97 فضائي

800 95 208
                                    

طلبَ مني آندريه أن أستمع لتحذيرات بيير لورانس وأبتعد عنه، وأخبرني ماكس أن أنسى أمره تمامًا ولا أفكّر به، وقبلهما لوسيا حذّرتني منه.. جميعهم أعطوني دفعة تشجيع لأُنهِي علاقتي به كما أردتُ سابقًا

وصوتي الداخلي يجعل من هذه الرغبة ماضيًا.. أحاول معاكسته وتجاهل قوة سحبه لي، ولكن اتصال ومحادثة قصيرة جعلتني أستسلم لهذا الصوت وأنصاع له بالصعود إلى سطح المدرسة حيث لن يكون هنالك مكان سواه يسمح لآندريه بالانعزال عن الجميع

كنتُ قبلها جالسًا في صالة مطعم المدرسة مع سيمون وليام نتشارك ثلاثتنا الطعام والحديث منذ بدأت فترة الاستراحة.. حتى جاءت لوسيا لتجلس بجانبي بعد أن طلبت الإذن منا

لم تستفض في أي مقدّمات لما تريد قوله أو استئذانات أخرى حتى تأخذ من وقتي في الحديث.. مدّت لي هاتفها وأخبرتني بما جاء بها: ليديا تريد الحديث معك، اتصل بها من هاتفي.. إنها تنتظرك

نظرتُ لهاتفها الذي كان مفتوحًا على اسم ليديا، وما يفصلني عنها هو لمسة واحدة وثواني قليلة حتى أسمع نغمة الرنين..

كما لم تخفى عليّ النظرات المتبادلة بين سيمون وليام الجالسان في الجانب الآخر من الطاولة بينما يهمسان باسم الشخص الغائب استغرابًا

- سأفعل...

قبلتُ منها الهاتف وتركتُ الطاولة، بل وغادرت الصالة المكتظة والصاخبة بالطلاب إلى رواق خالٍ وهادئ كان الأقرب من المطعم

اتصلتُ بليديا وانتظرتُ حتى رأيتُ عدّاد الدقائق قد ظهر وبدأ يحسب الثواني، فوضعته على أذني: مرحبًا فوستر

كان السكون مخيّمًا على الأجواء من عندها، ما عدا صوتها الذي يحمل نبرتها قوية المعتادة التي لفّت الهدوء المحيط بها: أهلًا فينيارد.. كيف هي أحوالك؟

- إنها جيدة.. حتى في المدرسة، بطريقة ما تمضي الأمور بسلام

- حقًا؟

- أجل.. أعتقد أنكِ تعرفين ما ظهر في الصحف في الأيام الماضية، ومن الغريب أن الأوضاع ليست فوضوية كما يمكن أن يعتقد أي أحد، وهذا أفضل في الحقيقة

- هذا هو حال رويال فورست.. قليلًا ما يشذّ الوضع في أحوال كهذه ثم يعود الجميع للانشغال بأنفسهم.. هذا يشعرني بالراحة حقًا، ولكن ماذا عن آندريه؟ لا يخفى عليكَ أنني أردتُ الاتصال بك من أجله

ابتسمت بخفة على سؤالها عنه.. رغم أنها أنهت علاقتها به، وتراه شخصًا مزعجًا ومؤذيًا بإصراره عليها، ومختلًا عقليًا أيضًا.. إلا أنه تسيّد لنفسه مكانًا في تفكيرها

لا يمكن لأحد أن يستغرب أصلًا ما دام متشبّثًا بعناد بها.. مستحوذ تمامًا على عقلها، وبطريقة سلبية لا يمكن أن تشعر بأي شعور جيّد اتجاهها

رأيتُ حلمًا... حيث تعيش القصص. اكتشف الآن