذرًا بالخطر تصرخ فيهما ليركضوا ويختبؤوا في أي مكان قريب منهم
أما ديانا فقد حاولت أن تمنع نفسها قدر الإمكان من التعلق بذراعه، ولكن أقصى ما امتلكته من شجاعة جعلها تتشبّث بطرف كمه القصير لقميصه الأبيض
في غضون دقائق قصيرة سئم ماكس من تشبّثها به فحاول نفض ذراعه عنه وهو يقول بانزعاج: إن كنتِ خائفة لهذا الحد فلماذا لم تلزمي مقعدك؟!
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...