هل يمكن أن يصبح الحال أسوء مما يمرّ به نايت الآن؟
من فوق حذائه وضع يده على كاحله حيث بدأ منه ألم الالتواء بنبضات قوية، كما لو أنه يحاول احتجازه بين أصابعه لئلا يتعدّى حدوده نحو أماكن أخرى
- من...؟
كان صوتًا!! ضعيفًا، مرتعشًا وخائفًا...
- أوليف!! إنه أنا.. نايت!!
لم يكن خيالًا بالتأكيد.. لقد سمع صوتها في كلمة قصيرة ويستحيل أن تكون هلوسة سمعية من شدة شعوره بالألم
لقد رآها أيضًا!! فقط لو يستطيع الوقوف والذهاب إليها، سينتهي عندها كل شيء، وهذه الليلة لن تعود مطلقًا!
دبّ الرعب في قلبه عندما لم تستجب له: أوليف.. أجبيني وتحدثي معي!! لقد أتيتُ لنعود للمنزل فيجب أن تكوني سعيدة وليس صامتة هـ..ـكذا!!
تكسّرت نبرته في نهاية كلامه عندما حاول الوقوف على قدمه رغمًا عن تعبها وعدم قدرتها على حمل ثقله حتى يستطيع الوقوف، فاعترضت على ذلك بدفقة ألم حادة
صارع غصّته بابتلاع ريقه عدة مرات، وأغمض عينيه بشدّة مستسلمًا لدموع قليلة قد فرّت منهما، ولا يعلم هل يتحمّل الألم الشديد، أم صوت فرقعة كاحله الذي يتكرر في أذنيه بطريقة مقشعرة للبدن؟
حاول أن يصرف انتباهه عن كل هذا واضعًا أوليف في عقله فقط، ومتجاهلًا ما حلّ به منذ لحظات، وحقيقة الوضع بعدم استجابة الطفلة له
ولكن جسده لا يتجاهل وضعه...!
لو أن شخصًا ما يأتي إلى هنا فقط.. لا يهم أن ينقذ الوضع، فقط لو يساعده على الوقوف وسيكون كل شيء بخير بعدها
بطلٌ ما يستجيب ليأس الموقف...
وجاءه الفرج عندما التفت ذراعان أسفل كتفيه ليس لترفعه فحسب، بل لترفعا ثقل ما تسلل لقلبه من شعور بسبب عجزه وزيادته الأمور سوءًا
- هل أنتَ بخير نايت؟ أتأذّيتَ في مكان ما؟
نزلت الطمأنينة على قلبه كماء دافئ يلطّف برودة المشاعر التي لفّت جسده عندما سمع صوت والده، ورأى في وجوده نهاية لكلّ أمر سيء يحصل لهم الآن
استند على جسد كريس حتى يستعيد توازن جسده وقال: أنا كذلك، ولكن أعتقد أن أوليف هناك
وأشار نحو الكرسي...
للحظة بدا كريس كما لو أنه لن يتحرك من جانب نايت، ولكن تبدّل الحال وذهب دون قول شيء حيث أشار ابنه ليرى أنها كانت أوليف فعلًا مستلقية على الكرسي الخشبي المتهالك
حرّك نايت قدمه اليمنى بحذر ليتأكد أن باستطاعته المشي، وابتسم بارتياح عندما انحسر الألم عنها بعض الشيء.. يمكنه على الأقل العودة إلى المنزل دون أن يُضيف مشاعر قلق أخرى على الآخرين
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...