=
يقف يوسف متجمدا وسط أفواج الناس من حوله.. الكل متوشّح بالسواد.. وعلى حسب فهمه لماسمعه يمنة ويسرة، لقد ماتت أمه في حادث سير.
كان كل شيء غامضا وغير مفهوم، فهو مجرد طفل في الثامنة. ومع ذلك، يواجه الموت في مشهد مرعب أمام قبر أمه.
لم يبك بعد، إذ أنه لم يفهم فعلا ماذا يحصل، ولكنه فهم فكرة واحدة وواضحة: أنه لن يراها من جديد، حيث أنها لسبب ما تقبع داخل الصندوق، والذي بدوره صار في جوف الأرض.
بجانبه يقف صديق أبيه وشريكه، والذي يدعى أحمد، بدا مألوفا بالنسبة له إذ كان يراه بشكل متكرر في بيتهم وفي شركة أبيه..
بحثت عيناه عن أبيه، كان مضطربا وبحاجة للأمان، وجده وسط مجموعة من الناس ذاهلا ووجهه مصفر، وكأنه في عالم آخر.
بعد انتهاء مراسم الدفن مشى أبو يوسف، حسام، إلى أحمد مترنحا.. لم ينظر إلى يوسف ولا حتى لثانية واحدة.. قال له أحمد: يمكنك الذهاب، سأعيد يوسف للمنزل.
حك حسام رأسه ذاهلا ثم قال: حسنا، لقد أوصيت المربية عليه، أنا سأسافر لمدة، لايمكنني البقاء هنا.. و.. وهو.. إنه يشبهها كثيرا.. -تغيرت ملامحه وأغمض عينيه، تقلصت ملامح وجهه وارتعشت مظهرة أعراضا عصبية غريبة- أبعده عني، لايمكنني رؤية وجهه.
قبض أحمد على ذراع يوسف الذي كان مضطربا.. هل الضمير عائد عليه؟ هل هو من يجب أن " يُبعَد"؟
: لا عليك. سآخذه إلى المنزل.
راقب يوسف بقلق أباه يرتمي في سيارته التي قادها سائق مبتعدا عن المكان.
سحبه أحمد، مشى خلفه دون كلام. ركبا سيارةً فاخرة، حيث جلسا في القسم الخلفي المعزول عن السائق.
كان يوسف منكمشا وشاردا.. إن هذا المدعو أحمد يحدق به بنظرات غريبة: لماذا ذهب أبي؟لم يجب أحمد لحظات.. كان يتأمل يوسف.. لقد حلم مرارا بهذه اللحظة وتمناها.. اللحظة التي سيكون يوسف فيها لقمة سائغة له..
لطالما كتم ميله ليوسف، إنه لم يكن ليخاطر بخرق قانون صارم كهذا قد يرميه في السجن عشرات السنين.. ولكن.. لطالما حلم بيوسف.. لم يكن يميل لكل الأطفال، بل لبعضهم، ويوسف بالذات كان يطابق كل وصف يريده. في كل مرة زار منزلهم كان يمعن النظر إليه ويرغبه.. ثم أدرك أخيرا أنه سيحصل عليه بسهولة ما إن ينفذ خطته الأصلية..
سيقصي حسامًا من السوق، فحسام هائم بزوجته، يعشقها ويعيش على وجودها، كان يعرف، بمجرد محوه لوجودها من الصورة، سيكون حسام حطاما، سيقصيه من إدارة الشركة بسهولة، وسيستحوذ على كل شيء، كما سيحصل على يوسف، والذي كان يعرف أن أباه لا يبالي به إلا لأن أمه تحبه.ابتسم مفيقا من شروده: لقد سافر ياعزيزي. لا تقلق، سيعود قريبا.
سكت يوسف قلقا.. وصلا إلى المنزل.. نزل يوسف ونزل أحمد معه.. قطب يوسف حاجبيه حين سحبه أحمد من معصمه مجددا.. ولكنه تبعه بصمت.. قاده أحمد إلى غرفته، ثم أغلق الباب خلفهما.
