Part : 159

78 6 6
                                    

لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
؛
اليوم الثاني:
خلود كانت تتكلم مع عبير بالجوال وهي حزينة.
عبير همست: "يالله يا خلود، تراها بتتزوج وقريبة منكم."
خلود بحزن: "حتى ولو، أحس قلبي بيطلع، بصير وحيدة."
عبير بصراحة: "والله أنا ماني حزينة إلا على خالتي (تقصد أم خلود)، راح تتزوج بنتها الكبيرة وكم شهر وتتزوجين أنتِ، وتجلس في البيت بروحها."
خلود: "مين قال إني بتزوج؟ لا، أنا بقعد مع أمي."
عبير بضحكة: "بس يجي صاحب العطر توافقين على طول."
خلود تسوي نفسها معصبة: "عبير، ترا ما أحب هالتلميحات والكلام الفاضي."
عبير: "يا شيخة، والله إنك تموتين بالتلميح، بس مدري وش أقولك، عبود إذا ما نفع معه شيء، الولد ما يتحرك."
خلود استحت وعصبت بنفس الوقت: "عبير، لا تقولي كذا، اللي يسمعك بيقول إني ميتة عليه."
عبير بسخرية: "شدعوه، محد بيسمعنا غير شركة الاتصالات، الله يعينهم."
خلود تبي تقلب الطاولة عليها، همست: "إيوه، زوجك لسا ما خلص اختبارات، مدري دراسة."
عبير بتنهيدة: "لا، لسا."
خلود: "ما أتوقع كل ذا دراسة، يمكن يخوك."
عبير ضحكت: "مو من جدك، يعني ما لقا يخونني إلا وأنا زوجته."
خلود: "شعرك الرجال وعنده عيال يخون، مبالك برجال توه حياته ما بدت."
عبير بعصبية ونبرة حادة: "اللي يخون زوجته اسمه ذكر مو رجال."
خلود كتمت ضحكتها وتحاول تهديها: "خلاص، ترا أمزح."
عبير: "أعرف، يلا انقلعي."
وسكرت بوجه خلود اللي انسدحت ضحكة عليها.
؛
؛
عند عبير فجأة حست بشك، معقول فارس يسويها ويحب وحدة غير والحين سافر عشانها؟ دقت على فارس، قاعد ساعة يرن محد رد، عصبت: "هذا وينه ما يرد؟"
دقت مرة ثانية، ما رد، دقت مرة ثالثة، رد عليها وقبل يقول شيء، قالت بعصبية: "وينك؟"
فارس استغرب، وهمس: "وعليكم السلام، أنا بخير، أنتي كيفك؟"
عبير بدون اهتمام: "قلت وينك؟"
فارس: "وين يعني؟ بالجامعة."
عبير: "ها طيب ليه ما ترد؟ دقيت عليك مرتين."
فارس: "كنت بالحمام."
عبير: "وش كنت تسوي؟"
فارس انصدم: "عبير، فيك شيء؟"
عبير استوعبت سألها، وهمست: "لا، بس اشتقت لك."
فارس ما سمعها بسبب الإزعاج فقال: "عبير، اسمعي، الشباب جوا، راح أسكر وبعدين أدق لك..."
قاطعته عبير بعصبية: "لا، أنا بسكر، ويا ويلك تدق."
وسكرت بوجهه وهي معصبة.
؛
؛
فارس في ساحة الجامعة:
كانوا الشباب حوله يسولفون، وهو مشغول بجواله ويفكر وش فيه، حاس إنه مقصر بحقها، أرسل لها فلوس يمكن تحتاج شيء ومحرجة تقول. 
واحد من الشباب جا وقال: "فارس، بتجي معنا الديرة؟"
فارس: "والله ما أعرف يا محمد، أنا جاي عشان الاختبارات وراجع."
محمد: "شلون يعني ما راح تجي عرس خوينا؟"
فارس هز رأسه وقال: "خلاص، أنا بشوف إن شاء الله."
محمد: "لا، لازم تجي عشان نجي عرسك."
فارس: "ها، وحدة بوحدة أجل."
محمد ضحك: "إي بالضبط."
