أوقف يوسف سيارته أمام باب منزل هديل، سحب نفسا عميقا، ثم نزل وهو يلعق شفتيه بترقّب.
وقف لحظات بتفكير ثم اتجه إلى الحارس الجالس في سيارته السوداء أمام الباب.
قفز الحارس إلى الخارج حين رآه، وقف أمامه باحترام: أهلا بك يا سيدي.
حياه يوسف وناقشه في بعض الترتيبات قبل أن يسأل: إذن؟ ماذا جرى بخصوص المعلومات التي طلبتها منك؟
: لقد أجرينا بحثا شاملا حولها كما أمرت، جميع المعلومات محفوظة في ملفها، موجود في مكتبك حسب توجيهك.
زفر يوسف بارتياح، كان يريد أن يعرف كل شيء عن هديل قبل أن يتابع مخططاته معها: أعطني ملخّص ما وجدت، وسأطلع على الملف لاحقا.
: كما تأمر. حسنا.. إنها يتيمة، لقد عاشت كل حياتها في ملجأ، يبدو أن ظروفها فيه كانت مقبولة، إنه أحد الملاجئ الجيدة في المدينة، لكنه محدود القدرات والتمويل. ولقد تركته قبل أن تبلغ الثامنة عشر حسب رغبتها، وليس حسب الروتين المعتاد.عقد يوسف حاجبيه.. لماذا تركت هديل الملجأ قبل أن تبلغ سن الرشد؟ سأل متجاهلا تلك الفكرة: وماذا عن عائلتها؟
: لقد تحققنا من ذلك، ليس لها إخوة ولا عائلة من جهة أبيها، كما أن أباها ذاته متوفى. أما بخصوص والدتها فهي على قيد الحياة، يبدو أن أباها قد أخذها من أمها قسرا ثم تخلص منها في مدينة أخرى جراء خلاف نشأ بينهما. لقد حاولت أمها إيجادها لسنين ثم يئست في آخر الأمر، فهي لا تملك مالا كافيا لمتابعة البحث، ولقد أنفقت كل ماتملك على المحققين والمتعقبين، ولكن يبدو أن الأب تأكد من جعل الأمر مستحيلا، كما أنه قام برشوة أولئك الذين حاولوا الوصول إليها عن طريقه.رفع يوسف حاجبيه، كانت هذه معلومة هامة يثق أن هديل ستستميت لمعرفتها. سأل: هل حاولت هديل البحث عن عائلتها من قبل؟
: لقد عرفنا أنها تخطط لذلك، لقد سألت عدة جهات حكومية وعدة محققين ولم تصل لنتيجة، ويبدو أنها كانت تحاول أن تدخر للوصول إلى ذلك الهدف.ابتسم يوسف.. لديه الآن وسائل كثيرة أولا للسيطرة على هديل، وثانيا لضمان استفادتها منه بقدر ما سيستفيد هو منها.
كما أن فكرة كونها مقطوعة من شجرة كانت تعجبه، إنها تسهل عليه السيطرة عليها كثيرا.
: حسنا، أحسنت عملا، شكرا لك.انحنى الحارس فيما توجه يوسف للباب مرتاحا لأن الصورة اتضحت له أكثر.
لم يتعب نفسه بالاستئذان، وفتح باب المنزل بمفتاحه الخاص.
دخل وهو يحس براحة غريبة لم يتوقع أن يحس بها.. فصباحه السعيد مع عائلته غيّر نظرته تجاه المستقبل.. لعل الأمل موجود، ولعل هديل هي مفتاح هذا الأمل، وذلك بأن تكون هي محطة مرضه، وأن يكون بيته محطة صحته.
كان ذلك الحل يعجبه ويريحه، ويحثّه على إطلاق كل شياطينه على هديل دون تحفّظ.
شيء واحد كان يرعبه.. ماذا سيحصل إذا عرفت منال بما يفعل مع هديل؟ هو لن يكذب عليها، ماذا سيفعل لو سألته يوما ما؟
يعرف أن تلك ستكون نقطة دمار بالنسبة لعلاقتهما، ولم يكن واثقا من الطريقة الصحيحة لإدارة ذلك..

أنت تقرأ
يومٌ لا نهايةَ له
Storie d'amoreتعيش منال منذ طفولتها مع الوحش.. الوحش، والعائلة الوحيدة. هذه القصة محض خيال، ولا تشابه بينها وبين الواقع. فضلا، لا تنقل هذه القصة أو تنشرها في أي مكان. لا ينصح بقراءة القصة لمن هم دون ١٨ عاما. *مهم: لا تروج هذه القصة لأي شكل من أشكال العنف، وإنما...