155 ( المغادرة ، اللقاء بعد وقت طويل )

201 10 0
                                    

عاد فيكتور الى الغرفة الملكية و هو يبدو متعبا ، في الواقع هو ليس متعبا لكنه أصبح شديد التكاسل فقط بالتفكير في هذه الثورات التافهة و التي كان يراها ملايين المرات لآلاف السنين ، هذه الثورة السخيفة أحبطته تماما.

كان يظن ان هناك منظما قويا بعض الشيء او على الأقل يمكنه التقدم بخطوة او اثنتين و يرفع حماسه ، لكن للاسف خاب ظنه و استطاع تحطيمهم قبل ان يبدأو في ثورتهم حتى.

و الان أصبح شديد التكاسل في الاعتناء بهذه الدولة ، وقف بجانب السرير و رفع يديه لمستوى معين و ماريا التي كانت ورائه نزعت عنه ثوبه ، بقي الان ببعض الملابس الخفيفة ثم استلقى على السرير بينما ماريا قامت بتنظيم ثيابه و وضعها في مكانها المحدد.

" سوف أغادر نحو الشمال "

قال فيكتور ببطئ ، ماريا التي كانت واقفة و تعطيه ظهرها اهتزت من الصدمة ، حتى يدها كانت ترتعش.

" ا ... النبيل الشاب ... "

تنهد فيكتور في رثاء و وقف ثم اتجه الى ماريا ، كانت ماريا معطية ظهرها اليه و هي صامتة ، وضع يده على كتفها ، التفت اليها و رآى دموعها تنهمر على خذيها المحمرين.

شعر في قلبه بالحزن ، لكنه لم يظهر هذه العاطفة أمامها إطلاقا و جذبها الى حضنه ، كان جسده قوي البنية و هو طويل قليلا لذلك لم تكن ماريا في نفس طوله ، وضعت رأسها على صدره و هي تبكي بينما تصع يديه على وجهها.

" ا .. انا اسفة ايها النبيل الشاب ، انفجرت مشاعري فجاة هكذا " تحدثت ببطئ و دموعها تنهمر ، كانت معه فقط لثلاثة أشهر و لم تعد تستطيع تخيل الأمر بدون ارشاداته و حكمه.

" الفراق صعب ، لكنه ليس النهاية ، سوف أعود إلى هنا قريبا ، مهما مر الزمن ، سنة أو أكثر ، سوف أعود و سنحتل القارة معا مجددا ، سوف تكونين سيفي و جنرالي الأول حين نقطع رأس روبرت ! "

أكمل فيكتور كلامه و هو يتحدث بثقة تامة و ببرود شديد ، حتى ماريا أصبحت هادئة في ظل هذه الظروف و استمدت شجاعتها و توقفت في النهاية عن البكاء ، شدت قبضتها بقوة و قالت : " انا لن أخيب النبيل الشاب على الإطلاق ، اسمح لي بأن أكون جنرالك و أبدا في احتلال المناطق منذ الأن و سأرفع نفوذك الى مستوى آخر ! "

ابتعدت عن فيكتور قليلا مع بعض الحياء ، لم يكن هذا حبا له كرجل ، كانت تحب كل شيء بشخصيته القوية و الواثقة ، سوف تبذل كل جهدها من أجل سيدها و ملكها.

وضعت يديها على رقبته ثم إقتربت منه و ببطئ بينما وجنتيها متوهجة باللون الأحمر بشكل طفيف ، وصلت الى مستوى معين منه و رفعت جسدها قليلا ثم أعطته قبلة طويلة في جبهته.

عرش الملك - قيد التعديل -حيث تعيش القصص. اكتشف الآن