قضى يوسف ساعات صاخبة في تلك الليلة أفرغ فيها ألمه وغضبه من كلام منال.. لقد زار مكانه المعتاد، وقضى وقته بين الشرب والجنس والموسيقى وبعض الحبوب الخفيفة التي كان يلجأ إليها كل فترة حين يعجز عن تحمل الحياة.
بعد نشواتٍ عدة انهارت قواه وطلب من الفتيات المغادرة مستبقيا تلك التي اعتاد عليها..
كان مستلقيا فوق السرير على بطنه وكانت جالسة هي فوقه، كانت تمرر أصابعها على ظهره مدلكةً عضلاته بنعومة..
انقلب على ظهره فابتسمت وبدأت تدلك عضلات صدره.. قال بصوت هادئ وهو يعبث بثديها: اسمعيني يا ليلى..
همهمت بصوت رقيق.. تابع وهو يمرر سبابته حول حلمتها الوردية الصغيرة: هل أبدو لكِ مغرورا؟
ابتسمت وقالت وهي تريح منطقة مابين فخذيها فوق مابين فخذيه.. رغم الملابس الداخلية التي تفصل بينهما: أنا محتارة بين الجواب الحقيقي وبين الذي يكسبني مالا أكثر.
ابتسم هو الآخر: ستحصلين على المال في كل الأحوال، أجيبيني بصدق.
انحنت ملصقة صدرها بصدره وقربت وجهها منه: حسنا إذن، نعم. أنت مغرور.
مرر إبهامه على شفتيها بتفكير: ماهو سلوكي الذي يوحي بالغرور؟
فتحت فمها ولعقت إبهامه عابثةً قبل أن تقول بنبرة رومانسية وكأنها تغازله لا تذمه: طريقة كلامك، لغة جسدك، حركاتك وألفاظك. أنت تتصرف وكأنك السيد في أي مكان، وكأنك تملك كل شيء، وكأنك الأفضل. وهذا ليس شيئا غريبا، أي شخص يملك ماتملك سيتصرف هكذا.
تنهد بضيق ودفع إبهامه أكثر داخل فمها لتلتقمه بلذة..: أنا لا أريد أن أكون الثري الكلاسيكي المغرور. لطالما تقززت من هذه الشخصية.
اعتدلت قليلا في جلستها وأمسكت كفه بكفيها وسحبت إصبعه خارج فمها..: من السهل أن تتقزز من جماعة من الناس إلى أن تصير منهم.
ابتسم.. سحب يده من يديها وعاد ليعبث بثديها..: لماذا فتاة مثلك توجد هنا؟
حركت وسطها فوق وسطه محاولةً إلهاءه: لا. نحن لا نتكلم عن هذا النوع من الأمور.
شد أصابعه على حلمتها ببعض القوة: لا بأس. سايريني.
نظرت إليه.. ابتسمت ابتسامة جانبية، انحنت وقبلت شفتيه قبلة طويلة جريئة.. تنهد حين نجحت في استثارته.. رفعت نفسها عنه مليمترات قليلة قبل أن تقول: سأقول لك لماذا أنا هنا إذا قلت لي لماذا أنت هنا.. لا تبدو لي ذلك الرجل الذي يخون زوجته.
قطب حاجبيه وابتسم من التعبير: أخونها؟ هل جننتِ؟ بالطبع لا.
ابتسمت ساخرة ورفعت نفسها عنه جالسة: لقد رأيت رجالا كثرا في حالة نكران، ولكنه ينكر خيانته في الصباح التالي حين يستفيق من سكرته. أنا أرى لأول مرة رجلا ينكر الخيانة فيما هو يمارسها.
مرر كفيه على خاصرتيها وقال ببرود: قلتُ، لست أخونها.
: عزيزي، مالم أكن أنا زوجتك، فأنت تخونها الآن.
زفر بنفاد صبر وقلبها بحركة عنيفة لتستلقي هي على السرير وينحني هو فوقها.. سحب ثديها إلى فمه بتلذذ وهو يخلع عن نفسه الشورت، الشيء الوحيد الذي كان عليه. انهمك فيما يفعل متناسيا تلك المحادثة، وصل إلى نشوته الخامسة تلك الليلة، طلب من ليلى أن تنام بجانبه، ونام.—
أفاقت منال فجرا على صوت الباب.. تنهدت بقرف حين أدركت أن يوسف قد عاد للتو. إنه يستمر في فعل مايريد غير عابئ بشيء.. فكرَت، أو لعله كان ينتقم منها بطريقته.
اعتدلت جالسة وهي تدلك رأسها الذي يتفجر بالصداع.. شتمت تهورها وإفراطها في الشرب ونهضت لتقضي أعمالها الصباحية.
حين خرجت إلى غرفة المعيشة بعد الشروق وجدت الفطور جاهزا، وفارس ويوسف بالفعل جالسين إلى المائدة منشغلين بالحديث. لم يكن هذا ماتوقعت رؤيته، ابتسمت مجبرةً نفسها: صباح الخير.
قبلت فارس وجلست، لم يعرها يوسف اهتماما على عكس عادته، وأشغل نفسه بفارس محافظا معه على شخصيته الجديدة.
حين فرغ من الطعام نهض ونادى فارس الذي أخبر منال أن أباه سيصطحبه إلى مقر عمله اليوم.
قبل يوسف منال قبلة سريعة باردة قبل أن ينسحب مع فارس، اختفيا من أمامها خلال دقائق.
قطبت منال حاجبيها، لم تفهم ماحصل للتو. هل كان هذا التجاهل عقاب يوسف لها على كلامها؟ إنها أقرب للمكافأة منها للعقاب.
لم تهتم، ونهضت من مكانها إذ كان جدولها مزدحما ذلك اليوم. كان عليها أن تزور ناديا قد اختارته لفارس كي يقضي فيه وقته صباحا، كما قد رتبت عدة مقابلات مع عدة معلمات مساءً، كانت عليها أن تختار واحدة تتكفل بتدريس فارس حتى يحين وقت عودته إلى المدرسة.
أنت تقرأ
يومٌ لا نهايةَ له
Romanceتعيش منال منذ طفولتها مع الوحش.. الوحش، والعائلة الوحيدة. هذه القصة محض خيال، ولا تشابه بينها وبين الواقع. فضلا، لا تنقل هذه القصة أو تنشرها في أي مكان. لا ينصح بقراءة القصة لمن هم دون ١٨ عاما. *مهم: لا تروج هذه القصة لأي شكل من أشكال العنف، وإنما...