خلال تنظيفنا للمخزن الكبير عثرنا على بعض الأشياء القديمة التي استطاعت جذب اهتمامنا هذا العام على عكس الأعوام الفائتة من حملات التنظيف والجرد
تفحّصنا شيئًا منها في الداخل قبل أن نعيدها إلى مكانها، وتذكّرنا بها بعض المواقف التي سردناها باختصار آملين أن تحمل الكلمات كل المشاعر التي عشناها أثناء حدوثها
وهنالك القليل مما لم يكفينا رؤيته في داخل المخزن، ولا إلقاء نظرة عليه قد أشبعنا، فقررنا إخراجه والاحتفاظ به وسط أشيائنا
في الحقيقة كان هذا الشيء ينطبق عليّ عندما عثرتُ على لعبة منزل الدمى، والتي كانت عبارة عن بيت كامل بتصميم خاص وأنيق مع كامل أثاثه وملحقاته الصغيرة جدًا والمطلوب تركيبها قطعة بقطعة، بالإضافة إلى الدمى الخشبية التي تقطن المنزل
عندما عثرتُ على بيت الدمى هذا سألتُ جدي إن كان بإمكاني أخذه وتركيبه مجددًا، ولتمتيع عيناي بأناقته وفخامته، ثم سأعود لتفكيكه بحرص وإرجاعه إلى مكانه دون أي مشاكل، وأعطاني مواقفته بشرط أن أحرص عليه
لم يكن بحاجة لتذكيري بالحذر لأن هذا ما سأفعله بالتأكيد، ولكن من باب زيادة الاحتياط فقط، فـ بيت الدمى هذا كان ملكٌ لجدتي التي طلبت تصميمه خصيصًا من أجلها ولتزيّن به غرفة الجلوس في جناحها هي وجدي في منزل أمستردام
وقد حملته معها عندما قضت أشهرها الأخيرة هنا في الريف...
أعتقد أن هذا المنزل سيصبح شيئًا متوارثًا بيننا نحن أفراد عائلة روبيرتو فينيارد من شدّة حرصنا عليه
التفكير هكذا يعطيني شعورًا رهيبًا بعد أن سمح لي جدي باللعب به قليلًا
حملتُ صندوقه الخشبي المعتّق إلى غرفة نومنا ليلة الأمس ووضعتُه على طاولة دائرية قريبة من النافذة وخلدتُ إلى النوم فورًا، وعندما استيقظتُ في الصباح وبعد تناولنا طعام الإفطار شرعتُ في ترتيبه مجددًا
كانت القطع الأساسية من المنزل والأثاث قد تم تركيبها بالفعل، وما عليّ سوى وضعها وترتيبها في الأماكن الملائمة لها داخل غرف البيت.. رغم أنها مهمة ليست صعبة جدًا إلا أن بطء يدي في العمل جعلني آخذ وقتًا طويلًا من هذا الصباح
لا أعرف كم مضى من الوقت بسبب انسجامي، ولكنني شعرتُ بالسعادة والرضا التام عندما انتهيتُ منه، وتوثيقًا لعملي والساعات الماضية قمتُ بالتقاط صورة للبيت بكاميرا الهاتف وتحميلها على حسابي الشخصي في أحد مواقع التواصل الاجتماعي التي استخدمها بكثرة
كما قد أرفقتُ تعليقًا في صندوق الوصف "العمل من أجل استعادة بعض الذكريات أيضًا"
وكان الأمر هكذا فعلًا، فمع كل قطعة وضعتُها في مكانها كنتُ أتذكّر مواقف وأحداث متعلّقة بهذا البيت الفاخر.. حتى ذلك الصباح الذي تجادلتُ فيه مع آلفريد وانتهى كلّ ما كان بيننا! لقد ارتبط ارتباطًا وثيقًا به
أنت تقرأ
رأيتُ حلمًا...
Romanceكنت أعيش حلمًا.. عرفت جزءًا من حقيقته ولكنني تظاهرت بالجهل.. أردت المضيّ قُدمًا فيه وكأنه الطريق الوحيد الذي علي أن أخوضه لقد كان حلمًا هشًا للغاية لم يتحمل ثُقل ذنبي الذي تركته خلفي بلا مبالاة، وتلك الصورة الزجاجية التي سعيت للحفاظ عليها بخوف تكسّ...