101 مُنقِذ

820 87 158
                                    

نهاية اليوم الدراسي ولحظة الوصول إلى المنزل هي واحدة من معاني الشعور بالاستقرار والأمان الذي ينتظرنا، ولكن حدوث ذلك كلّ يوم سيجعل منه شعورًا معتادًا لا طعم له

لذا لا بدّ من أيام تمرّ في المنتصف تجعلني أفقد هذا الإحساس بدون أن انتبه لذلك، وهذا اليوم هو أحدها...

فعندما كنتُ في الساحة الرئيسية مع أصدقائي ننتظر وصول سياراتنا انتبهنا لوجود فتاة من خارج المدرسة تقف مع آندريه ليخوضا حديثًا لفتَ أنظار أشخاص غيرنا

لم يعرف أحد من تكون هذه الفتاة التي تُشاهد للمرة الأولى بالنسبة للكل ربما، بينما أنا تذمّرتُ في داخلي عند رؤيتها تقف بجرأة مع آندريه أمام مدرستنا

ألا يوجد ما تخشاه آيريس حتى؟!! إنها تبالغ في شجاعتها وكثرة مواجهاتها حقًا!...

كنتُ مع سايمون وليام برفقة أصدقائهما الفتية من فصول مختلفة، وبعضنا ممن كانوا يواجهون الباب لم يمنعوا أنفسهم من اختلاس نظرات فضولية

وفيما بيننا نحن الثلاثة بدأ نقاش بصوت خافت لا يسمعه سوانا ابتدأه سايمون: إنها وجه جديد لم أراه مع مارشال من قبل.. هل تعرفانها؟

فردّ عليه ليام وهو يهزّ رأسه نفيًا: لا.. هل من الممكن أن تكون حبيبته الجديدة؟

- أوه هذا يعني أنه استطاع تجاوز ليديا فوستر!

- لا بدّ أنه فعل.. مرّت سنة على تلك الأحداث ومن الغباء أن يبقى متعلّقًا بها حتى بعد مغادرتها المدينة.. إنها خطوة جيدة منه

لو يعرفان أن من يظنّانها حبيبته في الحقيقة هي جاءت لتوبيخه، أو الشجار معه؟ لا فرق بين الاثنين عند آيريس

ولكن معرفتهما بهذا مع جهلهما بأساس هذا الشجار سيجعلهما يخطئان الظن ويعتبرانه شجار أحباء.. من الممكن أن تُصبِح المسمّيات القاسية والعنيفة شديدة السخافة بهذه الطريقة

- ولكن لماذا تظهر في هذا الوقت أمام بوابة المدرسة؟ يبدو وكأنها تريد لفتَ الانتباه له أكثر...

إنها لا تلفتُ الانتباه له وحده، بل ولنفسها أيضًا وربما لآلفريد.. لن يكون غريبًا إن كانت علاقة الاثنين ببعضهما ستُفضَح، ولعلّ آندريه أدرك الأمر في هذه اللحظة

لا أستطيع منع عقلي من التفكير في أسوء ما قد تقع فيه لو أن هذا يحصل حقًا!

لقد شهدتُ بالفعل لمرّات عديدة ما يمكن لآندريه أن يفعله عندما يغضب ويحقد على شخص ما، ولا أريد لآيريس الجاهلة لطباعه أن تكون ضحيّته التالية

- إنهما يغادران المدرسة!!

ضغطتُ على شفتاي وأنا أرى بالفعل ما يقوله سايمون، وقد سمعه الفتى الآخر الواقف بجانبه وقال له: لا شأن لنا بأمور مارشال.. دعونا لا ننشغل به كثيرًا...

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن