٤٣

1.6K 43 4
                                    

فتح عينيه ببطء.. نظر الى الساعة، كانت تقارب منتصف الليل.. لقد غفى غفوة عميقة لم يغف مثلها منذ زمن، منذ النهار وحتى الان.
اعتدل جالسا وسحب هاتفه.. عشرات المكالمات من منال.. زفر، لاشك انها اتصلت فور ان رأت رسالته..
لا يهم هذا الان، فهو واثق انها عادت واعتنت بالمسألة كما يجب.
اغتسل وخرج باحثا عنها مستغربا انها لم تأت لتنام بعد. توقع أن يجدها نائمة مع فارس، ولكنها لم تكن هناك.. فتش عنها في كل المنزل، لم يجدها.
تعجب، ثم لاحظ ان باب غرفة مكتبه مفتوحة.. كان ذلك غريبا، هي لاتدخل تلك الغرفة ابدا..
فتح الباب ببطء.. اتسعت عيناه عن اخرها واحتدت انفاسه.. كانت جالسة مرتخية على الكنبة، محدقة في السقف.. مريحة ذراعها على يد الكنبة فيما ذراعها الاخرى تحمل ابرةً.
مال نظره الى خزنته التي كان يحتفظ فيها بمخدره.. انها مفتوحة!
جز على اسنانه والتفت اليها من جديد وهو يكاد يجن من الغضب.. ميلت رأسها ببطء ونظرت اليه، انها ليست في وعيها، كان هذا واضحا جدا.. رأى علبة سجائر فارغة مرمية بجانبها وسط كومة من السجائر المستهلكة..
اغلق الباب خلفه واقفله وتقدم منها وهو يتنفس بسرعة.. تبعته بعينيها الباردتين.. ابتسمت ابتسامةً خاملة: اهلا وسهلا.
وقف امامها.. حك ذقنه محاولا الا يصرخ.. قال من بين اسنانه: هل جننتِ؟ هل فقدتِ عقلكِ؟
رمت الابرة على الطاولة ببطء ثم ارتخت من جديد وحدقت به دون كلام.. اغمض عينيه بانزعاج.. لقد تلفت اعصابها من كل هذه الاحداث الاخيرة وصارت تتصرف بلا تفكير. : كيف فتحتِ الخزنة؟
ابتسمت ببرودة: يسهل علي ان اتنبأ بتفكيرك. استغرق الامر دقائق كي اخمن كلمة السر.
سحب نفسا عميقا: ستندمين. تعرفين هذا.. صحيح؟
رفعت ظهرها عن الكنبة واعتدلت في جلستها.. قالت بلهجة عابثة: استرخِ.. لا تنزعج يا عزيزي يوسف.. -مدت يدها سحبت بنطاله للاسفل بحركة سريعة- سيكون عندك وقت تغضب خلاله لاحقا.
اتسعت عيناه بصدمة حين سحبت البنطال. حيث كان واقفا امامها مباشرة، وهي جالسة على الكنبة.
امسكت عضوه في يدها ثم احاطت طرفه بفمها بحركة ناعمة.. ارتجف.. تراجع الى الخلف، سحب بنطاله للاعلى وقال بعصبية: ماذا تظنين انك تفعلين؟
هزت كتفيها وقالت ببرودة: اتسلى.
انتهى صبره.. رفع يده وصفعها بغضب كبير.. رمتها الصفعة على الكنبة من جديد.. ابتسمت بسخرية ومسحت خدها بيدها وهي تنظر اليه: هاهو يوسف الذي نعرفه.. اهلا بك.. لقد افتقدتك.
مسح وجهه بتعب وقال: ماذا تفعلين بي؟ لماذا تتصرفين هكذا؟
كان يعرف انها ليست في وعيها، فهو يعرف ماذا تفعل الابر لمن لم يعتد عليها.. ولكنها خرجت عن شخصيتها الطبيعية تماما وصارت شخصا اخر.. كان مضطربا ولم يعرف كيف يتصرف..
هدأت فجأة.. وظهر عليها الأسى..: لقد سئمت. ألم تسأم يا يوسف؟
سكت.. ليس هذا الوقت المناسب للشجار بخصوص مافعلته، فهي لن تعي اصلا مايقول. قرر ان يؤجل غضبه عليها.. فلم تكن له طاقة اصلا..
جلس على الكنبة المجاورة.. قال بهدوء: بلى.
