لقد كانت سبع سنوات تقريبًا من ليلة الزفاف وحتى اليوم الذي بدأت حياتهما تسوء خلاله.. ما بين هاتين الليلتين كانت الأمور أكثر من جيدة..
قبل ذلك حملا الكثير من الامتنان لنفسيهما لأنها اختارت الشخص المناسب له ولم تتردد، استغلال تلك الفرصة الوحيدة كانت صائبة ولا عجلة بها
سرعان ما تلاشت مخاوف كريستوفر بشأن الدخول في علاقة جادة لا مجال للانسحاب منها ما لم يكن هنالك سببًا يساويها في الجدّية.. اختفت شكوكه حتى آخرها عندما خاض هذه العلاقة بنفسه
كما لو أنه تنفس الصعداء وأنفاسه هذه حملت امتنانه إلى السماء أنه لم يتّخذ قرارًا يسير به نحو الطريق المعاكس للذي يمشى فيه مع كورديليا الآن.. طريق يسير به وحده نادمًا
قال آليستر له ذلك من قبل، ليس الجميع محظوظون كفاية حتى يحصلوا على النهاية التي يريدونها لـ حبّهم، ولكن كريس كان من ضمن القلّة المحظوظة وحاز على ما يُرضِيه
تلك لم تكن سوى نهاية الحب بزواجه من كورديليا، ولكن ما يأتي بعد ذلك حياة لن يسندها الحب وحده لـ يجعلها أبدية حتى مع فَنَائهما
زوجين طبيعيين بـ حياة طبيعية وطفلين صغيرين.. كل ذلك كان كافٍ مع الحبّ والاحترام والتفاهم الذي يكنّانه لبعضهما
لم يكن اختلاف آراء كريس وكورديليا والمشادّات التي يصلان إليها بـ شيء كبير حقًا تستدعي ليقولا عن الآخر أنه أفسد حياته.. لقد كان كل شيء طبيعيًا حقًا كأي عائلة
الكثير من التصرفات والأفكار التي يعتنقانها يتفقان بها، ولكن ما زال هنالك البعض مما يزعج الآخر لأنها تخالفه ورغبته.. احتاجا الوقت حتى يتوصّلا إلى نقطة اتفاق تجعلهما يتقبلان الآخر.. مع ذلك بقيت بعض الأمور عالقة لم يستطع أحدهما التغاضي عنها فأضمرا ذلك في قلبيهما
إلا أنها لم تكن بـ كافية حتى تُفسِد حياتهما حدّ الانفصال والدخول في مشاكل لا نهاية لها بعد ذلك، سوى أنها وجدت مُحرّضًا خارجيًا جعل من تلك الأمور العالقة تأكل في علاقتهما
متى بدأت هذه الحياة الكافية بالتدهور حقًا؟ لا يسعه التفكير سوى في مرحلة واحدة، بعد أن سُحِبت منه القضية التي حدّث عنها آليستر قبل بضعة أيام.. منذ ذلك اليوم الذي قرر فيه أن يلزم حدوده في عمله ويركّز على ما هو أهم بدأ الحال بالانحدار نحو الأسوء شيئًا فـ شيئًا، ودون أن يشعر
تستمرّ ذكرياته التي قمعها في الظهور له أينما التفت، لا يثابر عقله من أجل الحصول على فرصة راحة، ويستمر في استحداث كل الأمور حتى يمتلئ بها دون أن يبالي بصاحبه
والآن ما باله يقف أمام باب قبوٍ موصد في داخله محتوى الفترة القاسية من حياته؟ كان يعلم أن رؤية كورديليا والحديث معها بعد كل هذه السنوات جعلت كل جزء منه ينبض بذكرياته معها ويفيض بها، ولكنه الآن في غنى عنل تذكّر كل تلك الأمور فـ ليس وكأن لديه مساحة متاحة من أجل أمور أكثر بؤسًا
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...