كانت كورديليا جاثية على ركبتيها وذراعيها تحيطان بـ جسد ماكسميليان الذي يعانقها بقوة مع رفضٍ واضح لتركها دون أن يخبرها بكل شيء..
أنه أراد حقًا إنقاذ ماكس ولكنه لم ينجح، وأن جدّه غاضب منه ولا يريد سماعه ولا تصديقه، وأن الجميع يكذّبونه هو وديانا.. يقول كل ذلك كـ عبارات تصف ما يشعر به من ظلم
تهدئته كان أمرًا شديد الصعوبة على كورديليا والتي كانت تقاوم بالفعل ألا تبكي، ولكن دموعها غدرت بها وسقطت في صمت.. مسحتهم سريعًا بظاهر كفها والكف الأخرى كانت تربت به على ظهر ماكس
أبعدته عنها قليلًا وجففت دموعه عن وجهه المحمر وقالت بهدوء: لا بأس ماكسي.. أنا أصدّقك أنت وديانا.. خالك وخالتك أيضًا يفعلان وهذا هو الأهم.. صحيح؟
أعرض عن إعطاء جواب لها، رفض حتى أن يومئ ليعطي كلامها معنى.. ترك ما قالته له يعوم ويتشتت في الهواء..
لقد كان ماكس يواجه مشاعر ثقيلة واحدة تلو الأخرى، وهو أصغر من أن يستطيع قلبه استيعابها بالكامل.. الخوف، الحزن، الظلم.. جميعها واقعة عليه فوق بعضها دون أن تترك مسافة بينها
الاختناق الذي يشعر به الآن لا يختلف كثيرًا عما كان عليه الوضع وهو أسفل الماء.. كلاهما متشابهان على حدٍ سواء، وهو مرهق تمامًا من هذا الشيء
لم ترغب كورديليا بالضغط عليه أو إجبار طمأنتها له أن تصل إليه، وإلا فإنها ستكون محض كلمات كاذبة هدفها تخدير ألمه لا مساعدته في التجاوز
قامت بإغلاق سحاب سترته الزيتية وأخفت شعره الأسود أسفل قبعتها المتصلة بها وقالت بابتسامة أجبرت نفسها على إظهارها له: اذهب وارتدي حذاءك، وساعد نايت في ذلك أيضًا حتى تعودوا للمنزل
نفّذ ماكس ما طلبته منه وذهب عميقًا نحو الغرفة ليرافق شقيقه، بينما بقيت هي مع كريستوفر الذي كان يقف عندهما ينتظر في صمت
وقفت كورديليا وكم كان واضحًا عليها أنها لا تزال مصدومة، ومشوشة.. مرة أخرى وفي فترة قصيرة يراها في حالة عدم التصديق لما يحصل، وإن كانت هذه أسوء
أمال كريس رأسه قليلًا وقال مضطربًا: أنا أفهم الوضع بشكل عام؛ لذا لا أريد أن أضغط عليكِ بأي سؤال.. فقط..
ثم سكت حتى لا يعود إلى مناقضة نفسه فيما يقوله وما يرغب به حقًا.. هو في الحقيقة لا يعلم سوى أن ماكس قد مات غريقًا، وماكسميليان كان حاضرًا ذلك الموقف
هذا ما تم إخباره به عندما وصل، ولم يتسنى له الوقت حتى يفهم ما يحدث أكثر.. بل لم يكن في حاجة لذلك بعد أن أعلمته كورديليا أن والدها أخذ ماكسميليان معه
نسي أن هنالك تفاصيل لم يعرفها بعد، أو هو في الحقيقة قد تجاهلها ومضى في عمق المنزل حتى يرى ما لدى هاريس من كلام مع ابنه يجعله يأخذه ويستفرد به
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...