صباحات هادئة...
هكذا كانت عطلات نهاية الأسبوع بالنسبة لـ ميو منذ أن بدأ كل من كاميل وكارلا بالعمل، ولكن اليوم بداية الأسبوع.. صباح يوم الإثنين كان أشد هدوءًا من غيرها التي قضتها في المنزل
شعرت بالحزن عندما عثر أصحاب المنزل على العمل.. هذا أمر أكيد، إلا أن الرضا كان أمرًا لا مفرّ منه في النهاية إذ لا تملك حقًا لـ منعهما عما يريدانه.. يكفي أن بيتهما مفتوح لاستقبالها
يوم الجمعة، واليوم.. كانت ممتنة بشدة لأنهما غير متواجدين، ويخرجان للعمل قبل أن تستيقظ من الأساس حتى تستعد للمدرسة
العودة بعد الاستئذان من المدرسة، والتغيّب عن حضورها اليوم كانا شديدا اليسر عليها دون أن يسأل أحدهما عن سبب ذلك، أو يعلما بالأمر حتى
فقط هي لم تحسب حساب أن غيابها اليوم سيجعل المدرسة تتصل بـ ولي أمرها ليسألوه عن سبب عدم حضورها.. خالتها
وهذا جعلها تستقبل اتصالًا من سيلينا لم تكن تتوقعه، فـ تركت الهاتف يرن حتى ينقطع من نفسه وخالتها ستتذكر أنها قد تكون في الحصة وتعذرها على عدم الرد ولن تعاود مهاتفتها
وانقطع الخط بالفعل وشعرت بـ راحة لم تدم طويلًا إذ وردتها على الفور رسالة منها كتبت فيها "أعرف أنكِ متغيّبة عن المدرسة، افتحي الخط ميو"
ابتسمت ابتسامة صفراء عندما قرأت رسالتها وجعلتها ترفع نفسها بعد أن كانت مستلقية على بطنها فوق السرير وهاتفها تمسكه في يدها.. تنتظر منها اتصالًا آخر إن أرادت إعادة المحاولة، ولن تنكر أنها تتلو دعواتها حتى لا تتصل مجددًا وبـ إصرار تام على الرد
ودعواتها تلك حُفِظت ليوم آخر عندما أضيئت الشاشة بـ اسم خالتها وصدح رنين هاتفها المرتفع، فقامت بتخفيضه منزعجة من صوته
لا تريد الرد ولكنها مضطرة بسبب تلك الرسالة؛ لا بد أنها قلقة عليها وهي في المقابل يجب أن تطمئنها أن الأمور عندها جيدة
سلّمت أمرها للواقع وفتحت الخط.. وضعت الهاتف على أذنها دون أن تقول شيئًا، وفي الجهة الأخرى كانت سيلينا قد أبعدت الهاتف عن أذنها تتأكد من أن من اتصلت به كان ميو إذ أنها لا تسمع سوى صوت أنفاس صادر منها
قطّبت جبينها وقالت بارتياب: ميو؟
أجلت ميو حلقها وردت: أجل خالتي.. ما الأمر؟
سؤال سريع طرحته في محاولة منها لتنهي المكالمة من طرفها.. لا تريد أن تُطِيل خالتها المكالمة معها وينتهي بها الأمر تقول كل ما عندها وما أرادت تخبئته عنها دون أن تشعر
ولكن هذا الأسلوب في ردّها جعل سيلينا بكل تأكيد تستنكر سؤالها، فرفعت حاجبها وقالت: ما الأمر!! أنا من يجب أن أسأل هذا السؤال هنا.. هل أنتِ بخير ميو؟ لماذا تغيبتِ عن المدرسة اليوم؟
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...