١

11.3K 160 4
                                    

كانت تجلس في الصالة بصمت.. الهدوء طاغ على المنزل.. إنارة خفيفة ورائحة عطرة وكلّ شيء مرتب كما يحبّ..
لحظات وسمعت صوت باب المنزل.. نهضت إليه.. كان يخلع حذاءه أمام الباب مستندا للجدار.. اقتربت منه وقالت بهدوء: أهلا بك..
حدّق بها للحظات، أبعد عينيه عنها ولم يجب.. تنهّدت.. مزاجه سيء اليوم.. تحرّكت نحوه ووقفت خلفه، دلّكت كتفيه بخفّة قبل أن تسحب سترته بلطف، خلعتها له وعلقتها على المشجب بينما سبقها هو إلى الصّالة.. عندما ذهبت إليه كان يجلس مغمضا عينيه بتعب وهو يسند رأسه خلفه إلى ظهر الكنبة.. قالت بصوت هادئ: ماذا تشرب؟
قال دون أن ينظر إليها وهو يدلّك رأسه بإرهاق: ماء..
أحضرت كوبًا من الماء ووضعت علبة مسكّن على الصينية.. هي تعرف أنه يدلّك رأسه بهذه الطريقة حين يصاب بالصّداع!
قدّمتها له، سحب الكوب وعلبة المسكّن ورمى حبّتين في فمه قبل أن يتجرّع الكأس كاملا بلا انقطاع.. كانت تقف بصمت أمامه.. رفع عينيه عليها للحظات ثمّ طبطب على الكنبة بجواره مشيرًا لها لتجلس..
جلست حيث أشار لها مطرقة..
التفت إليها.. تأمّلها بنظرة من أعلاها لأخمص قدميها.. كانت ترتدي بنطالا ضيقا لايكاد يغطي فخذيها.. وقميصا أبيضا ملتفا بتناسق على جسدها الغضّ.. مرّر يده على فخذها يدلّكه.. انكمشت بتوتّر.. ارتفعت يده تتلمّس خصرها.. ثمّ رقبتها.. دفعها إليه وهو يقترب منها حتى قبّل شفتيها بنعومة.. تسارعت أنفاسها.. أغمضت عينيها وهي تبادله قبلته رغم أنّ كل عضلة فيها تصرخ بالرّفض والخوف.. ابتعد عنها.. وقف وسحبها من معصمها.. نهضت باستسلام.. التفت وواجهها وفي اللحظة التي لم تتوقّعها كان يرفع يده ويهوي بها على وجهها بصفعة شديدة جعلتها تطير أرضا، وتصطدم بالمنضدة التي انقلبت ساقطة على جنبها، أغمضت عينيها بألم شديد وهي تدلّك خدّها، وتشعر بالدّوار الشديد.. قال بصوتٍ صارم: انهضي!
نهضت دون ان تنطق.. أشار أمامه فسارت حيث أشار لها وهي تنتفض بخوف.. مسحها بنظرة ثمّ قال باحتقار: انظري إلى نفسكِ تنتفضين من الخوف! ألم يكن الأجدر بكِ أن لا تخطئي أصلا؟؟؟
قالت بهمس: أنا لا أعرف مالذي يغضبك.
قطّب حاجبيه وقبض على عضدها وسحبها نحوه بقوّة.. ارتجفت كلّ عضلات جسمها بينما قال هو من بين أسنانه: هل تتظاهرين بأنّكِ شريفة؟ أستطيعُ إحضار ألف عاهرة بدلًا عنكِ إلى هنا! ولكنني لا أريد! وأنتِ تتصرّفين هنا تبعًا لإرادتي! لن أرى هذا الرفض على وجهكِ مرة أخرى وإلا فإنني سأشوه ملامحكِ!
كانت تشعر أنّ ذراعها ستنخلع لشدّة الألم.. سحبت نفسًا وقالت بتعب: أنا لستُ رافضة. أنا مُتعبة.
خفّف ضغطه عليها.. قال بصوتٍ أهدأ: متعبة؟ مابالُكِ؟
سحبت نفسا عميقا وقالت: لا شيء محدّد.
فهم أن الأمر مجرّد تعبٌ نفسيّ.. وهذا طبيعيّ جدًا..
أحكم قبضته على عضدها وسحبها معه إلى الغرفة.. دفعها بجوار السّرير بخشونة، خلعت البنطال فصعد السّرير وسحبها بحركة عنيفة إليه، سقطت على ظهرها فانحنى فوقها.. قبلة على خدّها ثمّ على شفتيها، ثمّ إلى رقبتها وكتفها ليعود مجددًا إلى شفتيها.. بينما كانت كفّاه تتجوّلان في جسدها.. يمرّ على خصرها ثمّ على فخذها.. ليعود مدلّكًا رقبتها ووجنتها.. أنفاسه تصبح أسرع وهي لا تملك شيئًا سوى أن تستسلم له، وتجبر نفسها على أن تتجاوب معه كي لا ينفجر عليها غضبه.
تابع وهو يصبح أكثر حرارة تدريجيًّا.. ثم سحب ملابسها الدّاخلية السفلية بخشونة لينقطع ماترتديه.. ضغطت على أسنانها بألم فرمى القطعة المشقوقة بعيدًا وسحب الغطاء فوقهما ليبدأ حصوله على مايريد..
كانت تصرّفاته في هذا الوقت من علاقتهما تعتمد على مزاجه.. حسنًا، هو ليس في مزاج جيّد ولكنه ليس في مزاجه السّيء الذي يحيل هذه اللحظات إلى عذابٍ وألمٍ لا يوصف، والكثير من الضّرب والأذى.
هذه المرّة هو منفعل ولكنّه ليس عنيفًا جدًا، ضرباتٌ خفيفة كانت تجعلها تتألّم ولكنّها تكتم صرخاتها في داخلها، وشعرها الذي يسحبُه متعمّدًا إيلامها.. وضغطه بأصابعه على خصرها بقوّة تجعلها تتلوّى بألم محاولة كتم أنينها مما كان يزيد إثارته! ورغم هذا كلّه فإنّ هذا رقيق جدا بالنسبة لما اعتاد فعله بها، ويبدو أنّه كان يخفّف قدر ما يستطيع لأنّها متعبة كما أخبرته.. أخذ ما يريد متمتّعًا بجسدها الذي يحبّه.. آثارٌ زرقاء بسيطة توزّعت على جسدها إضافة للأثر الأزرق على وجنتها إثر صفعته.. ثمّ  سحبها إلى حضنه بقوّة ودفنها فيه ثمّ غفى وهو لازال يقبض على شعرها بيده..

