فتح عينيه ببطء.. موجات من الصداع انتشرت في رأسه.. رمش عدة مرات محدقا في السقف.. تحسس السرير بجانبه.. ليست هناك.
لمعت في ذهنه ليلة امس دفعة واحدة.. قفز جالسا. أنّ حين ازداد صداعه.. لعن نفسه الف مرة..
صحيح انه لم يفرط بالشرب بالامس، ولكن قلة استهلاكه للكحول تجعله سهل التأثر به.. لقد كانت الكؤوس القليلة التي شربها كافية ليفقد عقله بالامس، وليصاب بالصداع اليوم. اضافة الى صداع الدموع التي لا يعرف كيف امطرت من عينيه.. انه لا يذكر انه بكى بهذا الشكل ربما مذ كان رضيعا.
اسند رأسه على يده متضايقا وهو يسترجع مافعل لها.. لقد جعلها ضحية امراضه من جديد. انها محقة. هو لم يتغير ولن يفعل.. كما ان اباه محق.. هو لا يعاش معه، ولن يتحمله احد.
لم يخطط للاعتذار منها.. اذا كان سيؤذيها ويعتذر منها كل مرة، سيفقد الاعتذار اي معنى له. سيكون عليها ان تتحمله فحسب.
سحب نفسه من السرير بتثاقل.. استحم وابتلع حبوبا مسكنة.. خرج بملامح باردة ليجد منال وفارس يلعبان لعبة فيديو امام التلفاز في الصالة.. لم ينتبها له.. راقب منال بدقة.. كان وجهها شديد الذبول وعيناها غائصتين وسط بحر من السواد.. كانت مبتسمة، ولكنه ميز وبوضوح كم كانت ابتسامة زائفة.
تنهد بأسى كبير.. لا فائدة منه. ولا معنى لمستقبلهما. كان يشفق عليها لأنها مضطرة لتحمله.. وفي الوقت ذاته، ليس يخطط لتركها تفلت من يديه. إنها ملك له. سيجبرها على التحمل.
دخل عليهما وقال بهدوء: صباح الخير..
اجاب فارس منشغلا بتحريك شخصيته في التلفاز: صباح النور بابا.
قالت منال بصوت طبيعي ومرح: صباح النور، أهلا وسهلا، لقد أطلت النوم.
بلع ريقه.. هاهي الممثلة المحترفة تظهر مجددا كي تثبت لفارس ان كل شيء على مايرام..
تابعت: فطورك على الطاولة، لقد حرص فارس ان يجهزه لك..
قال يوسف بصعوبة: شكرا.
ابتسم فارس شاعرا بالسعادة لفتات التواصل هذه التي يمنحها إياها ابوه.
دخل يوسف المطبخ، جلس على الكرسي مباشرة شاعرا بالتعب.. سكب كوب ماء من الابريق وشربه ببطء شاردا.. لحظات ودخلت منال المطبخ.. ارتبك، لم يتوقع هذا.. تقدمت منه ونظرت في عينيه.. قالت بجدية: تمالك نفسك. احذر يا يوسف. سلوكك المضطرب هذا سيشعر فارس بالقلق. كن طبيعيا.
وضع الكوب على الطاولة ودفن وجهه بين كفيه وغمغم: ليس باستطاعة الكل ان يمثلوا ببراعتك اللعينة.
اجابت بالنبرة ذاتها: سيكون عليك ان تحاول.
خرجت من المطبخ منزعجة.. انه محطم، وكأنه زجاجة تحولت الى اشلاء. ستتحمل ان تكون ضحية هذا الحطام اللعين، ولكنها لن تسمح له بايذاء ابنها.
سمع يوسف حديثها المرح مع فارس في الخارج.. تنهد.. اعد قهوة وخرج الى الصالة محاولا ان يكون طبيعيا..
جلس بصمت وراقب لعبتهما.. نهضت منال بعد دقائق وناولت يد التحكم باللعبة ليوسف، قالت مداعبة شعر فارس: سأذهب لقضاء بعض الأغراض.. -التفتت ليوسف جاعلة صوتها مرحا- سيكون عليك أن تفوز بدلا عني.
تغير وجه يوسف مصدوما.. هل ستذهب وتتركه وحده مع فارس؟ لقد تعمدت ان تفاجئه كي تضعه في الامر الواقع. بدا له واضحا انها بحاجة لبعض الراحة..
