دخل يوسف المنزل بخطوات هادئة.. ترك مفاتيحه على المنضدة واتجه إلى الداخل محاولا أن يتبين طريقه بسبب الظلام.
كان الوقت يتجاوز منتصف الليل، وكان قد تأخر في العمل مضطرا، بسبب انغماسه مرة أخرى بتفاصيل كثيرة.
كان قد أخذ محل المدير التنفيذي الذي كان قد عينه مؤقتا ليدير أعماله.. فهو كان ينتظر أن تستقر حياته قليلا كي يعود لمراقبة كل شيء بنفسه كما كان يعتاد ويحب، وبالفعل، هاهي حياته تعود إلى نصابها أخيرا.
كان قد حرص أشد الحرص على أن يخبر بمنال بوضوح ودقة أنه موجود في العمل، وأنه لن يذهب لأي مكان آخر. لم يردها أن تظن أنه متأخر لأي سبب مختلف.كان الظلام يعم المنزل إلا من نور التلفاز في الصالة، ولكن ضوءا خفيفا وصله من المطبخ..
اتجه إلى هناك، قطب حاجبيه حين سمع صوتا ما.
وقف أمام باب المطبخ.. رأى منال واقفة هناك، منشغلة بتجهيز طعامٍ ما.. كانت سماعاتها في أذنها، وكانت تدندن بصوت خافت للغاية.
ابتسم يوسف مجبرا وهو يسمع دندنتها لأول مرة في حياته.. وتأملها بشرود عميق..
لم يبدُ عليها النشاط، بل على العكس، بدا وجهها كئيبا كعادته التي لا تتغير.. كانت حركاتها بطيئة وهادئة، وبدت شاردة للغاية، بدت وكأنها لا تتعمد أن تغني أصلا، ولا تعي أنها تفعل.
لم يكن عليها شيء سوى قميص قطني خفيف وواسع للغاية كان يغطي نصف فخذها تقريبا.. ابتسم يوسف من جديد حين عرف أن هذا كان قميصه.. كم كان يعشق ارتداءها لملابسه.
مص شفته برغبة هائلة وهو يسمع صوتها الرقيق.. كان لها صوت عذب للغاية، يتذكر أن هذا شيء آخر أهمله حين أخبره به معلموها في المدرسة.. يتذكر جيدا أن معلم الموسيقى حاول التحدث معه مرارا بخصوص عزف منال وصوتها في الغناء..
بلع ريقه وهو يتساءل.. كيف لها أن تكون ساحرة هكذا؟ ذلك الجانب منها كان يثيره ويعجبه كثيرا.. الجانب الذي يحسن كل الفنون ويتقنها دون جهد.. ودون اهتمام حتى.لم تكن قد لاحظت وجوده بعد، حيث كان هو حريصا على التزام الهدوء حين دخل بسبب تأخر الوقت..
قطعت دندنتها والتفتت إليه حين تحرك متجها إلى الداخل، قطبت حاجبيها حين رأت أن ملامحه كانت متأثرة للغاية.. بدا عاطفيا، ولم تفهم لماذا.
خفضت سماعتها عن أذنها وقالت بصوت هادئ: أهلا بك.. صباح الخير.
توقف يوسف لحظات وتأملها من جديد، ثم اقترب بخطوات واسعة وعانقها بشدة، بحركة فاجأتها للغاية.
دفن وجهه في رقبتها واستنشق رائحتها العطرية، وأحس أنه لم يعد يعرف كيف يتصرف مع مقدار حبه الفائض لها..
أحست بيده تمر على ظهرها ثم على خصرها، وبشفتيه تقبلان عظمة وجنتها ببطء وبرقة.. عرفت أنه لم يكن عاطفيا فحسب، بل كان مثارا بشدة.
مررت كفها على ظهره وهي تهمس: ماذا يجري؟ أنت بخير؟
سحب يوسف نفسا محاولا أن يسيطر على نفسه.. أفلتها ببطء وقال بصوت متسارع بعض الشيء: أنا بخير.. فقط.. أنتِ جميلةٌ جدا..
ابتسمت..: شكرا لك.. هذا دخول غريبٌ للغاية..
تنفس يوسف بحدة.. خفض كفه وأمسك كفها المرتخية على جانبها.. لم يمسك كفها بالكامل، وإنما شبك أطراف أصابعه بأصابعها.. تمتم: صوتكِ عذبٌ للغاية.. و.. لا أعرف.. عندما سمعتُه.. أدركتُ أنني أحبكِ أكثر من أي شيء على هذه الأرض.
تنهدت منال.. فهمت ما يجري أخيرا.. لقد أثاره غناؤها كثيرا عاطفيا وجنسيا..
رفعت نفسها على أطراف أصابعها وقبلت شفتيه قبلة قصيرة.. أطلق آهةً خافتة مستلذة، واضطرب حين ابتعدت وأفلتته..
عض على شفته حين مررت يده ببطء فوق بنطاله بين فخذيه.. احتد تنفسه بشدة، وأحست هي بالشدّ الواضح هناك.
قالت بنعومة وهي تدلّك حيث وضعت يدها: أنا أحضّر شطائر لفارس للمدرسة.. وعدته أن أعدّها أنا بدلا عن الطاهية.. دعني أفرغ، وسنحل المشكلة الموجودة هنا..
ابتسم يوسف بينما خفق قلبه بشدة.. دائما كان يتساءل، كيف تنجح منال كل مرة في جعل نبضه يطير هكذا رغم طول المدة التي عاشا معا فيها؟ لماذا لازال قلبه يخفق كل مرة يراها ويلمسها كمراهق واقع في الحب؟
مرر كفه في شعرها قبل أن يقبّل جبينها: دعيني أساعدكِ..
ابتعدت عنه وقالت وهي تغسل يدها وتضع عليها قفازات الطهي المطاطية التي لا يمكن أن تعد الطعام دونها: لا داعي لذلك، سأنتهي قريبا.. أعرف أنك تريد أن تغتسل وتستريح بعد يومك الطويل.
أنت تقرأ
يومٌ لا نهايةَ له
Romanceتعيش منال منذ طفولتها مع الوحش.. الوحش، والعائلة الوحيدة. هذه القصة محض خيال، ولا تشابه بينها وبين الواقع. فضلا، لا تنقل هذه القصة أو تنشرها في أي مكان. لا ينصح بقراءة القصة لمن هم دون ١٨ عاما. *مهم: لا تروج هذه القصة لأي شكل من أشكال العنف، وإنما...