اسندت كوعيها على ركبتيها وحدقت في اصابعها حيث كانت تعبث بخيط في يدها.. لاحظ دموعا في عينيها.. قالت بهمس: لقد كنتَ محقا.
قطب حاجبيه: بخصوص ماذا؟
تابعت بصوت هادئ وسلس..: حين كان فارس رضيعا.. اردت ان تجبرني على التخلي عنه. لقد كنت محقا. ليتني اطعتك.
سكت بصدمة لحظات..: انتِ لا تعنين هذا!
شدت الخيط حول اصبعها بعصبية.. تجمع الدم في اعلى اصبعها الذي احمر.. تابعت: بلى. انا اعنيه.. هذه ليست حياةً. انه يعاني. ونحن نعاني. لا معنى لكل هذا.. كان علينا ان نعاني وحدنا.. انه لايستحق العيش في هذه الفوضى.. -سكتت لحظات وامتقع وجهها وكأنها تحارب نفسها كي تتكلم- ربما.. ربما علينا ان نفعل هذا الآن.
تسارعت انفاسه، قال بحدة: نفعل ماذا منال؟؟؟
عضت على شفتها وتساقطت دموعها: نتخلى عنه لعائلة افضل.
لم يجرؤ يوسف على النطق. اذ لم يتوقع ان يسمع هذا من منال حتى لو لم تكن واعية.. هو يعرف انها لم تكن لتقول شيئا كهذا او حتى لتفكر به في وعيها، ويعرف انها ستسحبه ان لم تنساه حتى حين تفيق.. ولكنها قالته في نهاية الامر.. وهذا يعني انه مدفون في مكان عميق في لا وعيها..
خفض نظره الى اصبعها الذي غاص فيه الخيط لقوة شدها عليه وتقاطر منه الدم. نهض من مكانه وسحب الخيط عن اصبعها وقال بعصبية: ماذا تفعلين!!
لم تقاومه.. قالت بتعب: انا بحاجة للجنس. دعنا نفعل هذا قبل ان ننام.
لم يجبها، وتحرك بسرعة نحو الدولاب بجانب مكتبه، احضر مسحة كحول وشريطا لاصقا للجروح.. جلس القرفصاء على الارض امامها ومسح جرحها بحرص بالكحول.. استسلمت له وتأملته فيما لف اللاصق حول جرحها.. ما ان انتهى نهضت من مكانها، خلعت قميصها عنها ورمته على الكنبة.. بلع ريقه ووقف هو الاخر.. خلعت بنطالها ووقفت امامه بملابسها الداخلية.. قالت ببرود: اذن؟
لم يعد يتحمل.. انه يعاني منذ زمن بسبب انقطاعه عنها وعدم قدرته على اجبارها كما اعتاد.. احاط خصرها بيده والصقها به قبل ان يقبل شفتيها قبلة طويلة ثائرة ساخنة.. احست بيديه تنزلقان متحسستين جسمها، سحب صدريتها عنها ورماها ثم قبض بكفيه على ثدييها.. خللت كفيها في شعره من جانبي وجهه ثم قبلته هي بشغف كبير.. لم يكن يرى منها هذه الشهية الكبيرة الا نادرا، اثاره ذلك الى درجة لا تصدق.. وضع كفيه على فخذيها ورفعها فأحاطت عنقه بذراعيها واستندت عليه.. حملها معه وهو يتابع تقبيلها الى الغرفة.. رماها على السرير وانحنى فوقها بسرعة.. احاط حلمتها بشفتيه قبل ان يعضها.. ظل يعضها وهو يريد قوته بالتدريج حتى سمع آهتها فعض عضة اخيرة قوية ثم توقف مكتفيا وعاد ليتذوق شفتيها.. رمى بنطاله بعيدا فأحس بكفها تحيط بعضوه وتدلكه بسرعة ومهارة.. تسارعت انفاسهما وغرقا في مايفعلان.. كان يبالغ في خشونته بسبب اشتياقه الكبير لجسدها.. لم تهتم، رغم انها كانت تتألم، ولكنها لم تكن تملك الطاقة ولا الوقت للجدال، كانت تريد النشوة. النشوة فقط، المهرب الوحيد من كوابيسها.

يومٌ لا نهايةَ لهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن