114 ( وداعا )

190 12 0
                                    

" هذا الطفل الأحمق !! "

قال جين بغضب و هو يراقب شين و هو يغادر العالم المصغر للتو.

تنهدت هيلين بحزن ، أما لين فقد وقعت على ركبتيها و وضعت يديها في وجهها و هي غارقة في البكاء ، سابقا رحل منقذهما ، و الأن ذهب من بقي في عائلة ، انها في وضع لا تحسد عليه الأن.

وضع جين يده على كتفها و قال بهدوء : " لين ، سوف يكون شين بخير لا تقلقي عليه حسنا ؟! "

نظر جين الى هيلين و قال بهدوء : " هيلين ، سيكون من واجبك إنتظار عودة فيكتور ، انا متأكد من أنه سوف يعود ، بعد عودته سوف يكون قويا مجددا كما عهدناه في السابق ، لذلك علي أيضا أن أكون قويا في ذلك الوقت ... "

فهمت هيلين طموحه ثم همست : " الطريق إلى القمة .. "

أوما جين اليها ثم قال : " مهما طال الزمن ، فريقنا سوف يعود في النهاية ، في ذلك الوقت سوف نصعد الى القمة و ننظر بازدراء الى بقية العالم !! "

اتجه جين أيضا نحو الهضبة و هو يقول مع طموح كبير : " حتى ذلك الوقت ، كونو بخير و لا تنسو أن علاقتنا لا يمكن أن تتحطم و تنكسر !! "

غادر جين أيضا و إتخذ طريقه نحو القمة قبل البقية ، يجب عليه ان يحعل فيكتور يتفاجئ من قوته ، من ناحية أخرى ، كان ذراع فيكتور الأيمن هو ميرا في ذلك الوقت ، الأن عليه ان يصبح قويا و أقوى من استثنائية ميرا بالتدريب الجاد و يجعل فيكتور يفخر به كذراعه الأيمن !!

تنهدت هيلين و هي ترى هذا المشهد ، قالت في نفسها بينما دمعة حارقة نزلت الى خذها ( أين أنت الأن فيكتور ؟! ماذا تفعل حاليا ؟؟ هل أنت حقا بخير و بصحة جيدة ؟؟ متى سوف تعود إلينا مجددا ؟؟ "

بعد قولها هذا انحنت الى لين و قالت و هي تمسح تلك الدمعة عن عينيها : " لنعد الى البيت لين "

أومات لين بهدوء الى هيلين ثم وقفت الفتاتين و عادتا الى البيت مجددا.

***

ها أنا ذا مجددا ، كم مر من وقت على بدء تدريبي الجاد ؟! أيام ، أسابيع ، أشهر ...

لقد مرت نصف سنة بسرعة كبيرة جدا ، مر عامين على تركي لأولئك الرفاق ، لقد نسيت أسمائهم حتى ، لم أعد أفكر بشأن أصلا ، من كانو أصلا ؟؟ و ماذا كانو يعنون لي ؟؟ انا لا أذكر.

كل ما أذكره هو استيقاظي في حجرة مظلمة و بادرة ، اصابعي مقطوعة ، جسدي عاري ، كان يتم صعقي بالبرق أحيانا ، احيانا يتم جلد جسدي حتى تظهر عظامي ، أحيانا يتم سلخ جلدي ، و أحيانا يغرسون إبرا حادة في المنطقة بين أظافري و أصابعي ، لكنني لم أكن أصرخ ، كنت أتألم ، لكنني لم أكن أشعر بالألم ، كنت سعيدا ، كان هذا العذاب و هذا الألم ، و كأنه الشعور الوحيد الذي أذكره.

ذاكرتي مشوشة كثيرا ، بالكاد أذكر ما حدث لي قبل ان استيقظ ذلك اليوم ، القليل و القليل من الأمور ، بينما هناك أشياء بدت بديهية لي.

شعرت آنذاك و كأن شخصي الحقيقي أراد الموت ، أراد السلام و الراحة ، شعرت أنني انا لست حقيقيا ، نحن وجهان لعملة واحدة ، لكن انا الحالي ليس انا الذي أريد ان اكونه ، هذا الشعور الغريب و المزعج يثير سخطي.

أشعر أن أنا السابق يريد العودة لجسده ، لكن بحق اللعنة كيف يمكنك ترك جسدك اذا كنت تريد العودة اليه ؟!

لماذا احتميت بي وقت ضيقك ، و الان عندما صرت حرا أردت الخروج ؟!

انا السابق رجل لعين ، انه طيب القلب و ضعيف الشخصية ، انه رقيق و لا يستحق ان يعود ، لقد رأيت شيئا كالمرآة داخل نفسي ، تلك المرآة كانت تريني كيف كنت قبل ان استيقظ ذلك اليوم ، رأيت الضحك السعيد ، المعاناة و البؤس ، الفرح و الحزن ، رأيت الحب ، و رأيت الأصدقاء و الأخوة ، رأيت العائلة و الرفاق ، شخصي الآخر يحاول إقناعي ان طريقي ليس صحيحا ، و أن طريقتي هذه لن تؤدي الى أي حل ، لكن بأي حق تريني كل هذه الأشياء اللعينة !!

رفعت قبضتي تحت توسلات تلك الشخصية الضعيفة و البائسة ، ثم حطمت المرآة بسعادة و بدأت في الضحك بشكل جنوني.

انا سعيد بانا الحالي ، انا الحالي لا يثق في أحد الا نفسه ، انا الحالي لا أهتم للناس اللذين قد يكونون سببا في تحطيم قلبي ، انا الحالي لم أقع في الحب ، بل لم أعرف هذا الشعور إطلاقا ، انا الحالي لم أجرب ما معنى الصداقة الحقيقية ، رغم أنني قدرت شيرا بعض الشيء ، لكنني لا أعتبرها سوى طفلة صغيرة بحاجة للمساعدة.

انا الحالي لن أسمح لأنا السابق بالعودة مجددا ، لا مزيد من الحزن ، و لا مزيد من المعاناة ، لا مزيد من تحطم القلب و انكساره ، لا مزيد من الألم بسبب الخيانات و ترك الأصدقاء ، لا مزيد من الثقة بالآخرين اللذين لا يهتمون الا لأنفسهم و مصالحهم الشخصية وحدها.

لا ، لا مزيد من ذلك أبدا ، انا لن أسمح لأخطائي السابقة أن تسبب الألم لي.

أعطيت ظهري لتجسيدي السابق الذي يبدو و كأنه نعسان و على وشك النوم ، تقدمت للأمام بابتسامة واسعة و سعيدة ثم قلت : " اخلد في نوم عميق و أبدي ، و دعني انا أتولى زمام الأمور منذ الأن وصاعدا ، سوف أحقق لك حلمك بأن تصبح الوجود الأعلى في هذا العالم كتعبير لشكري على منحي هذا الجسد ... "

أغمض ذلك التجسيد عينيه ثم سقط فيما يبدو في بركة مظلمة بدون قاع و بدأ يسقط عميقا فيها.

اكملت طريقي و انا انظر الى الأمام ثم قلت بهدوء

" وداعا فيكتور "

.
.
.

#To_Be_Continued.

عرش الملك - قيد التعديل -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن