٢٥

2.1K 50 1
                                    

بعد فترة تميل إلى الطول كانت قد انتهت.. تأملها.. كانت في غاية الإجهاد والتعب..
حين ركبا في السيارة قال بجدية: لقد قمتِ بعمل جيد. ماذا تريدين أن تشربي؟
كانت تمسح وجهها بمنشفة مبتلة بماء معطر. قالت بهدوء: عصير.
بعد أن أخذ كوبي عصير طازج أوقف السيارة جانبا.. كانت شاردة تحدق في العصير وهي تحرك الماصة في داخله عابثة بقطع الفواكه الصغيرة.. فيما كان هو شاردا في ملامحها..
قال بهدوء: تذكرين حين قلت لك بالأمس أن علينا الكلام في موضوعين؟
اهتزت يدها هزة خفيفة..: نعم..
: الأمر الآخر.. -تنهد- إن فارس ليس بخير..
تغير وجهها والتفتت إليه بفزع: ماذا تعني!!!
: اهدئي.. لا أعني ذلك حرفيا.. أقصد أنه منذ عودتكِ يعيش في حالة قلق مستمرة.. هل تلاحظين ذلك؟
عادت للتحديق في كوبها، سحقت قطع الفواكه بالماصة بعصبية.. قالت بحدة: ألاحظ ذلك.
: إنني أريده أن يلتقي بمختص نفسي. سيساعده هذا.
: هل قررت الآن أن تقلق عليه؟
صارت عيونه أكثر برودا ولم يعلق. تنهدت وشربت من عصيرها بانفعال.
: مارأيك؟ إنه في حالة قلق شديد. إنه بحاجة للمساعدة..
: سيكون هذا جيدا. ولكن، علينا أن نحسن الاختيار.
: ليس عليكِ أن تقلقي بشأن هذا. سأكلف خبراء بالبحث.
سكتت واستمرت تعبث بالفواكه وفي عينيها تعبير ينم عن أسى عميق..
: أتمنى أن لا يكون سلوكك هذا معبرا عن لومك لنفسك!
قطبت حاجبيها.. مالت ملامحها للتوحش..: ماذا تعني؟ لقد تركته. إنني لست أفضل من الملعونين عائلتي.
: هذا أغبى شيء سمعته في حياتي!
احتد صوتها: هلا عدنا؟ لماذا نقف هنا؟؟
أعاد تشغيل السيارة وحركها بتسارع عالٍ، توقفا لاصطحاب فارس، ثم عادا إلى المنزل.

ليلا، كانت تقرأ على السرير. فيما كان هو يستحم.. خرج عاريا إلا من منشفة صغيرة حول رقبته يجفف بها شعره.. بلعت ريقها محدقة به.. كان عليها أن تلومه. كان عليه أن يعتبر ظهوره بهذا الشكل جزءا من السلوكيات الجنسية التي يمنعها اتفاقهما.. ولكنها لم تستطع.. كان جسدها يصرخ محتاجا لماكانت تحصل عليه بشكل شبه يومي خلال السنين الكثيرة الفائتة.. كان جسمه الممشوق اللامع بسبب الرطوبة وعضلاته المرسومة بدقة يناديانها.. عضت على شفتها حين سار أمامها متجها إلى الدولاب منشغلا بتجفيف شعره.. رمت الكتاب بلا اهتمام وسارت باتجاهه.. التفت باستغراب حين أحس بحركتها.. اتسعت عيناه بصدمة حين قبضت على طرفي المنشفة وسحبتها باتجاهها دافعة إياه نحوها.. ثم أطبقت بشفتيها على شفتيه بحميمية كبيرة.. ارتعش حين تلاصق جسماهما فيما التفت شفتاها على شفته السفلى، تركت المنشفة ووضعت كفيها على كتفيه متحسسة إياهما ثم انزلقت إلى صدره.. أغمض عينيه مطلقا نفسا مضطربا، بادلها قبلتها ولف يديه حول خصرها.. أحست بعضوه يشتد على جسدها الملاصق له.. توقفت لالتقاط انفاسها.. ارتجف وهمس: ما الذي تفعلينه بي؟
تمتمت: جارني فحسب!
همس بصوت ضعيف وهو يتلمس جسدها باضطراب وشوق كبير: لا يمكنني فعل ذلك.. لقد وعدتكِ.. ماذا تفعلين.. -احتد تنفسه- هل هذا انتقام من نوع ما؟ ستثيرينني دون أن أستطيع فعل شيء؟ هل تريدين أن أجن؟
لم تجب وقبلته مرة أخرى ممررة يدها على رقبته بلذة.. صدرت عنه همهمة ضعيفة.. كانت تعرف أنها تلعب على نقطة ضعفه.. وأنه الآن في حالة نادرة من الاستسلام والهشاشة..
أبعد وجهه عنها ملمترات قليلة وقال بإجهاد: توقفي.. لا يمكنني مقاومة هذا..
همست: لا أريدك أن تقاومه.. يوسف.. إن هذا الانتقام يبدو مغريا ولكنني لا أهتم.. أنا بحاجة لهذا الآن.. أنا بحاجة للإدمان اللعين الذي زرعته فيّ.. ولهذا.. انس الاتفاق.. هذه الليلة فقط.. أنا أعفيك منه!
بلع ريقه.. لم يتوقع حصول هذا ولم ير قدومه..: ولكنني سأكون قد خرقت الاتفاق مع ذلك!!
قالت وهي تقبل رقبته بنعومة، فيما تدلك كفها عضوه ببطء: كلا.. إنني أسمح لك بذلك.. إنه لايعد خرقا!
ارتجف وشد جسمها ليلاصق جسمه أكثر.. استرخى بعض الشيء وبدأت يده تنزلق إلى فخذها.. أغمضت عينيها واستسلمت تماما.. دفعها بلطف إلى السرير وانحنى فوقها.. قبل وجهها ورقبتها بشهية كبيرة فيما يده تدلك بين فخذيها بحركة حميمة.. شدت فخذيها على يده وتأوهت بلذة كبيرة.. لم تع كم كانت تفتقد لمسته هذه.. تكره هذه الحقيقة وتتقزز منها. همس: أنتِ لذيذة.. لا مثيل لكِ..
قالت بصوت بالكاد يظهر: أدخله فحسب..
سحب ملابسها عنها بعجلة.. قبل فخذيها وما بينهما قبل أن يغرز نفسه داخلها بسرعة وبخفة في الوقت ذاته.. صدرت عنها صرخة خفيفة.. بعد عشر دقائق من الحركات المحمومة كانا مستلقيين وسط أنفاس حادة وثقيلة.. كان قد أحاطها بيده وسحبها إلى حضنه باشتياق كبير..
كلاهما مسترخيان.. ظهرها ملاصق لصدره وكفه تعبث بكفها كعادته القديمة.. رسمت أصابعه خطوطا على كفها وذراعها.. أغمضت عينيها شاعرة بكآبة شديدة.. لقد خسرت.. حصلت على فرصة للتخلص من الاغتصاب الذي عاشته أكثر من عشر سنين، ولكنها عادت لتطلبه.. لقد خسرت.
سمعت همسته: أنتِ لي.. منال.. لا تلومي نفسكِ.. سواء كنا على نمط جنسي، أو بدونه. أنتِ دائما لي.
تمتمت بصوت خافت: لست لك.
تنهد..: حقا؟
زحفت كفه ببطء وأحاطت برقبتها.. أحس بابتلاعها المتوتر لريقها.. دلك إبهامه رقبتها وقال بهدوء: قولي أنكِ لي.. لا تضطريني لإجباركِ..
حاولت أن تنهض.. ولكنه شدها إليه بقوة واشتدت قبضته على رقبتها.. ارتجفت.. هذا الترويع مجددا.. قالت بتعب: ما معنى أن أقولها؟ إنك لن تقنعني، كيف سيفيدك هذا؟
أفلتها.. ثبتها لتنام على ظهرها ثم انحنى فوقها.. نظر في عينيها وقال بجدية: سيفيدني. سأعرف أنكِ لازلت تخافين غضبي. وأني لن أحتاج لتذكيرك به.
ابتسمت..: لم تتغير..
قبضت يده على شعرها..: وكذلك أنتِ.
أغمضت عينيها حين سرى الألم في منابت شعرها.. رفعها قليلا.. قال بجدية: لمن أنتِ؟
لم يكن هناك معنى من المقاومة.. تعرف هذا جيدا..: أنت لا تفعل هذا لأنك تريدني أن أخافك. أنت تفعله لأن في داخلك حاجة لإيذائي. إنك تبحث عن أعذار لإرضاء هذه الحاجة. ولو أطعتك في كل شيء لآذيتني دون سبب. إنك مدمن لهذا الشعور.
صارت ملامحه أكثر قتامة.. أفلت شعرها بهدوء.. سحب نفسا وبحركة خاطفة صفعها.. ابتسمت.. كرر بجدية: لمن أنتِ؟
مسحت خدها..: لك. أنا لك يا يوسف.
دلك مكان صفعته ثم قبله بلطف. استلقى بجانبها وسحبها إلى حضنه مجددا..: نامي.
أغمضت عينيها.. إن وجودها مع يوسف يعني أن تتعرض للأذى. وهي ستكون مع يوسف دائما، أي أنها لن تتخلص من الأذى طيلة حياتها.. كان عليها أن تتقبل هذه الحقيقة اللعينة.. وأن تتعايش معها.
__

يومٌ لا نهايةَ لهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن