يمرّ الوقت دون عودة... لا ينتظر، ولا يتوقف
كانت هذه الفكرة التي تشرّبها كريس بالكامل منذ زمن طويل، فهمها، واستوعبها.. لكنه لا يزال يفرّط بـ الوقت باستمرار، حتى وإن كان يندم فذلك لم يكن يفيد
المعرفة، الإدراك، الفهم.. ليست بأمور كافية حتى تنقلنا إلى عتبة المحاولة، والتنفيذ، والإصرار.. من الممكن أن تأخذنا إلى صندوق مصنوع من العجز لا يتآكل بـ فِعل مقدرتنا
العجز أمام الوقت
أوقف كريس سيارته الفضية بالقرب من مدرسة رانسي الإعدادية، والتي كانت تفصلها مسافة شارعين عن المدرسة الثانوية
مضت نصف ساعة وهو داخلها، أعاد ظهر كرسيه للوراء قليلًا بما يريح جسده، فتح نافذته حتى النصف وأغمض عينيه ليحظى بغفوة حتى يصل آينس الذي أعلمه مسبقًا أن يلتقي به قرب المدرسة عوضًا عن مكان آخر فقد طرأ أمر مهم في عمله
لم تكن بغفوة على أي حال ولا شيئًا يشبهها حتى مع عقله المتيقّظ تمامًا.. كان مجرّد وقتٍ مهدور
فَتَح عينيه تزامنًا مع فَتْح باب السيارة من جهة الراكب وجلوس الشخص الذي جاء إليه وإغلاقه الباب، فقام بتعديل كرسيه فيما ألقى الداخل التحية: أهلًا
- أهلًا.. تأخرت!
عدّل آينس من أكمام سترته المثنية وهو يرد على صديقه: الوضع فوضوي قليلًا في المدرسة
هز كريس رأسه وتظاهر بالاهتمام في سؤاله: ما الذي حصل؟
- انتشرت إشاعات بأن الطلبة قاموا بتسريب أسئلة اختبار قياس المستوى وهذا أدّى إلى تلاعب في الترتيب النهائي
- تقصد ذاك الاختبار الذي ظهرت نتائجه في الأسبوع الثاني؟
نظر آينس له قليلًا قبل أن يبتسم ابتسامة جانبية ويقول: أجل.. هو نفسه
ضحك كريس بـ عدم تصديق، إذًا حتى مع وجود احتمال في تسريب الاختبار أخذ ابنه الترتيب العشرين من الأسفل.. هل بإمكانه إحسان الظن به ويعتبره ضحية؟
بالطبع لا.. ليس بعد أن أعطته المرشدة الأكاديمية نموذج ورقة إجابات نايت عندما حضر للمدرسة
لا هو الذي استفاد من التسريب، ولا هو الذي حلّ الاختبار بجدية!
أيًا يكن فقد انتهى الأمر هذه المرة، التقرير الشهري هو الأهم
كريس: وماذا بعد ذلك؟ هل علمتم إن كانت إشاعة بالفعل؟
- غالبًا هي كذلك بما أن مصدرها المنتدى المدرسي، موقع غير رسمي.. نحاول الوصول إلى من بدأ الأمر فقد حصلت مشاكل بين الطلاب بسبب الاتهامات العشوائية
- همم فهمت.. ليساعدكم الإله إذًا
رفع آينس حاجبه: هكذا فقط؟
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...