اضطرب فارس: اين ستذهبين؟
: لقضاء بعض الاشغال.. لقد اتفقنا ان لا يقلقك هذا يافارس.
تنهد بكآبة..: نعم.. حسنا.
: لا تحزن، ساحضر لك الحلوى معي.. اتفقنا؟
: حسنا.. لا تتأخري ماما..
قبلت جبينه، سحبت حقيبتها وغادرت المنزل.. كانت تتوق لهذه اللحظة.. منذ ان افاقت بعد جحيم ليلة امس كان عليها ان تعتني بفارس.. لم تحصل على لحظة واحدة من الوحدة والراحة.. كانت تريد فقط ان تختلي بنفسها بعيدا عن الكل.. ان ترتاح وتتعافى من ذلك الكابوس..
تنهد يوسف حين خلا المكان الا منه وفارس.. ابتسم وقال: اذن.. هل ستعلمني هذه اللعبة؟
تردد فارس: هل تريد فعلا ان تلعب؟
: بالتأكيد!
ابتسم فارس واستغرق في شرح الآلية لأبيه.. كان يوسف يهز رأسه متجاوبا وهو يتأمل فارس.. لا يصدق ان هذا الملاك ابنه فعلا.. انه لا يستحقه..
قضى مدة لا بأس بها لعب فيها معه، لم يكن جافا ولكنه لم يكن ودودا كذلك.. لم يبال فارس حيث اعتاد على برودة ابيه واضطر لتقبلها.. واعتبر قضاء الوقت معه منحة كافية..
تأخرت منال في الخارج، قضت بعض اغراضها وتنزهت.. حين فرغت لم تشعر بأي رغبة في العودة للمنزل.. لم تكن عندها أي طاقة لتحمل شيء.. ولم تكن تملك الطاقة حتى لفارس..
جلست في مقهى شاردة.. عابثة بكوب القهوة في يدها.. انها بحاجة لصحبة.. ولكن من؟
لقد كانت شخصيتها ونفسيتها مدمرة في صغرها ولم تهتم بانشاء اي علاقات، وعاشت حياتها المدرسية وحيدة وقضت وقتها المدرسي في قراءة الكتب فيما لعب البقية مع بعضهم وتحدثوا.. اما حين كبرت فإن يوسف عزلها عن المجتمع بحرصه المهووس عن ابعاد الذكور عنها.. وهكذا في نهاية الامر، هي في هذا العمر الآن وليس لها صديق واحد.
ليس لها عائلة، وليس لها احد. تنهدت ساخرة من نفسها، ان يوسف فعليا عائلتها الوحيدة. دون احتساب والدها الذي قرر اظهار نفسه في هذه السنين الاخيرة..
تذكرت أمها.. والتي عرضت عليها ماسمته بالتعارف.. كانت في حالة نفسية سيئة، بالغة السوء. وقررت أن تجرب فعلا الكلام مع امها.. لن يكون الحديث معها اسوأ من جلوسها مع نفسها واختلائها بافكارها..
اتصلت بها، ولتعجبها اجابتها سريعا ووافقت مباشرة على اللقاء بها..
كان ذلك غريبا.. تساءلت طويلا عن هدف امها من الاقتراب منها.. انها لا تملك شيئا وليست هناك مصلحة واحدة قد تتحقق من هذه العلاقة.. لماذا اذن؟
بعد دقائق رن هاتفها مجددا.. تنهدت.. انه فارس..
: ماما.. لقد تأخرتِ..
: سأعود خلال ساعة، لا تتدلل يا فارس.
: لكنني اشتقت لكِ..
اغمضت عينيها باجهاد كبير.. واحست بالدموع تغرق عينيها اثر ذلك الحنان الهائل في صوته..
تحمحمت وقالت بهدوء: وانا اشتقت لك.. اعدك انني لن اتأخر..
: حسنا.. الى اللقاء..
مسحت عينيها وزفرت.. انشغلت بهاتفها حتى سمعت صوت أسماء..: مساء الخير..
ابتسمت ابتسامة مجهدة: مساء النور.. شكرا لمجيئك.
لم تكن بها طاقة للحرب او للنزاع.. ولم يكن لها مزاج لتذكير امها باخطائها وذنوبها.. لقد ارادت رفيقا فحسب.
: كيف حالكِ يا منال؟
: بخير. -تنهدت- انا لا اعرف لماذا اتصلت بكِ. انني اشعر بالسأم.. ولست احاول عقد صلح او صداقة.
ابتسمت اسماء: لا مشكلة، هذا يكفيني للآن.
سكتت منال وحركت ملعقتها في القهوة مراقبة تموجات السائل الاسود..
: لا تبدين بخير يا منال.
قالت بصوت خافت: لانني لستُ كذلك.
قطبت اسماء حاجبيها للاعتراف غير المتوقع: ما المشكلة؟ هل فارس ويوسف بخير؟
: انهما بخير.
لم تعرف اسماء كيف ستتصرف.. من الواضح انها لا تستطيع سؤال منال عن مشكلتها بشكل مباشر..
قالت منال بصوت هادئ: حدثيني عن عائلتكِ..
سكتت اسماء لحظات مستغربة ولكنها اجابت ببساطة: تعرفين زوجي، هاشم. وابنتيّ، هند وزهرة. كنت قد قلت لك حين زرتِني اني وهاشم لم نتفق في اول زواجنا، وانفصلنا.. مع ذلك، تغير هذا كثيرا بعد عودتنا. لا اعرف السبب تحديدا، ربما احتجنا لفترة من النضج والتغيير قبل ان ننسجم. ان حياتَنا هادئة بشكل نسبي نظرا لانشغالنا.. ان عملي يأخذ معظم وقتي. وزهرة وهند كذلك منخرطتان في المهنة. هند طبيبة، وزهرة تعمل في مختبر في إحدى الجامعات.
الحقيقة، لقد كان هاشم من حثني للتواصل معك.. لقد رغبتُ بذلك وترددت، ولكنه دفعني لاجراء تلك المكالمة.
كانت منال تستمع بصمت وهي تراقب ملامح امها التي صارت رقيقة في كلامها عن زوجها.. قالت بهدوء: انه متفهّم جدا بخصوص ابنتك التي انجبتها بسبب خيانتك له.
ابتسمت اسماء بشجن: صحيح. ان هذا مايذهلني فيه. ليس وكأنه تقبل الأمر عندما اخبرته به قبل سنين. لقد جاهدنا لتجاوز هذا المطب. ولكننا تجاوزناه بالفعل. وهو يهتم بكِ ويحثني على التواصل معك.
تنهدت: يبدو رجلا خيّرا..
: انه كذلك.
: انتِ تدخنين.. صحيح؟
قطبت اسماء مستغربة السؤال..: احيانا.. نعم.
: هل لي بسيجارة؟
اخرجت اسماء العلبة والولاعة دون ان تعلق ووضعتها على الطاولة امام منال.. اشعلتها منال وسحبت منها نفسا عميقا.. ذكرتها الرائحة التي اخترقت كل حواسها بيوسف.. ازعجها ذلك ولكن الاحتراق الذي سرى في مجاريها التنفسية اراحها في الوقت نفسه..
: ماذا عنكِ..؟ الا تفكرين بالعودة للمهنة بما ان ابنك يكبر ويصبح اقل اعتمادا عليكِ؟
ابتسمت منال بسخرية وهي تنفض سيجارتها: في الحقيقة، سأبدأ وظيفة جديدة غدا.
: حقا؟ هذا جميل. هل هي مرتبطة بمجال دراستكِ؟
: نعم. لقد درستُ البرامج وهندستها. والوظيفة برمجية بحتة.
: وهل تحبين هذا المجال؟
شردت منال لحظات: اعتدت ان افعل. لقد كنت افضل الطلاب. لقد فازت البحوث والبرامج التي بنيتها وقت دراستي بجوائز دولية. ولقد تخرجت بأعلى معدل في الجامعة.
كانت منال تذكر هذه الانجازات وكأنها تتكلم عن شيء لا قيمة له.. تابعت: ومع ذلك.. في نقطة معينة، تدركين ان كل هذا هراء مقابل الحياة الحقيقية.. بل انها مضيعة وقت.
قطبت اسماء حاجبيها: انا لا افهم لماذا تقولين هذا.. ما الذي يمحو قيمته في ما تسمينه الحياة الحقيقية؟
حدقت منال بأمها.. سحبت نفسا من السيجارة وسكتت..
كان كل شيء في منال مقلقا بالنسبة لاسماء.. ان منال لا تبدو بخير.. تبدو مزعزعة ويائسة.. ولكنها لم تعرف ماذا يجب ان تفعل بالضبط..
: انا اظن ان الوظيفة ستساعدك على ادراك قيمة هذه الاشياء من جديد..
غيرت منال الموضوع متطرقة الى مواضيع سياسية وثقافية مبتعدة تماما عن حياتها الشخصية.. توافقها مع اسماء في معظم الاراء وسهولة سير الحديث جعلها تتعجب.. لقد كانت بينهما الكثير من الاحاديث المشتركة التي تمت زيارتها بسلاسة ما ان نست منال ان هذه امها وتعاملت معها كأي شخص اخر.. بعد نصف ساعة رمت منال سيجارتها الاخيرة، من اصل كومة، في المطفأة وقالت بهدوء: علي ان اذهب.. لقد وعدت فارس ان لا اتركه طويلا.. ولكنني اشكركِ على مجيئكِ.
ابتسمت اسماء: اشكركِ كذلك لتواصلك معي. لقد قضيت وقتا حسنا.
نهضت منال، تركت مالا على الطاولة دون عدّ، ثم وضعت فوقه مبلغا آخر: هذا المال لعلبة السجائر التي استهلكتُها. اذا لم تريديه اتركيه بقشيشا. الى اللقاء.
تركت منال امها، ركبت سيارتها وعادت الى المنزل.. دخلت شاعرة انها احسن حالا ولو بقدر يسير..
وجدت فارس ويوسف في الصالة.. كان يوسف مشغولا بالعمل على حاسبه، اما فارس، والذي لاحظت ان يوسف قد حممه بالفعل وجهزه للنوم، فكان يقرأ كتابا.. ان عادته ان يشاهد التلفاز هذه الساعة، ولكنها استنتجت ان يوسف منعه تبعا لعقابه.
رحب بها فارس بحماسة، ناولته حلواه التي وعدته بها.. اصطحبته الى السرير.. استلقى بجانبها معانقا ذراعها بينما كانت تحكي له قصة.. كانت عادتها ان ترتجل قصصا له وقت النوم.. وكان يعشق هذه العادة..
حكت فيما هي شاردة..: "ذات مرة.. كان الأخوان هناء وسامي عائدين من المدرسة.. اصر سامي ان يتوقفا في محل الالعاب الذي ظل يسمع عنه شائعاتٍ من اصدقائه.. قال لاخته متحمسا: هل تعرفين يا هناء، يقول صديقي ان اللعبة التي في هذا المحل يمكنها ان تحقق اي امنية..
سخرت هناء من اخيها: هذا مستحيل يا سامي، لا وجود لشيء كهذا.
: اذن لنجربها.
ضحكت هناء ووافقت على هذه التجربة التي ظنتها بلهاء.. وعندما دخل الاخوان الى تلك اللعبة التي كانت تشبه مركبة فضائية——"
قاطع فارس حكاية امه بصوت هادئ: ماما..
همست: نعم ياحبيبي؟
: هل أنتِ حزينة؟
تجمدت منال للحظات.. كيف.. كيف استطاع هذا الطفل ان يقرأها.. لقد جاهدت كي تبدو بأحسن حال.. ولكن حساسية فارس وذكاءه كانا اكثر مما توقعت.. : بالطبع لا يافارس، لست حزينة ابدا.. لماذا تقول هذا؟
فكر فارس لحظات: يمكنني ان اسمع الحزن في نغمة صوتكِ.
عضت على شفتها.. وامتلأت عيونها بالدموع مجددا.. قبلت جبينه قبلة طويلة وهمست: انك تتوهم، انا فقط اشعر بالنعاس.. يستحيل ان اكون حزينة وعندي ابن رائع مثلك..
ابتسم فارس: هذا يريحني.. اتمنى ان تكوني سعيدة دائما.. انا احبك كثيرا.
قبلته مجددا.. قبلت وجنتيه مانعة نفسها بصعوبة عن البكاء.. قالت بلطف: وانا احبك. اعدك انني سأكون.
اغمض فارس عينيه شاعرا بأمان كبير.. شد ذراعها الى صدره وسكت منتظرا بقية القصة..
تابعت منال سرد حكايتها.. بعد دقائق لفت نظرها جسم يوسف عند الباب.. كان مستندا الى دعامة الباب يتأملهما.. بالكاد تراه بسبب الظلام.. تنهدت وتساءلت كم مضى منذ وقف هنا.. تحرك مبتعدا حين لاحظته..
تناسته وعادت لتتابع حكايتها حتى نام فارس.. تأملته كعادتها بعد ان غفى.. ممررة اصابعها في شعره.. راقبت ملامحه البريئة وانفاسه المنتظمة.. تنهدت ونهضت خارجة من الغرفة.. كانت رغم ضيقها تحس بدفء كبير غمرها به فارس.. طفلها الرقيق الحنون..
دخلت الغرفة.. كان يوسف هناك بالفعل، على السرير.. لم تتكلم معه ولم تنظر اليه.. دخلت الحمام واغتسلت.. خرجت وبدلت ملابسها وكأنه ليس موجودا..
سحبت مرطبها وجلست على جهتها من السرير.. وضعت المرطب على كفها ووزعته على جسمها.. صامتة وشاردة.. احست بحركته.. انه يقترب.. لم تلتفت اليه ولم تتحرك الا بتدليكها الرتيب لجسمها..
صار بجانبها، وبخفة وضع كفه على وجنتها واجبرها على الالتفات اليه.. وقعت عيناها في عينيه.. كانت مجهدة.. ليست حتى تملك طاقة للغضب.. هي فقط متعبة.. ويائسة بشكل كبير. ومع ذلك، هذه كانت ايضا مشاعره بالضبط.
احست بشفتيه على شفتيها.. بقبلة ناعمة وهادئة.. بينما دلك بإبهامه وجنتها.. ابتعد عنها مليمترات قليلة وتأمل وجهها.. ثم قبل جبينها قبلة طويلة.. قرب شفتيه من اذنها.. قبّل طرف اذنها وهمس..: اريدكِ.
لم تكن تريد ان تتكلم معه. لم تكن تريد ان تبادله حرفا واحدا.. تحركت تريد ترك السرير.. امسك معصمها مباشرة ومنعها.. عضت على شفتها.. قال بهدوء: لا تجعلي من التدخين عادة. سأمنعكِ ان فعلتِ. سيكون عليكِ ان تعيشي حتى اموت انا. لاتحلمي بالموت قبلي يامنال.
قال هذا ثم قبل وجنتها، وشفتيها مجددا، ثم افلت معصمها ونهض من السرير وترك الغرفة..
زفرت بارتياح حين اختفى.. حين امسك معصمها كانت واثقة انه سيجبرها على الجنس مجددا.. ولكنها نجت بشكلٍ او بآخر..
اغلقت الانوار وارتمت على السرير.. وجاهدت كي تنام.. بعد نصف ساعة سمعت صوت الباب.. وخطواته تقترب.. وثقله على السرير.. ثم يده التي تحيط بها وتسحبها الى حضنه كالعادة..
تمتمت: ابتعد عني.
شدها اليه اكثر..قبل رقبتها: لا يمكنني فعل ذلك..
اغمضت عينيها باستسلام.. همست: سيأتي اليوم الذي تندم فيه على كل هذا.
: انا اندم بالفعل يامنال.
: انت لاتعرف الندم. ستتعلمه حين تفقدني. وتفقد فارس.
دفعها عنه بخشونة الى ظهرها واعتلاها.. شدد قبضته على معصمها وغمغم: لن تتخلصي مني.
حدقت في عينيه وقالت ببطء: بل سأفعل.
عض على شفته.. شد على معصمها اكثر واكثر.. احتدت انفاسها محاولة ان لا تصرخ.. افلتها بغضب، مخلوط بخوف حقيقي لاحظته في وجهه.. استلقى على السرير مجددا ثم سحبها الى حضنه بقوة اكبر، شدها اليه وكأنه يقول لها انها لن تفلت ابدا.. دفن وجهه في شعرها وقبض على كفها في كفه.. واغمض عينيه مرتاحا وهدأ بالتدريج. هنا عليها ان تكون. دائما.. والى الابد.
أنت تقرأ
يومٌ لا نهايةَ له
Romanceتعيش منال منذ طفولتها مع الوحش.. الوحش، والعائلة الوحيدة. هذه القصة محض خيال، ولا تشابه بينها وبين الواقع. فضلا، لا تنقل هذه القصة أو تنشرها في أي مكان. لا ينصح بقراءة القصة لمن هم دون ١٨ عاما. *مهم: لا تروج هذه القصة لأي شكل من أشكال العنف، وإنما...