70

103 9 0
                                    

كان لدى هيريتا حلم.

كان يومًا ممطرًا. كانت السماء ملبدة بالغيوم الداكنة، ومهما فركت عينيها، لم يكن هناك ضوء. في كل مكان نظرت إليه، لم يكن هناك سوى سحب رمادية.

غابة مظلمة لا يوجد بها بشر. سمعت صوت حدوات الخيول. كان هناك شكل صغير مثل النقطة، ثم أصبح أكبر وأكبر، وسرعان ما أصبح على شكل فارس على حصان.

كان رجلاً يرتدي عباءة سوداء، وكان غارقًا في المطر مثل الفأر الغارق، لكنه لم يهتم.

أوقف حصانه بعنف وقفز منه. كان من المنطقي أن يتم ربط الحصان في مكان ما لمنعه من الهروب إلا إذا كان الأمر عاجلاً. لكن الآن لم يعد لديه الوقت الكافي لرعاية الحصان.

"السيدة هيريتا!"

صرخ الرجل.

"السيدة هيريتا!"

تردد صوت الرجل الحزين وسط المطر الغزير. ظل المطر ينهمر على وجهه المبلل، وكانت يده ترتجف.

كان الرجل يتجول كالمجنون، وكانت بشرته الناعمة مليئة بالخدوش والكدمات من الأغصان الحادة هنا وهناك، وكانت المياه الموحلة تتناثر على وجهه وملابسه.

ولكنه لم يهتم على الإطلاق، فقد كانت عينا الرجل الزرقاء الصافية تفحصان المكان بسرعة.

ظل يتجول بين الشجيرات الكثيفة لفترة طويلة، ويزحف على الأرض الموحلة دون تردد. بدا وكأنه مستعد لحفر نفق بيديه العاريتين في المكان إذا تمكن من العثور على ما يبحث عنه.

"السيدة هيري……!"

لم ير الرجل الذي حاول أن ينادي باسم هيريتا مرة أخرى جذور الشجرة البارزة تحت قدميه. وبينما كانت قدمه عالقة في الجذر، انحنى جسده إلى الأمام. وتناثر الماء الموحل الذي كان لا يزال في البركة في كل الاتجاهات محدثًا صوت فرقعة.

رفع الرجل نفسه بكلتا يديه على الأرض. وبينما كان على وشك الوقوف، لفت انتباهه شيء ما. على بعد ثلاث أو أربع خطوات منه، كان هناك جسم لامع، نصف مدفون في الوحل الناعم.

فزحف الرجل مسرعاً إلى المكان الذي رأى فيه الشيء، ثم أخذ ما دفن في الطين وغسله بماء المطر.

"!"

كانت قلادة فضية بيضاوية الشكل. ومن قبيل المصادفة، كانت مألوفة جدًا لدى الرجل.

ضغط على أسنانه ليمنع نفسه من الصراخ، ومع ذلك، تسربت أنين منخفض من خلال أسنانه المغلقة بإحكام.

فتح غطاء الميدالية بأيدي مرتجفة.

انقر فوق . تم الكشف عن مساحة صغيرة مخفية داخل الميدالية. وسرعان ما أشرق الشعر الملون الموجود داخل الصاروخ في عينيه الزرقاوين.

لولا المطر لكان الشعر يتمتع بلون ذهبي لامع.

كان كأنه رأى شبحًا، وكان وجه الرجل شاحبًا.

الفجوة بيني وبينكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن