إن كان خصمك القاضي، فـ من تُقاضي؟
لن تقاضي أحدًا بالطبع.. عندما يكون لدي أب مثل الذي أملكه فإن أقصى ما أستطيع فعله معه هو التذمر والغضب بيني وبين نفسي من قرارته أثناء تنفيذها بالحرف الواحد
المحصلة هي وقوفي أمام البوابة الحديدية الكبيرة لمدرسة رويال فورست الثانوية.. موصدة في وجهي بسبب بداية الحصص الدراسية منذ وقت
على الجانب كان لوغان يقف مع حارس البوابة يتحدثان فيما بينهما على أمل لا أحتاجه ولم أطلبه في أن يسمح لي بالداخل، ولكن ما كان لما أريده أن يتحقق يومًا فـ ها هو الطريق أمامي صار سالكًا والساحة الواسعة التي يتمركز فيها البناء الضخم للمدرسة واضحان لي
نظرتُ إلى لوغان الذي وقف عند السيارة خلفي باستجداء له أن يعيدني للمنزل معه وألا يتركني في هذا المكان..
أبدو حقًا كـ طفل جبان في السادسة يخشى تركَ والديه له في يومه المدرسي الأول
المصيبة أنني عندما كنتُ في السادسة من عمري لم أفعل شيئًا مما أفعله الآن!!
هذا النوع من الاستجداءات المرتبطة بالنظرات المطالبة بالتعاطف لم تجدي نفعًا مع لوغان الذي أشار لي بيده حتى أذهب في طريقي ولسان حاله يقول "لا شأن لي بالأمر"
صحيح.. راتبه عند أبي وليس عندي..
نقطة العودة تلاشت منذ اتصل أبي بالخادمة وطلب منها أن توقظني للذهاب إلى مزرعة المواشي هذه..
من الأساس لم تكن هنالك نقطة انطلاق حتى.. كما العادة أُوضع أمام الأمر الواقع وسريعًا ما أرضخ له دون مقاومة؛ لهذا السبب أفقد كل فرصي في الرفض ولا يبقى لي سوى الغضب دون فائدة والتذمر
سلّمت أمري لهذا الوضع ودخلت إلى ما سميته أسوء كوابيسي في الأمس.. اتجهت بداية إلى الإدارة حتى أستكمل إجراءات دخولي، وأُخبِرتُ بأن كل أوراقي مكتملة ولا أحتاج سوى استلام جدولي من المرشد الأكاديمي والقيام ببعض الإجراءات معه ثم الذهاب إلى شعبتي
أبي قام بفعل كل شيء منذ استدعته الناظرة في رانسي آخر مرة حتى أنهى تسجيلي في رويال فورست.. هل صَعُب عليه أن يخبرني قبل أن أخلد للنوم في الأمس أن عليّ الذهاب للمدرسة في الصباح؟!!
هل هذا فعلٌ مستحيل عليه إلى هذه الدرجة؟!!
أريد أن أسأله عن ذلك بكل الصيغ الممكنة، ولكنني أعلم أنني فتى متخاذل لن ينطق بأي شيء يجادل قراراته...
على الأقل كان عليهم أن يتركوني أتغيّب اليوم وأذهب في الغد من بداية الدوام.. كل ما يحصل هو إزعاج محض
وصلت إلى الشعبة البائسة التي حملت الرقم تسعة على لوحة مُذهّبة.. عشرة فصول لطلاب الصف الأول وحدهم.. دورٌ كامل خاص بهم
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Roman d'amourكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...