؛
؛
؛
في اليخت:
كانوا في الشاطئ، ريم صحت وراحت الحمام (يكرم القارئ) بسرعة، أخذت دش وطلعت، مصدومة من اللي صار، ما توقعت مشاري يسوي شيء زي كذا هنا.
بسرعة لمت الفرش وهي محتارة وش تسوي فيه، ترميه ولا تحرقه ولا شلون.
مشاري دخل الغرفة، وطاحت عيونه بعيون ريم وشافها قاعدة تهرب نظراتها، استوعب إنها مستحية، شال الفرش منها وحطه بكيس زبالة، وطلع من اليخت ورماه في السيارة الي تشيل النفايات.
ورجع لليخت وقال: "يلا عشان نرجع."
ريم هزت راسها وبسرعة راحت تلبس العباية.
؛
؛
وفي الطريق، ريم كانت تناظر الشارع من الدريشة ومشاري يحاول يفك التوتر بس ما فيه فايدة، ريم مستحية.
طالعها وسحب يدها وحطها على القير ويده فوق يدها، وهي ترتجف من التوتر.
دق جوال مشاري، رد بهدوء: "وعليكم السلام... طيب وش تبي؟ اختصر الكلام ماني فاضي لك... طيب خلاص جايك، رسل لي الموقع." وسكر الخط.
مشاري همس يكسر الصمت: "ذا ياسر يبيني ضروري، بحطك عند الباب واروح له."
ريم توترت، مشاري شافها متوترة، همس: "ترا اللي صار بيننا طبيعي يصير بين أي اثنين متزوجين."
ريم بداخلها تصارخ: "لا يشيخ، معلومة جديدة يعني!" وودها تطلع من السيارة، مشاري بعد نص ساعة وصلها وخلها تدخل.
ريم أول ما دخلت ركضت للغرفة، ما تبي تشوف أحد ولا أحد يشوفها، لأنها مستحية ووضح بوجهها.
؛
؛
مشاري كان يسير على الموقع واستغرب لأنه موقع المزرعة حق عمه.
ركن السيارة عند الباب ودخل، مشى لين قسم الحريم وشاف ياسر جالس وهو متوتر.
مشاري سلم عليه وبضحكة: "عازمني بالمزرعة."
ياسر: "ما بي أطول بالموضوع، أبي أقولك كل شيء بصراحة."
مشاري سحب كرسي وجلس وقال: "عني إيش؟"
ياسر: "ليش كنت أبغى أقتل سنان."
مشاري بابتسامة: "حلو، كنت مستني تقول، اسمعك يا طويل العمر."
فجأة طلع صوت من المجلس حق الحريم، ياسر طالع باب المجلس.
؛ مشاري مستغرب: "في أحد غيرنا؟"
ياسر جلس وقال: "لا، يمكن قطوة... أمم.. أبي تحلف بالأول."
مشاري بتأفف: "أنا ليه ما جبت مسدسي، وحطيته براسك وقتها بتقول بدون لف."
ياسر: "والله لو السيف برقبتي الحين ما أقول لين تحلف."
مشاري: "طيب وش تبي أحلف على إيش؟"
ياسر: "قول والله ما ألمس نوف."
مشاري انصدم: "نوف؟ وش دخلها نوف؟"
قبل يتكلم ياسر، مشاري مسكه من ياقة ثوبه وصرخ: "ياسر، اخلاص لا أخلص عليك."
ياسر: "سنان ما تزوج نوف عن حب ولا هي كمان تحبه، كل اللي صار إنه..."
سكت، ومشاري يشد عليه: "إنه إيش؟"
ياسر: "سنان شاف نوف مع شباب وخذها بس عشان يذلها."
مشاري توقف تدفق الدم عنده وبدون وعي عطى ياسر كف، وقال بصراخ: "ياسر، أنت عارف وش يلحق هالكلام اللي تقوله؟"
ياسر بحزن: "ليته انقص لساني وما أقوله بس لازم أقول."
مشاري حس إنه ما قاعد يشوف، وياسر يبي يقول كل شيء مرة وحدة، كمل: "نوف خافت منك عشان كذا تزوجته، وهو ما قصر وذلها، عشان كذا يبيك تزوره في السجن ويقولك ويقهرك، اسمع اللي صار من زمان ونوف كانت مرهقة أيام موت عمي."
مشاري وقف من الكرسي ووقفته ما بانت، حس بطعنة بقلبه، هذا شرف.
مشى بخطوات مؤلمة بس ياسر وقفه وقال: "وين رايح؟ نوف عندي."
مشاري لف عليه: "نعم؟ كيف عندك؟"
ياسر: "قلت لك احلف ما تمسها بأول."
مشاري بلمع البصر صار قدام ياسر وبدأ يخنقه، وهو نار بداخله: "شلون قدرت تسويها؟ شلون وحنا حزينين على أبوي؟ أنا ما عرفت أخذ بثاره وهي تلعب بذيلها من وراي، والله لأقطعها ووريها العذاب على أصوله."
ياسر كان يختنق من جد، بس في صوت طلع من باب المجلس، ببكاء: "مشاري."
مشاري لف وشاف نوف قدامه بالعباية، دموعها كانت مليانة وجهها، ما عاد صار يظهر لها ملامح من الذنب وهي تشوف سندها قدامها كاسره ظهره.
مشاري ترك ياسر وركض لعندها، وبس وقف قدام وجهها رفع يده لسابع سماء وضربها بخدها.
نوف من قوة الضربة طاحت بالأرض، ونزل مشاري عليها ضرب وحدة وراء الثانية، بسرعة جات سمراء اللي كانت متخبية وراء الباب خايفة تطلع وتنضرب، بس أول ما شافت نوف وهي تحت رحمة مشاري، راحت تدفه، صارت تنضرب مع نوف.
ياسر وقف وشاف نوف وسمراء بالأرض والضرب من فوق، بسرعة كتف مشاري من وراه ووخره عنهن، وصار قدامهن وقال: "حلفتك يا مشاري ما تمسها."
مشاري بحرق: "ما راح أحلف، وخر لا بارك الله فيك، أنا بذبحها، مضيعة الشرف قليلة الأدب."
ياسر بعصبية: "هي ما ضيعت شرفها وما أسمح لك تغلط على زوجتي."
وكمل: "ترا أنت وخالتي الغلطانين، كل بسببكم."
مشاري طالع مصدوم، ياسر قال: " إيه والله انا صادق أيام مات عمي، أنت كنت تبغى تنتقم وخالتي تطبطب عليك وتسكتك، محد فيكم فكر فيها، انشغلتوا عنها والشيطان شاطر."
مشاري: "وإذا انشغلنا عنها شوي تلعب بذيلها؟"
ياسر: "هي عارفة غلطتها ومعترفة، وكانت تبي تقولك بس ما قدرت."
مشاري بعصبية: "أنا غبي، قسم بالله لو جبت مسدس كان حطيت كل واحد طلقة ودفنته هنا."
سمراء وأول مرة تعلي صوتها: "إيه، اقتلنا يلا، ترك بتدخل النار والحقيقة بتبان عند ربي."
نوف طالعت بعيون مشاري وعارفة إنه بيقتلها، همست: "أنا موافقة تقتلني بس لا تغضب علي."
بعصبية مشاري: "اسكتي يا مضيعة نفس..."
ياسر قاطعه: "قلت لك مو مضيعة نفسها، هي طلعت مرتين بس في كلبة ما ودي أذكر اسمها خلتها تخاف منك وما تقول لك."
مشاري: "مين؟"
ياسر ما يبغى يقول، عشان ما تكبر السالفة، فسكت، سمراء بغضب: "مريم."
مشاري مسك رأسه وهو حاس بينفجر: "لا بارك الله فيكم من بنات، كل واحدة ألعن من الثانية."
جلس في الأرض، وهو منهار نفسيًا قبل جسديًا، الدموع صارت بعيونه، تنزل على خده وحدة وراء الثانية، والكل كان يبكي وما يعرفون وش يسوون الآن.
؛
؛
بيت مشاري:
بعد ما رتبت ريم غرفتها، طالعت الساعة ولقتها 4 العصر، خطر ببالها البنات، أخذت الجوال ودقت على عبير، بعد ثواني ردت عليها، ريم بحماس: "هاي عبير."
عبير بنبرة استغراب: "هايات، مين معاي؟"
ريم استغربت لأنها كلمتها من قبل بنفس الرقم ذا، همست: "ريم."
عبير: "مين ريم؟ ما أعرف هالاسم."
ريم عرفت إن عبير تسوي كذا عشان زعلانة منها، ضحكت وقالت: "أيه شكلي غلطانة، يلا باي."
عبير بعصبية: "وجع، ما صدقتي على الله."
ريم ماتت من الضحك وقالت: "كيفك؟"
عبير: "تمام، إلا انتي كيفك؟ وش جديدك؟ وين سافرتي يا شريرة؟"
ريم بهمس: "أنا بخير، سافرت مكة، وجوها يجنن."
عبير: "الله، حلو مكة."
ريم بتنهيدة: "إيه، اسمعي ودي أطلع معكم، اشتقت لكم ياخي."
عبير: "صادقة، من زمان عن طلعتنا، وش رأيك نطلع توه بدري؟ بكلم البنات، يلا قومي البسي."
ريم: "بسم الله، شوي شوي، بعدين لسا بستاذن من مشاري."
عبير بتأفف: "يا ليل، زمان كانت أمك والحين مشاري..." استوعبت إنها جابت طاري أمها، همست: "آسفة ريم، والله مو قصدي أذكر..."
قاطعتها ريم: "عادي، هي أمي فـ النهاية، وأنا في مكة فكرت أزورها."
عبير ساكتة، كملت ريم: "اسمعي، كلمي البنات وأنا بحاول مع مشاري إن شاء الله يوافق.
عبير بحماس: إن شاء الله."
؛
؛
جلست ريم وهي تحس بقلق وتوتر، كانت تفكر كيف تقول لمشاري إنها بتطلع، وهي خايفة إنه يعصب عليها.
بعد ما فكرت شوي، قررت تكتب له رسالة:
"مشاري، كيفك؟ إن شاء الله تكون بخير، أبغى أقولك شي، أنا ناوية أطلع اليوم، بغير جو مع البنات.
ترى ما راح أتأخر، وبرجع بسرعة، إذا احتجت شي، كلمني."
استنت شوي وما جاء رد، تنرفزت أكيد مشغول، وقفت ولبست عبايتها ونقابها.
ببالها يرد أو ما يرد ما عاد يهم، أهم شي أرسلت له.
نزلت تحت وشافت قدامها الشغالة، همست الشغالة: "ماما تبغى شيء؟"
ريم ناظرتها وقالت: "أنتِ أي أحد تناديه ماما، ناديني ريم."
الشغالة: "تمام ماما."
تنهدت ريم وقالت: "إذا أم مشاري جات، قولي لها إني طلعت مع البنات صحباتي."
الشغالة هزت راسها، وريم طلعت وابتسمت لما شافت سيارة عبير، وركبت جنبها.
؛
؛
عند مشاري بالمزرعة، كان جالس على الكرسي ويطلع السماء، ما هو قادر يصدق اللي سمعه ونار بقلبه تشتعل.
ياسر كان يمسح الدم اللي على فمه ويطالع مشاري والهدوء اللي سكن فجأة، أكيد مو لله، لسا في عاصفة بس ما يعرف متى.
طلع صوت رسالة من جوال مشاري، طالع وشاف الرسالة من أبو سعد!.
طفى جواله، ما له خلق يسمع أي شيء حتى لو صوتها، ما هو عارف كيف بيرجع البيت وقلبه محروق، وده يطلع حرته في أي أحد، بس خطر بباله الإنسان الصح، عقد حواجبه.
وقف، أخذ مفاتيحه وطلع.
ياسر همس: "وين بتروح؟"
مشاري ما رد عليه، بس قال: "نوف ترجع البيت."
راح ركب السيارة وانطلق بأقصى سرعة.
؛
؛
في بيت أم غادة، غادة كانت تلبس عبايتها وهي ما تتنقب، بس تحط الطرحة على وجهها.
أم غادة: "لا تتأخرين، أبو سليمان ما يحب هالطلعات."
غادة بمزح: "لأن الضباط معقدين، الله يعينكم."
أم غادة مسكت بأذنها: "مو معقدين، يغارون على نسائهم وبناتهم."
غادة تحاول تبعد يد أمها: "إي فهمت، يلا."
راحت عند الباب تفتح عشان تطلع وقالت: "دام عبير موجودة، صدقيني برجع تسعة."
أم غادة بعصبية: "تسعة بعينك، تعالي هنا."
غادة انحاشت وهي تضحك، طلعت برا شافت السيارة والبنات موجودات.
ركبت وراء وقالت بحماس: "سلام."
البنات ردوا: "وعليكم السلام."
غادة: "من زمان عن سواقة عبير، اشتقت."
خلود: "إي والله، الحين تلف على شخص وتصدمه."
عبير لفت على غادة وخلود وقالت: "تبون نروح الصحراء؟"
غادة وريم بصوت واحد: "لا."
عبير انخرشت ورجعت مكانها وهي تحرك السيارة: "إيش دعوة، بس سألت."
مشت شوي مرت من عند محطة وقالت: "بعبي بترول."
وخلود همست: "صادقين والله، الدنيا دوارة."
البنات ضحكوا، لأن اليوم يذكرهم بيوم سفرتهم.
؛
؛
بعد خمس دقايق وصلوا البنات للكافيه، وكان الحلو فيه إنه في قسم خاص للحريم.
دخلوا البنات وسلموا على بعض بشوق كبير، وعبير طلبت لهم قهوة.
عبير جلست وقالت: "أخيرًا ما بغينا ننجمع."
خلود: "صادقة والله، هذا أحلى شيء سويناه."
ريم وغادة لساتهم حاضنين بعض بلطف، وعبير قالت: "وي بس انتي وياها."
غادة لفت وقالت: "انتي وش تبين؟ خليني أحضنها، من زمان عنها."
عبير: "حتى أنا عبالك قاعدة عنها، توّي شفتها."
خلود بتنهيدة: "تهاوشوا، هذا اللي ناقص."
ريم جلست وفسخت النقاب عشان غادة لأنها تبي تشوفها بس استحت تقول.
عبير شافتهم سرحانين وقالت: "يلا، أبي أعرف جديد كل وحدة."
خلود وهي تطلع بطاقات من شنطتها: "أممم، أنا ما في شيء جديد، بس أختي عرسها قريب."
ريم أخذت الدعوة وقالت: "ما في عرس رجال؟"
خلود: "لا، عبدالعزيز ما يبي."
عبير: "أحس."
غادة أخذت الدعوة وقالت: "يالله، أحتاج فستان الآن."
عبير: "أوكي، بعد القهوة نروح نشوف فساتين."
غادة بحماس: "أوك."
ريم بابتسامة: "الحمد لله، أنا لساتني عروسة، في ملابس ما لبستهم للآن."
ضحكوا البنات.
خلود قالت: "أي صح، ترا بسجل اختبار قدرات، ناوية أدخل جامعة."
البنات: "والله؟"
خلود: "أي والله، مدري جاني شعور أبي أصير دكتورة."
عبير: "حلو."
ولفتت لغادة: "وانتي وش جديدك؟"
غادة: "أممم، انخطبت."
ريم طالعتها بفرحة: "والله وناسة."
خلود: "صغيرة الشلة بتتزوج، الله."
عبير بحماس: "مين؟ بسرعة نبغى السالفة."
غادة بهمس: "برفض."
ريم: "أما ليه؟"
خلود: "استخرتي أول شيء؟"
الكل طالع غادة، وهي همست: "لا، بس..."
قاطعتها عبير: "لا أجل مالك حق ترفضينه، أول شيء يسأل أبوك عنه، بعدين إذا هو كويس تستخيرين."
ريم: "يمكن ما تبي الزواج من الأساس."
البنات طالعوها، وغادة بعصبية: "إيش فيكم عليّ؟ ترا ما تعرفون مين هو."
عبير: "مييين طيب؟"
غادة: "فايز."
البنات استغربوا، وريم قالت: "آها، عرفته، ولد عم مشاري."
عبير: "أي تذكرت، خواته وأمه، أحس ناس كويسين."
خلود همست: "أتوقع عرفت السبب."
عبير: "وش؟"
خلود بهمس: "عشان قرينه زياف."
عبير وريم طلع على راسهم أكبر علامات استفهام.
عبير عصبت وصرخت: "يا شيخة، قولي ما أبي أتزوج وخلاص، ليه اللف والدوران؟ وش علاقة ذا بذا يعني؟ كيف يشتغل مخك انتي؟"
غادة بجدية: "تخيلي يوسوس له ويضربني."
عبير وغادة بدوا يتهاوشون وخلود تحاول تهديهم عشان الحريم يطالعوا فيهم، وريم تنهدت وبدأت تشرب قهوتها وهي مبسوطة.
؛
؛
؛
عند مشاري :
وصل ودخل الساحة الكبيرة ووقف قدام الباب، أول ما نزل وشافوه العسكر الأقل رتبة منه ضربوا التحية.
دخل المركز وهو رافع رأسه ووصل لغرفة، ضرب الباب ودخل.
وقف شخص مكتوب على مكتبه "عمر".
ضرب التحية وقال: "نورت أبو هاشم."
مشاري من غير ما يجلس قال: "بنورك، أبي أشوف سنان."
عمر: "ما حبيت أزعجك بس هو أصر يشوفك، يقول موضوع عائلي."
هز رأسه مشاري: "مو مشكلة."
عمر أشر على الكرسي: "ارتاح طال عمرك."
مشاري جلس لأنه يعرف في إجراءات بسيطة لهالشي، وهو يصرخ من جوا: "شلون أرتاح بس."
همس: "عمر."
لف عمر: "أمر."
مشاري: "أبيه بغرفة بدون شبك."
عمر هز رأسه وقال: "تمام."
ثواني، ووقف مشاري وسار في ممر طويل مع جندي ودخل الغرفة.
؛
؛
قبل ثواني في الغرفة، سنان كان مبسوط إن خطته قاعدة تنجح، لأن مشاري جا عشان يشوفه. رمى تحت الطاولة سكين صغير بالقرب من الكرسي المقابل وهو يقول بخبث: "راح أتحمل أي طعنة تجي منك يا أخو نوفي."
؛
؛
مشاري دخل وعيونه وقعت على سنان الجالس، اللي ابتسم ابتسامة جانبية.
مشاري وده يعلقه في السقف، جلس مقابله وشاف شيء تحت الطاولة، تجاهله، وقال بحدة: "سمعت إنك طلبتني، محد يطلب الموت إلا وهو مؤمن يا سنان."
سنان بسخرية: "الله يهديك يا مشاري، حد يقول كذا على صهره؟ المهم أخبار نوف."
مشاري غمض عيونه يمتص الغضب، لسا ما يبغى يعصب عليه، فتح عيونه وهمس: "اخلص وش تبي."
سنان: "اسمع، ترا أنا ما كنت أبي أطلق نوف، أنت عارف حبي لها، بس عيال عمك أجبروني."
وكمل وهو يضحك، عشان يستفز مشاري: "بس كنت أبغى أصارحك بشيء يا أخو حرمتي."
مشاري بعصبية: "حرمتك!!"
وقف وقال: "عن أي حرمة تتكلم؟ الحرمة اللي ذليتها وأهنتها؟ تحسب إذا غلطت غلطة أهلها بيبيعونها لواحد مختل مثلك؟"
سنان بصدمه: "شلون تعرف؟ قالت لك القطة؟"
مشاري قبض على يده ولكمه بوجهه لين طاح سنان من الكرسي وهو مصدوم، وشاف مشاري ما أخذ السكين وانقهر، يبي يزيد الجرعة. همس: "لازم تبوس يدي لأني لميت أختك من الشوارع وكمان كانت بغير..."
انكتمت أنفاسه لما قرب مشاري منه، وخنقه بيده اليسرى ويده اليمنى يضربه فيها: "سويت خير إنك لميتها وأنت مشهر فيها وسمعتها، أختي دخلت لعندك كاملة والكامل لله، صح؟"
وسأل وهو كاره نفسه: "أختي عذراء يوم دخلت عليها؟"
سنان ضحك بسخرية وهز رأسه بـ لا.
مشاري خنقه أكثر وهو بدأ يعرق من كل مكان، عصب من كل شيء حوله.
سنان حس روحه بتطلع، مشاري عاد صار يشوف من غضب، نزلت دموع سنان ويحاول يهمس: "عذ...راء و... الله."‪
بس مشاري لا سمع ولا شاف، وهو يخنقه من عصبيته، ويقول بداخله: "ما جيت أسألك لأني واثق في أختي والله واثق فيها أكثر من نفسي، وأنا الغلطان لأني ما اهتميت فيها وأهملتها وهي أمانة من ربي."
فجأة حس بحد يسحب، لف لقاه عمر وكان الجندي واقف وراه وهو مصدوم من قوة مشاري.
سنان بدأ يكح بقوة ولجاج يطلع من فمه ووجهه أحمر على أخضر، شوي وفقد وعيه.
عمر بربكة لما شاف سنان، همس: "مشاري طال عمرك، كذا راح تتحاسب إذا صار له شيء، أنت مو مسؤول في التحقيق، أنا عارف إنه مستفز بس برضو."
قاطعه مشاري: "لا تخاف، ذا جزء من الأمور العائلية."
مشاري كمل وهو يطالع سنان بحقد: "لا تنقلوه مستشفى، يمكن يهرب، جيب دكتور أو ممرض."
وطالع الجندي بعصبية وهو ياشر له تحت الطاولة ويقول: "ثاني مرة فتشوا المساجين زين."
وطلع من عندهم.
؛
؛
؛
في المول:
البنات كانوا يمشون ويشترون إذا في شيء حلو، فجأة، خلود صدمت في واحد، همست بسرعة وهي مرتبكة: "آسفة، بدون قصد."
الشاب وهو يتكلم بطريقة لحجية: "عادي يا عيني، لو تصدميني بسيارة عادي، كلي فداكِ."
خلود انقهرت وقالت في نفسها: "لا، إذا كان المفروض أرمي من الدور الثالث."
مشت وهي مطنشته وهو وراها، عبير استغربت وهمست لخلود: "مين ذا؟"
خلود بعصبية: "شدراني؟ صدمته بالغلط."
عبير تنهدت، بس فجأة من قلة حياء، وقف وراهم وقال: "يااا، ترا أنا بروح المستشفى، عطيني رقمك عشان أطمنك على قلبي، أقصد عليّ."
عبير لفت بعصبية: "نعم؟ ما سمعت وش تقول؟ انقلع لا أوديك جهنم."
والشاب قام يضحك ويسوي حركات مستفزة. شوي، ريم وغادة جوا: "وش فيه؟"
عبير: "شوفي ذا قليل الأدب."
الشاب وهو يضحك: "الله لا يحير مسلم، أربع بيوم واحد."
ريم بعصبية أخذت جوالها ولمع الفلاش بوجهه، البنات لفوا عليها وش تسوي ذي! ، والشاب طالع باستغراب.
همست وهي تسوي نفسها تكلم جوال: "نعم، مشاري، ذا صورة واحد يضايقنا في المول... أي، تمام."
سكرت وطالعت فيه بحده: "زوجي ضابط، الله لا يحيرك في اختيار السجن."
الشاب خاف، رفع ثوبه وركض مثل البرق، البنات ضحكوا على ملامح وجهه.
وغادة همست: "من جد صورته؟"
ريم كشرت: "يعع، لا طبعًا، بس ولعت الفلاش عليه."
عبير بابتسامة: "واو، حسيت بفخر وأنا مالي دخل، زوجي ضابط."
ابتسمت خلود: "شكرًا."
ريم: "وش اللي شكرًا يا روحي؟ ترا من جد كان لازم أرسل صورته عشان يحرم."
غادة: "أي والله."
وكملوا يتسوقون.
؛
؛
إنتهى🌷.
؛
بنات، آسفة لأني بتأخر لما أنزل الجزء، بس أنا مضطرة أسوي كذا عشان البارت يطول 😭😭
ورغم كذا، لسه قصير.
بس وعد مني إن الأحداث الجاية بتكون مشوقة أكثر، وأكيد بتعجبكم، شكراً لصبركم ودعمكم الدائم، أنتم أحلى متابعين! 💖

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن