الحياة الدراسية في رويال فورست شاقة جدًا.. الأجواء الجادة المحيطة بالجميع لا تتبدد إلا في وقتين.. الاستراحة والانصراف
غير ذلك فإن عضلات وجوهنا تتصلب من عدم حركتها طوال الحصص.. لا نسمع أصواتنا إلا وقت المشاركة، ولا أحاديث في الدقائق الفاصلة بين الحصة والأخرى؛ لأنها دقائق غير موجودة أصلًا...
لا يترك المعلم مكانه إلا عندما يأتي الآخر، وكأنهم عدّائين في سباق تتابع يتناقلون العصا بين أيادي بعضهم، وشريط النهاية هو دقّات عقارب الساعة التي تأذن لنا بالانصراف
لقد كان الأمر هكذا طوال هذا الأسبوع الذي بدأتُ فيه الدوام هنا، وظننتُ أن وجهي لن يتحرّك إلا في الظهيرة مثل كل الأيام السابقة.. إلا أنني ولأول مرة منذ جئت حظيتُ أخيرًا بـ حصة فراغ
الفترة الثالثة.. استراحة زائدة أعادت لنا الحياة
ليس الأمر وكأنني أملك شيئًا حتى أفعله، أو أصدقاء لأجلس معهم.. المنعزلون أمثالي لا يبدون لأعين الناس أشخاصًا يملكون ما يسلّيهم
أو ربما أكون مخطئًا.. أقصد في كوني فتى منعزل
نسيت تمامًا أن هذا الحاجز قد ذاب قبل بضع أيام عندما استدار ريو مونتير حتى يتجاذب أطراف الحديث معي ليومين فقط ظننتها حصلت من باب فضوله نحوي
مرة أخرى يستدير إلي حتى يقول بابتسامته المعهودة: فينيارد.. أنت لم تدخل إلى أي مجموعة عمل بعد.. صحيح؟
حركت رأسي له: لم أعثر بعد على شاغر في مجموعات الفصل
- آه بالتأكيد لن تعثر إن لم يبادر أحد بدعوتك إلى مجموعته!
معه حق.. يبدو أن سمعتي من المدرسة الإعدادية قد انتقلت إلى هنا، ولا زال هناك من لا يرغب بالحديث معي حتى وإن رأوني أتكلم مع ريو مونتير وآندريه مارشال
لهذا السبب لم يتجرأ أحد على دعوتي إلى مجموعته...
أشعر بأنني كنتُ أبالغ في انعزالي عنهم العام الفائت بالنظر إلى النتيجة الحالية...!
اقترح عليّ ريو: ما رأيك إذًا في الانضمام إلى مجموعة عملنا أنا وآندريه؟
- كم عددكم؟
- خمسة
- أعتقد بأنه أقصى عدد يمكن أن تحويه المجموعة الواحدة.. أنتم مكتملون بالفعل...
- لا تشغل بالك في أمور تافهة كهذه.. آندريه هو القائد ويمكنه أن يتدبر أمره مع الفرد الزائد!
- أنت تقترح علي ذلك دون أن تأخذ رأي قائد المجموعة في انضمامي...
- آندريه كان يفكر بأن يضمّك إلينا، وأنا سبقته وباشرت في تنفيذ أفكاره.. هذا كل ما في الأمر!
مرة أخرى.. آندريه مارشال!
عدم احتكاكه بي مؤخرًا جعلني أدرك خطئي في أنه يريد شيئًا ما مني، ولكن ما معنى هذا الآن؟ إنه يناقش أفكاره في التقرب مني مع صديقه الذي يأتي وينفذها!
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...