Part : 57

49 7 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
بعد يوم طويل، في نص الليل، فتحت ريم عيونها وجسمها المرتعش هدأ شوي، طالعت المكان اللي هي فيه، غرفة وواضح إنها في المستشفى، قامت من السرير وأول ما تذكرت البنات، مشت وهي تسحب نفسها لبرا، مشاري كان يمر بالممر وألقى نظرة عليها، وانصدم لما شافها تمشي وهي ماسكة بطنها وتبدو متعبة مرة.
مسكها من يدها وهمس: "ما ينفع تقومين من السرير."
ريم حاولت تتكلم وتسأل عن البنات، لكن لسانها كان ثقيل، بس قدرت تقول: "عـ... عـ..." وهي تبكي.
مشاري ما فهم، فقال بلطف: "تبين عصير؟"
ريم بكت بقوة وبدأت تضرب صدره وهي منهارة، تحاول تسأل عن عبير، لكن لسانها ما ساعدها على النطق، بس تقول أحرف غير مفهومة: "عـ... خـ... غـ..."
شالها مشاري من الممر وأدخلها الغرفة، وهي تضربه،ضغط على زر الجرس عشان ليجي أحد.
جت ممرضة بسرعة وبدأت تسوي إبرة مهدئة لريم. مشاري شافها بالحالة وزاد خوفه عليها، أستوعب أنها ممكن تسأل عن أمها، همس: "لا تخافين أمك الحين تجي."
الممرضة قربت ومسكت يد ريم وريم تتشنج وتضرب بقوة وتتكلم بكلام غير مفهوم.
لين هدأت، أم ريم اللي كانت تصلي عشان بنتها، دخلت بسرعة وهي خايفة: "يمه صحيتِ كيفك ريم، أنا أمك ريم."
ريم بعد ما هدأت انسدحت على السرير وعيونها على السقف بس تبكي، وما تبغى تناظر أمها، حست إنها بدأت تقرف من أمها، وكيف قدرت تسوي شيء حرام عشان الفلوس، ودمرت طفلة كان ودها تقوم وتصرخ من كل قلبها، بس جسمها كان تعبان.
تنهدت الممرضة وقالت: "لازم هي تنام الحين، بكرا يجي الدكتور."
أم ريم جلست على كرسي وهي تبكي،
مشاري كان ماسك يد ريم، وحاس إنها باردة، دخل يدها تحت الحاف عشان تدفى، وناظر ملامحها، عيونها كانت مليانة دموع ووجهها شاحب، تنهد وقرر يطلع من الغرفة، لأنه حاس لو قعد أكثر ممكن يحضنها، لأنه مشتاق لها. مصدوم إن ذيك الطفلة صارت كبيرة، ورغم وضعها هذا إلا إنها جميلة!!
مصدوم كيف تحركت مشاعره المدفونة، صحيح إنه كان يبي يشوفها، بس ما توقع إن مشاعره بترجع مثل أول وأكثر، ما نسى عيونها ولا ضحكتها ولا ملامح وجهها، ما قدر ينسى اصلا ، والحين هي قدامه، وش اللي بيصبره؟
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن