١٢٤

2.7K 71 18
                                    

مساء الخير..
فصل قصير، كي لا أتأخر.
سأنشر فصلا طويلا قريبا بإذن الله.

شكرا لكل من يسأل ويتابع، أتمنى لكم يوما سعيدا وقراءة ممتعة.

أغمض يوسف عينيه منزعجا، ثم فتحهما مجددا.. وقف، مرر يده على ذقنه بغضب مكتوم، قبض يده وبسطها عدة مرات قبل أن يوجه نظراته الحادة عليها ويسكت. بدا منزعجا لدرجة أنه لا يجد شيئا يقوله.
أحست ببعض التوتر.. بدا خطيرا فجأة.. ولم يكن ذلك صادما.. فلا شيء سيصيبه بالجنون أكثر من مسألة فراقهما.

جزّ على أسنانه ومرر كفيه في شعره وهو يحس بمشاعر بشعة كثيرة تتفجر داخله.. مشى عدة خطوات محاولا أن يفرغ انفعاله في أي شيء، ثم نظر إليها مجددا.. قال بصوت هادئ للغاية، ومقلق في نفس الوقت: لقد فقدتِ عقلكِ لو كنتِ تعتقدين أننا سننفصل في أي وقت، في أي زمن، وتحت أي ظرف.

تنهدت منال.. لم تكن تريد أن تخاف منه.. ليس الآن، ليس وهي تحاول أن تحبه وتصلح حياتها معه.. ليس وهي تحس بذلك القرب منه.
قالت بصوت منخفض النبرة، يميل للودية عن الحدة: أنا لم أقل ذلك يوسف.. أنت لن تؤذيني، صحيح؟ لن ننفصل إذن.
احتدت نبرة يوسف أكثر: كلا، أنتِ تأملين أن أفعل، تأملين أن أخطئ. أنتِ لا تثقين بقدرتي على ضبط نفسي، ولهذا ستستغلين هذا الاتفاق من أجل التخلص مني، ومن يعلم؟ لعلك ستحاولين استفزازي والضغط علي كي أفعل. انظري لهذه النكتة، نحن نحاول إصلاح علاقتنا، وأنتِ تستعملين محاولاتي في هذا الإصلاح من أجل إنهاء وجودي في حياتكِ!!

تمتمت منال وهي تحس بنبضات قلبها تتسارع بسبب الخوف: يوسف.. لا تغضب، أرجوك. أنا لا أحاول إنهاء علاقتنا، أنا فقط لا أعتقد أنني سيكون باستطاعتي أن أعيش معك لو خرقت وعدك.. أنا أحاول أن أسمح لنفسي بأن أحبك، كيف سأتحمل أن تؤذيني وقتها؟

كانت تحاول أن تستميله، وأن تستغل عاطفته كي يهدأ، ولكنها لم تكن تكذب مع ذلك.
كانت صادقة، وكانت فعلا محقةً في قولها، ولكنه كان محقا أيضا، كانت فعلا تستخدم مايحصل من أجل إيجاد المخرج المستحيل من هذه العلاقة، المخرج الذي بحثت عنه منذ عرفت يوسف وهي طفلة.
ولكنها لم تكن تتمنى أن يحصل ذلك، هي تعي جيدا أن فراق يوسف ليس شيئا سهلا عليها.. رغم كل شيء، هي متعلقة به كما هو يتعلق بها، وانفصالهما، خصوصا لو آذاها بعد أن تطمئن له وتشعر بالأمان الحقيقي معه، سيكون قاسيا جدا. هي كانت تأمل أن لا يحدث ذلك السيناريو، وتأمل أن يحدث في الوقت نفسه. كان شعورا معقدا جدا، ولكنها في كل الحالات كانت بحاجة لوجود هذا الوعد كخطةٍ احتياطية.

سحب يوسف نفسا عميقا.. كان خائفا، قلبه ينبض بجنون وحلقه يؤلمه برغبة كبيرة بالبكاء.. فكرة خسارتها كانت جنونية بالنسبة له، ومجرد وجود تلك الفكرة في كلامهما كانت تحطمه، حتى لو لم تكن ستحصل أبدا..
أمسك بقارورة ماء بلاستيكية بين يديه، كان يعصرها بين أصابعه بعصبية محاولا إفراغ غضبه.. انكمشت منال أكثر وهي تحس بخوفها يزيد، إن أسخف تصرف عنيف منه يجعلها تحسس بالتهديد والخطر.

يومٌ لا نهايةَ لهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن