رفع عينيه عن الكتاب بسرعة حين سمع صوتها متفاجئا.. لقد كان الصمت أكثر منطقيةً..
قالت بهدوء..: أنت غاضبٌ مني.
قطب حاجبيه، لم تكن تسأل، بل كانت تقولها كحقيقة مفروغ منها.
أغلق الكتاب وأجاب بجدية: لستُ غاضبا، لماذا قد أكون؟
: ستضطر لترك أحمد وشأنه. أنت لن تكون سعيدا بهذا.
تنهد..: آه.. هذا الموضوع.
انتظرت تكملةً لعبارته، ولكنه سكت. لم يرد أن يخبرها أنه في الأصل ممتن لها لأنها حررته من الحقد السام الذي كان يقيد روحه.. لايعرف لماذا لم يقل، ولكنه لم يفعل فحسب. شيء في داخله كان يمنعه.
انزعجت: هل هذا كل ماعندك؟
أجاب بنظرة ذات معنى وهو يتأملها شاردا: كلا. عندي شيءٌ واحد آخر.
سكت بعدها، انتظرت من جديد أن يتابع ولكنه سكت واستمر في تحديقه بها.. كانت تضع عليها منامةً سوداء خالية من أي زينة.. بنطال قطني وكنزة قطنية ذات أكمام طويلة.. مع ذلك بدت له مثيرة، مثيرة لدرجة جنونية. كيف لها أن تبدو بهذه الإثارة أيا كان الشيء الذي ترتديه؟ ولماذا يحس برغبة قاتلة في أخذها الآن إجبارا دون اهتمام لرأيها هي في المسألة؟لعن داخل نفسه تلك الهديل.. إنها السبب.. لقد أيقظت السادي داخله وذهبت. لم يكن مهتما بها، ولم تكن هي بحد ذاتها ما أثاره، ولكن سلوكها هو الذي جعله يجنّ. إنه يريد أن يؤذي. هذه كانت نتيجة ظهورها أمامه.
كان باستطاعته فعل ما أراد مع ليلى، فهي تحب المال، وتفعل أي شيء لأجله. ولكن ذلك لم يكن ليشبعه، فليلى لا تخافه ولا تخشاه، وحين يطبق عليها أي نوع من الألم الجسدي، ترد عليه بابتسامة وبعينين يلمع فيهما التحدي. لم يكن ذلك مايريد، كان يريد شيئا آخر. شيئا كطبيعة منال التي تظهر عليها حين تخاف منه لأنه رباها وعودها عليها.. وشيئا كهديل.
كما أنه دائما، مهما عبث خارج المنزل، لم يشبع. يجد نفسه يريد المزيد. على عكس ممارسته مع منال، التي تتركه بقية اليوم مرتاحا وراضيا.انكمشت بعض الشيء حين لاحظت أنه أطال تأملها.. إنها تعرف هذه النظرات جيدا. كان مسترخيا في جلسته.. يده تدلّك ذقنه وعيناه تسبحان فيها. أحست بالاضطراب وقررت أن تهرب قبل أن يتطور الأمر.
ما إن لاحظ حركتها هامةً بالنهوض حتى قفز من مكانه بسرعة خاطفة، دفعها دفعة خفيفةً من كتفها كي تجلس من جديد ثم جلس بجانبها وأحاط خصرها بذراعه وشدها إليه كي يجبرها على الالتفاف بجسمها نحوه.. همس بصوت ناعم: إلى أين؟
شدت عضلاتها بضيق شديد وغمغمت: ماذا تفعل؟
كانت أنفاسه قد بدأت تتسارع.. التف بجسمه نحوها هو الآخر.. أبعد يده عن خصرها ثم أمسك بمعصمها المصاب، كانت هذه حركة تحذيرية بدت لها في غاية الخبث، فهو لا يشد على معصمها ولا يؤلمه، ولكنه يقبض عليه كي يخبرها أنه سيفعل لو حاولت النهوض.
بلع ريقه وقال بهمس وهو يقترب منها أكثر، يريح كفه الثانية على فخذها ثم يمرر بنعومة أنفه على وجنتها: ماذا تظنين أنني أفعل؟
انتفضت.. دفعته بيده الحرة من صدره وتمتمت بصوت بصوت متأذٍّ: ابتعد عني.. كيف تملك الجرأة على هذا؟ كيف تعود من حضن امرأة أخرى إلي؟ إلى أي حد ستمضي في الإساءة لي؟
أغمض عينيه وتمتم برجاء وهو يدلك بإبهامه معصمها ويلصق شفتيه بوجنتها: لا تقولي هذا.. أرجوكِ.. أنت تعرفين أنني أذهب مضطرا.. أنا مدمن ومريض يامنال. ولو كنتِ ستتركينني ألمسك لما لمست امرأةً غيرك طيلة عمري.
زفرت بتعب شديد مشمئزة من ذلك العذر الغبي، قالت دون أن تسحب نفسها منه كي تتجنب أي احتمال للأذى والألم: أفلتني يايوسف..
لم يفعل.. نهض ثم بحركة سريعة دفعها لتنام على ظهرها فوق الأريكة لينحني هو فوقها، استند بثقله على معصمها الذي في يده.. وقبل أن تنطق كان يسرق قبلةً عميقة من شفتيها..
لفّت وجهها عنه قاطعةً قبلته وقاومته بانفعال. دفعته من صدره وهي تحس بموجات من الألم عبر معصمها: ابتعد، ابتعد عني!
تمتم برجاء وكأنه في عالم آخر، فيما اشتدت ضربات قلبه شدةً أحست بها من خلال لمسها لصدره: لحظات، انتظري.. أرجوكِ.
أسند ركبته بين ساقيها ثم مرر كفه بين فخذيها مدلّكا منطقتها بضغطة قوية..
انتفض جسمها وشدت فخذيها على يده بحركة لا إرادية، ابتسم ابتسامة حالمة حين لاحظ أنه نجح في إثارتها إجبارا.. تابع تدليكها متلذذا، أحست بضعف مقزز، لم تكن تستطيع مقاومته.. مهما حاولت دفعه، كان أضخم منها، وأقوى منها، وهذه العضلات اللعينة على جسمه تفوق قوة عضلاتها.. كانت مسألةً حسابية بحتة، لم تكن لها فرصة أمامه. ارتخى جسمها يائسة من المقاومة.
تسارعت أنفاسها بشدة بأثر تدليكه.. وغرق هو فيما يفعل وكأنه لايعي أنه يجبرها أصلا أو أنه يؤذيها بأي شكل.. بينما كانت هي تحته وسط مشاعر في غاية القبح.. فهاهو يسمح لنفسه بلمس أكثر مناطقها خصوصية دون أن يحتاج لإذنها، وكأن هذه المنطقة له، لا لها.
لاحظت بروز عضوه وأنفاسه السريعة هو الآخر، أحنى رأسه ليعض رقبتها عضةً خفيفة بينما انزلقت يده عن منطقتها لتدلك بقبضة قوية ثدييها ثم تعود بين فخذيها حيث كانت..
أنّت بتعب إثر ثورة حواسها كلها.. ثورة لم تكن تريدها ولم تتحكم بها وكرهتها من أعماقها.. أما هو فلم يكن يعي شيئا إلا ملمس جسمها الرقيق تحته، ومنطقتها التي كانت كالعجين تحت يده.. ورائحتها. لم يكن يقصد فعلا إيذاءها، ولم يكن يريد إزعاجها، بل على العكس، كان يريد أن يكونا على وفاق، ولكنه كان مخدرا، حتى مقاومتها لم تكن ملحوظة بالنسبة له.
أنت تقرأ
يومٌ لا نهايةَ له
Romanceتعيش منال منذ طفولتها مع الوحش.. الوحش، والعائلة الوحيدة. هذه القصة محض خيال، ولا تشابه بينها وبين الواقع. فضلا، لا تنقل هذه القصة أو تنشرها في أي مكان. لا ينصح بقراءة القصة لمن هم دون ١٨ عاما. *مهم: لا تروج هذه القصة لأي شكل من أشكال العنف، وإنما...