كان هذا غريبا.. تساءل يوسف، لماذا يتبعه هذا الرجل إلى داخل منزله، ثم إلى غرفته الشخصية؟
أقفل أحمد الباب، تساءل يوسف من جديد، لماذا يملك هذا الرجل مفتاح غرفته أصلا؟
مالم يدركه يوسف وقتها، إن أحمد قد درس كل لحظة من هذه اللحظات وخططها مسبقا.
حشر أحمد المفتاح في جيبه، ثم جلس على سرير يوسف.. أحس يوسف بشيء غير مريح في الجو.. قال بقلق: هل تريد شيئا؟
لعق أحمد شفتيه بشهية.. أشار له: تعال إلى هنا.
تقدم يوسف غير فاهمٍ لما يحصل.. وقف أمامه وانتظر.
كان صبر أحمد ينفد، هذا الصبر الذي عاشه سنين. مد يده ومررها على ذراع يوسف ببطء.. ثم انزلقت إلى بطنه.. انكمش يوسف وتراجع خطوة..: ماذا تفعل؟
تنهد أحمد: أريدك أن لا تتحرك يا يوسف.. لا تخف، لن أؤذيك.
تراجع يوسف أكثر.. هز رأسه بالنفي خائفا: لا أريد. اخرج من فضلك! سأخبر أبي!
ابتسم أحمد: اه يا عزيزي يوسف، لقد سافر أبوك، إنه لايهتم بك، وأمك ماتت، لا أحد هنا يهتم بك سواي!
ارتعش يوسف وخفق قلبه بشدة حين تذكر أمه، إن استيعاب حدث الموت هذا يزداد تدريجيا مع الوقت، ويرعبه..
نهض أحمد من مكانه وجر يوسف من عضده ورماه على السرير بخشونة.. ثم أسر كفيه في يده بقوة وثبته فوق السرير.. تملص يوسف محاولا الهروب، سحب أحمد من على المنضدة بجانبه شريطا لاصقا عريضا.. لم يكن هذا الشيء مألوفا ليوسف.. تساءل وسط مقاومته والدموع التي تغرق عينيه عن سبب وجود هذا الغرض في غرفته أصلا..
مزق أحمد بفمه قطعة من اللاصق وبخشونة غطى فم يوسف.. اتسعت عينا يوسف حين أحس بالخطر الحقيقي وبدأ يقاوم ويركل بجنون.. كان جسمه ضئيلا وصغيرا فيما كان أحمد ضخما قويا.. سحب بنطاله عنه بقوة ورماه بعيدا ثم مزق قميصه عنه.. تلوى يوسف وأنّ برعب فيما تساقطت دموعه.. بدأت يد أحمد تعبث يمنة ويسرة، وتتلمس هنا وهناك، حتى عرّى يوسف تماما.. كان يوسف يلهث بتعب وقد أجهد كثيرا من المقاومة، وجهه غارق بالدموع وأنينه مسموع، أنزل أحمد بنطاله متلذذا بكل لحظة وبكل تفصيلة في المشهد.. لعق وجه يوسف بشهوانية حيوانية وتلمسه بعنف في كل جزء من جسمه.. ثم قلبه بخشونة على بطنه، وبعدها بلحظات صرخ يوسف بكل قوته حين أحس بألم هائل فظيع يمزق كل إنش من مؤخرته وحتى بطنه.. ضاع صراخه هباءً حيث كان مكتوما بسبب اللاصق وبسبب وجهه المدفون في الفراش..
أنت تقرأ
يومٌ لا نهايةَ له
Romanceتعيش منال منذ طفولتها مع الوحش.. الوحش، والعائلة الوحيدة. هذه القصة محض خيال، ولا تشابه بينها وبين الواقع. فضلا، لا تنقل هذه القصة أو تنشرها في أي مكان. لا ينصح بقراءة القصة لمن هم دون ١٨ عاما. *مهم: لا تروج هذه القصة لأي شكل من أشكال العنف، وإنما...