Part : 9

93 8 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
عبير كانت تمشي مع الجنية زيربا في الصحراء، بلا هدف.
وقفت عبير وقالت بعصبية: "الله ياخذ إبليسك، لنا ساعة ندور في الصحراء تحت الشمس الحارقة."
ردت زيربا بحزم: "أنا جنية وما عندي إبليس، وقلت لك ما أبغى أسمع صوتك."
واصلت زيربا المسير، وتبعتها عبير وهي تتنفس بصعوبة.
فجأة، رأت عبير ماعزًا شبيهة تلك التي رأتها مع البنات، نظرت إلى زيربا التي كانت بعيدة، فغيرت عبير اتجاهها وتبعت الماعز بهدوء. توقفت عندما توقفت الماعز، متعجبة من توقفها المفاجئ وعدم حركتها.
كانت عبير تنتظر بتوتر، وقبل أن تتخذ خطوة أخرى، ظهرت زيربا فجأة وأخذت عبير واختفتا من المكان، التفتت الماعز لتجد أن لا أحد خلفها، فواصلت طريقها.
؛
في الأفق البعيد، حيث تمتزج ألوان الغسق بخيوط النور الأولى، كانت تقف امرأة سمراء ذات عينين واسعتين تشعان ببريق الأسرار. على ذقنها خط مستقيم يشبه السيف في حدته، وخصرها المنحوت يشهد على رشاقتها وقوتها، ملابسها الجميلة تلامس جسدها بنعومة، وشعرها الأسود يرقص مع كل هبة ريح، كأنه لحن يتمايل مع أنغام الطبيعة.
؛
اقتربت من زيربا، اللي واقفة بتوتر، وتكلمت الحرمة بصوت متردد: "أقول يا زيربا، حاسة بشيء غريب مو عاجبني، في شيء مخبيته علي؟".
زيربا، اللي كانت تطالعها بهدوء، ردت: "لا، مافي شيء يا سيدتي مرنان."
مرنان، بصوت أكثر إلحاحًا، قالت: "رغم إني حاسة إن في شيء، بس بتجاهل لين تجي وتعلميني."
زيربا همست بصوت كاد يكون مسموعًا: "ابشري، بس أعرف، راح أعلمك."
مرنان، بنبرة تهديد، قالت: "غصبًا عنك أكيد، ما تبيني أرجعك للشيطان اللي كان يعذبك." هزت زيربا رأسها بهدوء وهي تشتم عبير في سرها، وبعد تبادل نظرات حادة، تحولت مرنان إلى هيئة ماعز، وانطلقت نحو الوادي المجهول.
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن