سحبت منال نفسا عميقا قبل أن تطرق باب غرفة المستشفى وتدخل إلى الداخل.. كان فارس قد عاد إلى البيت مع سارة. أما هي، فحين أرادت أن تعود معهم، اقترب منها الحارس وأخبرها أن يوسف يرغب برؤيتها.. مما جعلها تصاب بكثير من التوتر..
كان يوسف مستلقيا على السرير الأبيض، بدا أحسن حالا بعض الشيء بعد أن أكل، استحم، وأخذ مزيدا من المحاليل والأملاح.
كان يعبث بهاتفه، ولكنه وضعه جانبا حين دخلت.. قالت بصوت هادئ: كيف حالك الآن؟
رمقها بنظرة متأمّلة لم تفهمها، لكنها عرفت أنها لم تكن نظرة ودودة.
لعنها يوسف في داخله، فهو غاضب عليها كثيرا، ولكن، ما إن رآها حتى أحس بحبها يغلي في داخله..
كانت تضع عليها بنطالا أسود رسميا وقميصا رماديا ذا ياقة عالية، وعلى صدرها رأى إحدى القلائد التي كانت تفضّلها وتتقلّدها عادةً.تحمحم، قال بصوت لايزال خشنا للغاية متجاهلا سؤالها: تعالي.
زفرت منال.. الواضح أنها لن تكون مواجهة مريحة.. أغلقت الباب خلفها وقالت: أعرف ماذا تريد أن تقول، دعنا نتكلم بهدوء، هل هذا ممكن؟
رفع حاجبيه: تعرفين؟ هل أنتِ واثقة من ذلك؟
اقتربت من سريره أكثر محاولة الحفاظ على هدوئها: سمعتُ محادثتك مع فارس اليوم.
رمقها يوسف بنظرات منزعجة ثم رفع هاتفه مجددا وهاتف سارة..
: سارة، فارس معكِ في المنزل، صحيح؟
: نعم يا يوسف.. لماذا تسأل؟
: أنتِ واثقة أنه معكِ؟
: بالطبع، نحن معا الآن.
: حسنا.. شكرا لكِ.
أغلق يوسف الهاتف ونظر إلى منال بنظرته الباردة من جديد.. ابتسمت منال بسخرية: كل هذا لأنك تريد أن تخاطبني بوقاحة دون أن تقلق من سماع فارس لك؟
جز يوسف على أسنانه.. كان أكثر تعبا بكثير من أن يكون صبورا أو متفهما.. قال بصوت جاف: تقولين لفارس أنني أمنعكِ من المغادرة؟ هل فقدتِ عقلكِ؟
أجابت بهدوء: الأمر لم يكن كذلك.
قطب حاجبيه وقال باستهزاء: حقا؟ كيف كان إذن؟
احتد صوتها وقالت بجدية: تخلص من نبرتك الساخرة أولا، خاطبني بشكل جيد، ثم سأشرح لك.
مرر كفه على صدره الملتهب: هل تريدين حقا أن تختبري صبري الآن؟
سحبت نفسا عميقا: هل تريد أنت أن تختبر صبري يا يوسف؟ لقد تحملتُك أكثر مما يجب خلال اليومين الماضيين. و... هل تعرف؟ أنا سأتوقف عن الكلام معك تماما حتى تعتذر.
مرر يوسف لسانه على جدار فمه واعتدل قليلا في جلسته.. قال بخشونة: هل تظنين أنكِ ستفوزين حين تتحديني أنا؟ ألم تعلمك سنوات عيشنا معا أي شيء؟
تراجعت، جلست على الكنبة وحدقت به ببرود.
أحس يوسف بأعصابه تفور.. لم يكن يحب شعور أنه مجرد من سيطرته وقوته.. لم يكن يمانع ذلك حين يكونان على وفاق، بل على العكس، كان ذلك يعجبه. أما في وقت الخلاف؛ فهو لا يعرف كيف يتصرف إذا لم يتحكم ويُخِف ويؤذي.
ارتفع صوته المخشوشن وصرخ: انطقي يا منال!!
استرخت في جلستها أكثر ورمقته دون ردة فعل..
عبس يوسف، جلس جلسة معتدلة بالكامل وصرخ بصوت هزّ الغرفة رغم بحّته الشديدة: أيتها اللعينة، ألا تفهمين ما أقول؟ إذا ظننتِ أنكِ تستطيعين تأليب فارس ضدي فأنتِ مخطئة. هل تظنين أنني سأعطيكِ فارس إذا تركتِني؟ هل تظنين أنني سأجعل الأمر بهذه السهولة؟ اسمعيني منال وتذكري، أنتِ عائدة لي، أنتِ لي وحدي، وعندما تحاولين تحريض فارس علي، فأنتِ تخاطرين بخسارته فقط لأنكِ جزءٌ مني، هل تفهمين؟ تبا.. كم سنة سيحتاج الأمر كي ترضخي لهذه الفكرة؟ حاولي أن لا تتجاوزي الخطوط الحمراء كي لا أعيدكِ وراءها بنفسي، وعندما أفعل، سترين أنني لن أفعل ذلك بلطف!! أنتِ لا شيء إلا بسببي. أنتِ تتنفسين لأنني أسمح لكِ. هل تفهمين؟
أنت تقرأ
يومٌ لا نهايةَ له
Romanceتعيش منال منذ طفولتها مع الوحش.. الوحش، والعائلة الوحيدة. هذه القصة محض خيال، ولا تشابه بينها وبين الواقع. فضلا، لا تنقل هذه القصة أو تنشرها في أي مكان. لا ينصح بقراءة القصة لمن هم دون ١٨ عاما. *مهم: لا تروج هذه القصة لأي شكل من أشكال العنف، وإنما...