ليلة وداع أخرى استطاع آليستر الفوز بها ليرافق آستيرا خلالها، وبرضا تام منها
لمجرّد أنه تشجّع على الاتصال بها أول مرة حصل على لقاء عاديّ وودّي يشبه مقابلة صديق قديم بعد مرور أعوام على انقطاعه عنه
والمرة الثانية لأنه سمح لمشاعره أن تسيطر عليه وتفعل به ما تشاء، وها هي أخذته للطريق الصحيح حيث يجلس بجانبها على نفس المقعد وفي نفس المكان من الليلة السابقة
"هل كان الأمر بهذه السهولة دائمًا؟"
يستغرب أنه كذلك حقًا، خصوصًا عندما قالت آستيرا وهي تنظر للسماء الغائمة: يجب أن نغيّر مكان لقائنا إلى واحد عادي عندما تتحسّن عيناك
اتسعت ابتسامته أكثر على كلامها.. فبينما هو خطط للقائين أو ثلاثة يكفيان لتوديعها فإنها تتوقع بعفوية لقاءات أخرى به، وتخطط لها منذ الآن
آليستر: ألا يعجبك هذا المكان؟ إنه مفتوح، وباب منزلك خلفنا!
- قليلًا فقط.. الوقت يجعل المكان غريبًا، في الأيام المقبلة يجب أن نذهب إلى مقهى أو حديقة وسط الناس
- لماذا؟ هل أنتِ خائفة؟
نظرت إليه باستغراب وقالت: لا.. ما الذي يستدعي خوفي؟
- ذلك اليوم في دورة المياه.. كنتِ مرعوبة تمامًا عند رؤيتي
- بربّك آليستر.. الأمر لا علاقة له بك! ما الذي تتوقعه مني عندما أرى رجلًا يدخل دورة مياه نساء لا أحد فيها غيري؟!
ثم تابعت: كل ما في الأمر أنني دائمًا ألتقي بكم في أماكن وأوقات نتأكد أننا الوحيدون الموجودون فيها كما لو أننا مجرمون، حتى في المرة الأخيرة التي قابلتُ فيها كريستوفر! الآن أريد أن أراك مثل الأشخاص الطبيعين
لا يوجد خطأ فيما تريده، فلماذا عليها أن تختبئ وكأن فعل ذلك هو شيء واجب عليها؟
يكفي أنها استمرّت في مقابلة من تحب بخفاء منذ تخرجت من المرحلة الثانوية من أجل رؤية كورديليا التي تهرب في جنح الليل لرؤية أصدقائها من الجامعة
واستمرّ الأمر معها من أجل كريس وابنيه، والآن مع آليستر! رغم أنه لم يعد يوجد طرف خارجي يقيدهما عن مقابلة بعضهما مثل البشر
ولكنها مسألة وقت ويمكنها بعدها أن تتخذ خطوتها الأولى نحو فعل شيء طبيعي وعادي لأول مرة منذ مدة طويلة!
التفكير في هذا الأمر جعلها تتنبّه إلى أمر أشعرها بأنها تتمادى في رغباتها، فابتشمت بفتور وقالت: أعتذر.. ربما لا نية لك في رؤيتي وأنا أتسبب بالضغط عليك بمطلبي هذا دون مراعاة
أومأ لها سلبًا: الأمر ليس هكذا بالنسبة لي مطلقًا.. أنا من طلبتُ رؤيتكِ أولًا لمرتين، ومن الطبيعي أن تشعري بالراحة لقول هذا.. ما لا أفهمه هو إصراركِ على أنني يجب ألا أُطيق رؤيتك، وأكرهكِ أيضًا
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...