فتحت عينيها المجهدتين.. انبثق كل ماحصل إلى ذهنها دفعة واحدة.. حولت بصرها فورا إلى رسغها.. تنهدت حين رأت جبيرة تلفه.. لقد كسر اللعين معصمها..
لم تكن تشعر بالألم، من الواضح أنها تحت تأثير المسكنات.. نهضت وهي تفكر بفارس.. خرجت إلى الصالة، كان فارس هناك جالسا على الكنبة امام التلفاز ويوسف بجانبه في يده كتاب..
قفز فارس من مكانه فور ان رآها: ماما!!! هل أنتِ بخير؟
ابتسمت بصعوبة وهي تخربط شعره: بالطبع أنا بخير.. لاتقلق علي!
: أخبرني أبي أنك سقطتِ! هل تؤلمك يدك؟
جلست لتوازي مستواه، قبلت خده: كلا، لاتؤلمني إطلاقا.. لاتخش شيئا.
ابتسم براحة..: هل أكلت شيئا؟
: نعم.. لقد أعد لي بابا طعاما.
رفعت بصرها إلى الساعة: إنه موعد نومك!
ظهرت ملامح الاكتئاب عليه: ولكنني لم أرك اليوم ابدا!
: هل اقرأ لك حتى تنام؟
ابتسم: نعم!!
أمسكت بكفه وسارا إلى غرفته.. ساعدته على تفريش أسنانه وتبديل ثيابه، جلست بجانبه في سريره، قرأت له وعبثت في شعره حتى نام في حضنها.. تأملته طويلا قبل أن تقبل جبينه وتخرج من الغرفة..
حين عادت إلى الصالة رفع عينيه عليها من كتابه..: كيف حال يدكِ؟ هل تؤلمكِ؟
كانت تقف أمامه محدقة به بنظرات باردة.. بعد لحظات صمت قالت بهدوء: سنغير اتفاقنا..
قطب حاجبيه بعدم فهم.. تابعت بصوت قاس: يمكنك أن تلمسني متى شئت.. شريطة أن لا تؤذيني بعد اليوم.
زفر.. إنها يائسة جدا.. قال بهدوء: هلا جلستِ؟
ظلت ترمق عينيه بذات النظرات الباردة الحادة قبل أن تجلس بصمت.. اقترب منها، جلس بجانبها.. قال بجدية: هل تظنين أنني كنت سأستمر في إيذائكِ لو كنت أستطيع التوقف عن ذلك؟
هزت كتفيها: في الحقيقة، نعم. أظن ذلك.
تنهد..: إنني أريد أن أتوقف. إني لا أريد أن أؤذيكِ أو أراكِ تتألمين بأي صورة من الصور. عليكِ أن تصدقي ما أقول. ولكنني أعرف أنني حين أحتاج لإيذائك، سواءً لأنك أغضبتني، أو لأنني أريد ذلك ببساطة، كما قلتِ اليوم صباحا، أعرف أني لن يمكنني منع نفسي. سأقول هذا الكلام اليوم وسأؤذيك غدا ولن يكون هناك أي معنى من كلامي. فلا تحاولي جعلي أفعل مالا أستطيع فعله.
حين سكت، تأملها.. كانت يدها السليمة تعبث بجبيرتها.. وعيناها عليه بنظرات لم يفهمها..: هذا أغبى شيء سمعته في حياتي.
ابتسم: من اللطيف أن تقتبسيني.
احتدت ملامحها وقالت بعصبية: هل يبدو لك الأمر كمزحة؟ يا يوسف؟ هل أنا هنا كي أراك تبتسم؟ توقف عن تطبيع إيذائك لي! هل تفهم؟
اقترب منها.. التصق بها كأقرب ما يستطيع دون أن يلمسها.. قرب وجهه منها وهمس: هل تسمحين لي بتقبيلكِ؟
احتدت أنفاسها.. هي غاضبة ومنزعجة ووحيدة وقلقة.. هذه المشاعر التي تجعلها بحاجة لتفريغ جنسي.. غمغمت: يفترض أن يكون إغوائي جزءا من التصرفات التي يمنعها الاتفاق!
: لقد وعدتكِ ألا ألمسكِ.. ليس الإغواء لمسا.
تنهدت بإجهاد.. كانت ضعيفة ومتعبة.. وبحاجة شديدة لبعض الأمان والطمأنينة.. انحنت نحوه وقبلت شفتيه.. بادلها قبلتها دون أن يتحرك إنشا واحدا.. التصقت به أكثر وأمسكت بكفيه كلا على حدة بيدها السليمة وأراحتهما على جسدها.. بدأ يلمسها حينها.. تمتمت وهي توقف نفسها عن تقبيله بصعوبة: ليس هنا.. قد يأتي فارس..
: لن نستغرق وقتا طويلا..
قال هذا واستلقى على الكنبة، وسحبها لتكون فوقه..: سيفيدك أن يكون معكِ التحكم.
لم يكن لديها وقت لتفكر، فتحت حزامه وسحبت بنطاله للأسفل بعصبية.. كانت تواجه صعوبة كونها تستعمل يدا واحدة، ساعدها ثم خلع عنها ملابسها كذلك.. ركزت عينيها على صدره محاولة تجنب النظر إلى عينيه فيما وجهت عضوه بكفها إلى داخلها قبل أن تدفع نفسها جالسة عليه بكل قوتها.. كانت بحاجة مستميتة لذلك.. كانت مشمئزة من نفسها ولحاجتها الهوسية للجنس.. ولكنه كان مهربها الوحيد.. حتى لو كان عن طريق الرجل ذاته الذي كسر ذراعها هذا الصباح..
بعد فترة قصيرة كانا ينتهيان.. نهضت من فوقه، سحبت ملابسها وتحركت بسرعة ذاهبة إلى الغرفة.. لم يقضيا وقتهما المعتاد معا حتى يهدءا.. لم يعجبه ذلك ولكنه لم يتبعها.. ارتدى ملابسه وجلس يلتقط أنفاسه..
دخلت هي إلى الغرفة ولم تخرج مجددا.. دخل هو الاخر بعد فترة ليجدها على السرير.. الضوء خافت وتبدو هي نائمة. بدل ثيابه واستلقى بجانبها.. تأملها محنيا جسمه نحوها.. كانت نائمة على ظهرها، لحاجبيها تقطيبة خفيفة. تنفسها هادئ ومنتظم. بعد لحظات من التأمل ادرك انها قد افاقت. كان يميز وجهها المتظاهر بالنوم.. دلك وجهها بكفه بخفة.. احتدت انفاسها.. قبل وجنتها ثم جبينها.. لم تفتح عينيها.. استلقى وسحبها الى حضنه.. الصق ظهرها بصدره ودفن وجهه في كتفها.. خلل اصابعه باصابعها وعانقها.. كانت مستسلمة تماما لحركاته.. همس: تعرفين انني احبك. الان ودائما.
لم تنطق. اغمضت عينيها وحاولت العودة الى النوم.
__
أنت تقرأ
يومٌ لا نهايةَ له
Romanceتعيش منال منذ طفولتها مع الوحش.. الوحش، والعائلة الوحيدة. هذه القصة محض خيال، ولا تشابه بينها وبين الواقع. فضلا، لا تنقل هذه القصة أو تنشرها في أي مكان. لا ينصح بقراءة القصة لمن هم دون ١٨ عاما. *مهم: لا تروج هذه القصة لأي شكل من أشكال العنف، وإنما...