فتحت عينيها صباحًا على حركته.. كانت مدفونة في حضنه.. شعرها بيده ووجهه مدفونٌ في كتفها.. تحرّك مبعدًا إياها عنه بهدوء، نهض عاريا الا من بنطال شورت، لم ينظر إليها حتّى ثمّ اتّجه إلى دورة المياه..
تنهّدت بتعبٍ وهي تجرّ نفسها خارج السّرير عاريةً.. ذهبت إلى دورة المياه الأخرى واستحمّت.. ارتدت ثيابها.. جهزت له إفطاره وقهوته ثم عادت الى غرفتها.. تابعت تجهزها.. تركت شعرها الرّطب مسدلًا ثمّ سحبت حقيبتها وخرجت.. كان يجلس في الصّالة على المائدة، بيده كوب قهوة وأمامه طبق إفطاره وجريدة.. رفع عينيه على صوتِ حركتها.. قالت بصوتٍ خفيض: صباحُ الخير..
تأمّلها ثمّ قال باقتضاب: جفّفي شعركِ قبل خروجنا.
قطّبت حاجبيها بعدم فهم فتابع وهو يخفض عينيه إلى الجريدة مجددًا: الجوّ بارد..
سكتت وعادت إلى الغرفة بطاعة وجفّفت شعرها.. خرجت مجددًا.. رمت حقيبتها على الكنبة ودخلت المطبخ ثمّ عادت بكوب قهوة.. جلست على المائدة و تجرّعته رغم انعدام شهيّتها.. كان الصّمتُ سائدًا كالعادة.. أغلق الجريدة وثبّت عينيه عليها.. الأثر على خدّها مختفٍ.. كعادتها هي ماهرة في إخفاء الآثار.
انتظر حتى أنهت قهوتها ثمّ نهض وغسل يديه: فلنذهب..
وضعت كوبها وخرجت ساحبة حقيبتها.. ركب السّيارة وركبت بجواره.. أوصلها إلى الجامعة.. تحرّكت لتنزل فأوقفها صوته البارد: متعبة؟
لم تكن عادته الاهتمام بها.. قالت بهدوء: لا. بخير.
حدّق بها للحظات ثمّ قال: حسنًا.. انتبهي لنفسكِ.
هزّت رأسها بالإيجاب ونزلت من السّيارة.. راقبها حتى دخلت ثمّ حرّك سيارته متجهًا إلى مقرّ عمله..

يومٌ لا نهايةَ لهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن