انها تعرف انه نادم.. منذ عادت من هروبها كان مختلفا، حيث تغير كثيرا واتاح لها مساحتها.. لازال لعينا ومتسلطا، ولكنه افضل مما كان عليه. مع ذلك، مع عودة الجنس الاجباري، بدا لها ان كل شيء سيعود كما كان. ستعود حياتها متمحورة حول ارضائه وارضاء عنفه وجنونه، دون ان يكون في يومها اي شيء اخر. سيجعلها هذا تكتئب ويمنعها من العناية بفارس كما يجب. وهكذا. حتى تصاب بالجنون كما حصل في المرة الاخيرة. هذا السيناريو كان يرعبها ولم تكن لتتحمل تكراره.
خرجت من المنزل لقضاء بعض الاغراض، وتمشت محاولة ان تبعد تأثير ليلة امس عنها.. الا انها لم تستطع. كانت تشعر بها ثقيلة جدا في داخلها..
بعد عدة ساعات جلست في مقهى كي ترتاح.. فيما كانت تشرب قهوتها تفاجأت بدخول يوسف.. زفرت بضيق..
سحب كرسيا وجلس امامها.. قالت بانزعاج: ماذا تفعل هنا؟
ابتسم: يسعدني ان تسعدكِ رؤيتي لهذه الدرجة.
لم تتغير ملامحها.. تنهد وقال بهدوء: فكري مشغول بكِ.
: لماذا؟
كان مترددا.. اشار للنادلة وطلب كوب قهوة.. التفت اليها مجددا واعتدل في جلسته مستندا على الطاولة.. قال وهو يمرر اصابعه على ذقنه: لست سعيدا بما حصل بالامس.
: لماذا؟ لقد كان رائعا.
تنهد متجاهلا سخريتها وبدا مترددا محتارا فيما سيقول.. رشفت قهوتها وهي تحدق به ببرود.. لم تنطق. تنهد بضيق.. نهض من مكانه وسحب كرسيا الى جانبها.. دلك وجنتها بخفة وقبل الثانية. لم تبد ردة فعل، وحافظت على تلك النظرة الباردة الجافة.. قبل شفتيها.. ابعدت رأسها عنه هذه المرة..: انت تعتذر عن اجباري على الجنس باجباري على الجنس؟
رفع حاجبيه: لست اجبرك على شيء. انني الاطفكِ.
تنهدت ودفعته من كتفه مبعدة اياه عنها.. قالت بجدية: حسنا يا يوسف.. هذا يكفي.. من الضروري ان نتكلم ونجد حلا بخصوص هذا الوضع. سيكون علينا ان نضع اتفاقا. في الوضع الطبيعي كنت ساقول ان عليك ان لا تلمسني مجددا، ولكني اعرف الا فائدة من هذا. ولهذا، ساختصر الامر عليك وعلى نفسي.
اسند ظهره على كرسيه وقال بجدية: حل مثل ماذا؟
تنهدت..: حسنا.. لن تلمسني رغما عني. وفي المقابل، عندما لا اكون في مزاج رافض تماما، ساسمح لك.
رفع حاجبيه.. ابتسم بسخرية: انك تحلمين.
زفرت بضيق: ماذا اذن؟ ماذا تريد مني ان افعل؟ لقد رأيت بنفسك ماذا يحدث عندما تطلق العنان لنفسك. انني لا اريد العودة الى تلك الحياة. هذا ليس عادلا بحق فارس. انا لا استطيع ان اكون امه ولعبتك في نفس الوقت!
قال بانزعاج: انتِ لست لعبة. توقفي عن قول هذه الاشياء.
مسحت وجهها بكفها بنفاد صبر: لقد مارست معي الجنس اجبارا، فيما كانت يدي مكسورةً بسببك. كيف تقول انني لست لعبةً بالنسبة لك؟ انك تفعل ماتريد متى ماتريد. انك لاتهتم الا بنفسك.
سحب نفسًا عميقا محاولا ان يهدأ..: لدي حل بديل. يحق لي ان المسك اربع مرات كل اسبوع. ستحددين انتِ وقتها، ومن حقك ان ترفضي اذا لم ترغبي، بشرط ان لا تقل المرات عن اربع. ان هذه الفكرة مناسبة لكلينا، فانتِ تعرفين انك تحتاجين الجنس ايضا، وبهذه الطريقة، سترتبينه بحيث يتوافق مع وقت حاجتك.
عضت على شفتها.. راقبها.. كانت وجنتاها محمرتين وكان في عينيها غضب ويأس كبير.. قالت بجدية: لدي اقتراح افضل.
جاءت النادلة بقهوته.. رشفها وهو يسند ظهره على الكرسي: هاتي.
: اقم علاقةً منتظمة مع فتاة غيري. لا اهتم كيف ستحصل عليها، ادفع لها مالا. لا اهتم. اسكنا قريبا من بيتنا، اذهب اليها كلما اردت ان ترتاح. وعد الى المنزل اذا فرغت. بالطبع، انا لا امانع بقاءك عندها، ولكنك ستعود لاجل فارس.
صر على اسنانه وبدا عليه الغضب: هل جننتِ؟ انا اعرف ان باستطاعتي الحصول على الجنس العشوائي متى ما شئت. انني اريدكِ انتِ. انني اعشقكِ، واعشق جسدكِ انتِ.
قالت بيأس: ولهذا اقترحت علاقةً منتظمة. انت لا تريد جنسا عشوائيا، جد فتاة اخرى تطابق مواصفاتك وعش على هوسك بجسدها هي.
عبث لسانه داخل فمه وبدا عليه انه يضبط غضبه بصعوبة: توقفي عن هذا الهراء. هل تفهمين؟ توقفي. سوف لن استبدلكِ في حياتي.
اطلقت نفسا عميقا مجهدا.. ارتخت على الكرسي وقالت بتعب شديد: انا استسلم.
اطلق نفسا هو الاخر محاولا ان يهدأ: اذًا، اربع مرات؟
: مرتان.
: ثلاثة.
مصت شفتها وغمغمت: حسنا.
ابتسم. احتدت نظرتها اكثر.. نهضت من مكانها وهي ترمي الحساب على الطاولة: ساذهب لاعيد فارس الى المنزل.
نهض هو الاخر: لنذهب معا.
سكتت ولم تناقش. لم تعد عندها طاقة للنقاش.. ركبا السيارة وبعد مدة صمت: ماذا تعتقدين ان امكِ تريد منكِ؟
اجابت شاردةً: ليست عندي ادنى فكرة. ولا اعرف حتى لماذا قبلتُ لقاءها، كان علي ان ارفض.
: لن تخسري شيئا.
لم تعلق. وصلا الى المدرسة، وابتهج فارس كثيرا برؤية كليهما بدلا من والده وحده كالعادة، وقضى كل الطريق مثرثرا عن احداث المدرسة لامه، على عكس صمته الكامل حين يصطحبه يوسف.
لاحظ يوسف هذا الفرق الكبير.. انزعج ولكنه لم يلمه.. لم يكن في حياته قريبا من فارس ولم يحاول من قبل ان يحاوره ويتكلم معه، بل وضح دائما رغبته في وضح الحواجز والابتعاد عنه، حتى في فترة غياب منال والتي كانت شديدة الصعوبة على فارس. ولكنه كان يعرف، امراضه مكبوتة في غياب منال، وتعامله مع فارس سيجعله معرضا لخطره.
__
أنت تقرأ
يومٌ لا نهايةَ له
Roman d'amourتعيش منال منذ طفولتها مع الوحش.. الوحش، والعائلة الوحيدة. هذه القصة محض خيال، ولا تشابه بينها وبين الواقع. فضلا، لا تنقل هذه القصة أو تنشرها في أي مكان. لا ينصح بقراءة القصة لمن هم دون ١٨ عاما. *مهم: لا تروج هذه القصة لأي شكل من أشكال العنف، وإنما...