١٤٤

747 43 15
                                    

صباح الخير..
أعتذر على التأخير.
ستعود الفصول القادمة إلى الماضي بكثافة أكثر من المعتاد تمهيدا لنهاية الرواية.

قراءة ممتعة



فتح يوسف عينيه ببطء، ميل عينيه على الستائر المسدلة، والتي كانت أشعة الشمس تجاهد كي تتجاوزها.
ميّل عينيه إلى يساره ليجد منال التي كانت نائمة بعمق. زفر منزعجا حين آلمه قلبه لفرط ما يحبها.
كانت نائمة على جنبها بمواجهته، رأسها مرتاح على الوسادة وحاجباها مقطبان كالعادة.
شعرها متناثر حولها ومنسدل جزئيا على وجهها، وذراعاها كانتا مرتخيتين عشوائيا بالتوازي مع جسمها.
كان قميصها مرتفعا بعض الشيء ليكشف عن شيء من معدتها وظهرها، وكانت أنفاسها هادئة ومنتظمة.

اعتدل يوسف جالسا ببطء شديد، وبحذر مرر كفه مبعدا خصلاتها عن وجهها.. ابتسم شبه ابتسامة وهو يمرر أصابعه على وجنتها بتلذذ، لم تكن تسمح له بلمسها كثيرا مؤخرا.
ظلت عيناه عالقتين عليها، ليدرس تفاصيلها بعمق رغم أنه يحفظها.
أثر الحرق القديم على باطن كفها، آثار الجروح المندملة على ذراعها، خطوط آثار الحمل البسيطة على معدتها، رموشها الكثيفة وعظمتا وجنتيها اللتين صارتا أكثر بروزا مع نحولها المتزايد.

زفر يوسف وأحس بشعور غريب.. مع الحب الجارف الذي أحسه، أحس أيضا بعدم أمان كبير.
لقد كان حبه لها يخيفه، إنه هو الآخر كان يخشى كم لها من السطوة والسيطرة عليه. لم تكن هي حتى تدرك أبعاد تأثيرها عليه، ولكن هذه الفكرة كانت ترعبه، لم يكن يوسف يتحمل فكرة كونه عرضة لأي أذى، أو كونه مكشوفا لأي مؤثر، حتى لو كانت منال.

نهض يوسف ببطء وهو يحس بهدوء جارف يخيّم عليه.. إن اليوم كان بداية خطوة جديدة في حياتهما.
وقف تحت الدش البارد، رفع برودة الماء لتلسعه بشدة. كان يحب كهرباء الماء البارد هذا صباحا كي ينعشه، ولكن في نفس الوقت كان يحوّل الماء إلى الدفء خلال ثوانٍ. عندما كانت البرودة تؤلمه، كان يتذكر مباشرة أنه قد عانى كفاية مع البرد خلال حياته، وأنه لم يكن مضطرا لتحمل هذا بعد الآن.

وضع عليه ملابس رياضية خفيفة ثم خرج إلى المطبخ متعجبا من نوم منال الذي كان أثقل من العادة، كانت عادةً تحس بتحركاته هذه مباشرة.
كان لمنال نوم خفيف يسهل قطعه، ولكنه في الوقت نفسه لم يكن بهذه الهشاشة.
أما بالنسبة ليوسف، مجرّد تنفسها بجانبه كان يكفي ليوقظه، أبسط المحفزات حوله كانت تجعله يفيق بسرعة البرق، فهو معتاد على التحفز والأخطار خلال نومه، سواء بسبب حسام الذي كان يعشق إفزاعه خلال نومه، أو بسبب حياته في الشارع والتي كانت محفوفة بالمخاطر، وكانت توجب عليه البقاء متيقظا حتى خلال نومه.

يومٌ لا نهايةَ لهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن