132 نيران ذلك الدُّخان

890 77 162
                                    

في وقت متأخر من الصباح وصل نايت إلى المقهى الذي اتفق مع أصدقائه أن يتقابلوا فيه في الأمس، ولعلّه كان متحمّسًا أكثر من اللازم وجاء قبل الموعد بنصف ساعة

كانت لديه فكرة بأنه ليس المتحمس الوحيد لهذا اللقاء، وأنهم سيبكّرون في المجيء ويحاولون التواجد قبله

ولكن عليه ألا يتوقع الكثير.. فقد اتفقوا بأنه سيلتقون في نقطة تجمع محددة ثم يأتون إليه دفعة واحدة، وبالتأكيد سيأخذ تجمّعهم بعض الوقت

ربما كان عليه أن يذهب أيضًا إلى نقطة التجمع اختصارًا على نفسه؟

لم يعد للأمر أهمية، فهو قد وصل بالفعل، وربما هم في طريقهم

عندما دخل نايت إلى المقهى من بابه الخشبي وجده واسعًا جدًا لدرجة أنه لا يبدو مكتظًا حتى لو مُلئت كل الطاولات بالزبائن، وهذا أعطاه رؤية واضحة للبحث عن أصدقائه

وبالفعل لم يعثر على أي أحد منهم.. من الجيد أنه خفّض من سقف توقعاته

ولكن لا يعني هذا بأنه سينتظر في صمت!

أخرج هاتفه من جيب معطفه رغبة في الاتصال بأي واحد منهم يظهر اسمه في بداية قائمة جهات الاتصال، وهي بكل تأكيد ستكون إيمي

إلا أنه لم يكد يفتح هاتفه إلا وتفاجأ بشخص يلفّ  ذراعه على رقبته من الخلف ويدفع بجسده نحوه ليخنقه

ليخنقه حقًا!!

فزع نايت من هذا الهجوم فقام على الفور بالضرب بخفة على ذراع هذا المجنون ليحرّره قبل أن يزيد من قوة الضغط!

ولكن هذا المجنون قال وهو يفعل برقبته ما كان يخشاه: كان عليك أن تتصل وتتحمل غضبي إن لم تكن ستتحمّل خنقي لك أيها الشقي!

- ستقتله شيون! اتركه في الحال!

- أتينا لنقابل إنسانًا حيًا، وليس أن نودّع جثة!!

على تأنيب ريتا وليديا له أطلق شيون سراحه، ليصنع نايت بينهما بشكل دفاعي مسافة أمان قبل أن يستدير ويرمقه بانزعاج

انزعاج لحظي فقط

لأن الفضل يعود لاشتياقه وتوقه لرؤيتهم، فطغت بسرعة من جديد عليه

لم يكن هنالك شعور يتسحق أن يحلّ محلّ حماسه وسعادته، فابتسم وكأنه لم يكن ضحية محاولة خنق للتو

رمقه شيون باستياء بينما يمسّد ذراعه التي خنق بها نايت وبانزعاج هجومي خاطبه وكأنه يبحث عن شجار: ما الأمر؟ تبتسم كالحمقى...

اقترب منه نايت حتى وقف بجانبه وخبط كتفه بكتفه وهو يقول: تُشبّهني بالحمقى وأنت لن تجد شخصًا غيري يبتسم لك بسعادة بعد أن خنقته!!

تجاهله شيون ليهزّ نايت كتفيه بقلة حيلة

لقد كان طبيعيًا معه عندما حدّثه بمكالمات هاتفية أو رسائل تواصلية، فظنّ بأن مشاعره السيئة اتجاهه قد زالت

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن