على غير العادة خلد نايت إلى النوم في وقت متأخر من الليل بسبب سهرتهم مع آليستر وعائلته، ومع ذلك فهو قد استيقظ مثل كل يوم في الصباح، ليس من عمل ساعته البيولوجية بل من عقله الذي ظلّ ينسج له أحلامًا تبدو واقعية وعندما يفتح عينيه يكتشف بأن لا شيء مما رآه وعاشه في اللا وعي قد حدث
لذا أسند الأمر لاعتياده على الاستيقاظ مبكرًا وأجبر نفسه على مغادرة الفراش قبل أن يجنّ جنونه من هذه الواقعية الكاذبة
النتيجة هي إصابته بـ خمول جسدي جعله يرمي بجسده على الأريكة في الصالون الذي ينتصف المنزل ويتقلّب عليها مع غابي الذي طرد عنه شعور الملل قبل أن يصله
ممتن لإحضار قططه له فوجودهما قد أبعد عنه السأم هذا الصباح الذي استيقظ فيه جدّه للتو، وأبوه يستعد للمغادرة إلى العاصمة حتى يلحق الجنازة.. يتطلّع حقًا للأيام القادمة التي سيأخذاه فيها ميني وغابي إلى جهة مختلفة عن الضجر
على الأقل هو يضع ثقته في غابي الذي يحب اللعب، عكس ميني المشاكس والمفرط حيوية رغم صُغرِ سنّه.. متمرّد منذ الصغر لا يفعل إلا ما يروقه، وهذا ينطبق على العناق.. لن يسمح له بمعانقته إلا عندما يرغب هذا الصغير بذلك
غابي يجلس في حضنه مرات وأخرى يحوم فوق الأريكة ويعود إليه، بينما ذلك الرمادي العاق متمدد أسفل الطاولة ويتعارك مع علبة المناديل الفارغة وكيس ورقي لا يعرف من أين أتى به
كان نايت مستلقيًا على بطنه والقط الأشقر نائم بجانبه.. يمسح على شعره الناعم ويخلل أصابعه فيه، أما عيناه فقد كانت تراقب حركات ميني العشوائية أسفل الطاولة حتى هدأ من عراكه مع العلبة وأدخل جسده في الكيس الورقي ورأسه في الخارج
مدّ نايت يده وفرقع إصبعيه ببعضهما ليلفت انتباه الصغير: ميني.. تعال إلى هنا قليلًا
اكتفى ميني بلفّ رأسه نحوه والنظر فيه، فمطّ نايت شفتيه: هيا ميني! اسمع كلام أخيك الأكبر!
اكتفى ميني بأن يموء ثم أدخل رأسه في الكيس، وغابي قد قفز من فوق الأريكة وتبع أخاه إلى الداخل والذي لا يعرف نايت كيف لاءمهما حجمه
اعتدل نايت جالسًا وشعور يواتيه بأنه قد تم نبذه.. بالطبع سيحصل ذلك عندما نتحدث عن ميني وغابي.. يحبّان بعضهما كثيرًا ويلعبان دائمًا لوحدهما أكثر مما يحصل معه.. لعلّ غيابه المتكرر عنهما لا يسمح لهما بالاعتياد عليه، سيحتاجان وقتًا
وإن ظهر أن ذلك مجرد دلال منهما، وخصوصًا صاحب الكبرياء الأكبر منه فهو سيتصرّف معهما بعناد عوضًا عن الحنان!
صدَح صوت الجرس في الدور الأرضي للمنزل.. أمال نايت رأسه مستغربًا من رنينه في هذا الوقت المبكّر من الصباح.. ألصق صدره بظهر الأريكة وتبع الخادمة ببصره وهي تتجه إلى الباب وترى من الزائر
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...