لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
في إحدى مستشفيات الخرخير الساعة 9 بالليل:
كان فارس جالس على الكرسي ومسك يد عبير ويدعي إنها تكون بخير، تلاشى الغضب والزعل منه، وكل همه الحين إنها تقوم بالسلامة، شكلها وهي طالعة من كومة الرمل وجع قلبه، ويعرف إن والده أهملها، وهو بعد أهملها كثير.
بدأت تتحرك وهو ماسك يدها، صرخ: "ممرضة! دكتور! أحد قريب؟"
جت الممرضة وبدأت تفحص وقالت: "مافي شيء، كانت نايمة والحين صحت."
تنهد فارس بقوة وحاول مسك نفسه.
عبير فتحت عيونها ببطء شديد وتمتمت باسم "زيربا".
فارس قال: "وش تبي؟ مويا؟ عبير حياتي تكفين تكلمي."
عبير طالعته وأول ما شافته شدت يده لصدرها وبدأت تبكي، فارس ما استحمل وبكى معها وهو يقول: "لا تخافي، أبوي جاء الحين."
؛
في جهة ثانية، حمد كان جالس على الكرسي وحاط يديه الثنتين على راسه وهو مصدوم من إن بنت خالته كانت مع البنات الضايعات، بعد مدة استوعب الاسم، خلود ناجي!
عبود جلس جنب حمد وحط يده على كتفه وقال: "يابو الشباب هونها وتهون، الحمد لله لقينا البنات وإن شاء الله هم بخير."
حمد قال: "ماني مصدق، كيف صار كذا؟ خالتي عندها ضغط أكيد راح تتعب وأنا هنا وما عرفت شيء."
عبود رد: "يعني تبيهم يدقون عليك يقولون لك بنتنا ضايعة؟ تستهبل؟"
حمد حط رأسه على الجدار وهو ما يقدر يوصف شعوره: "مدري، مدري."
طلعت الممرضة من غرفة خلود وهي تركض، وأول ما شافها حمد وقف ومعه عبود ودخلوا الغرفة، حصلوا ممرضة ثانية قاعدة تحاول تهدي خلود اللي صحت.
خلود قالت: "أبي نظارتي، ما أقدر أشوف، أبيها."
حمد ما كان عارف يتصرف، هو متعب، وهمس للممرضة: "من وين أجيب نظارة؟" الممرضة تكلمت بس كلامها ما كان مفهوم.
قرب لخلود وقال: "أنا هنا، وش مقاس نظرك؟ بروح أجيبها."
خلود تصارخ: "ما أقدر أشوف، أبي نظارتي! يمه، يبه، رغد!"
خلود كانت تضرب في السرير بحالة هستيرية وتبكي بقوة، والممرضات يركضون في كل مكان يحاولون يهدونها بدون فايدة، حمد، من شدة الخوف والارتباك، طلع من الغرفة والمستشفى يدور على نظارة، عشان يهدئ أعصابها، عبود، لما شاف حالتها، ما قدر يوقف مكتوف الأيدي، قرب منها ببطء، وحط يده اليمنى فوق عيونها واليسرى على رأسها، وبدأ يتلو آيات الله بصوته الحنون، خلود أول ما حست بالدفء وبدأت تهدأ شوي شوي وتبكي بصمت، والممرضات وقفوا لما شافوها، ثواني وجاء الدكتور عشان يشوف حالتها.

أنت تقرأ
" أسفل وادي الربع الخالي "
De Todoأربع فتيات يقررون السفر عبر الصحراء لأجل صديقتهم، لكنهن يجدن أنفسهن ضائعات في قلب صحراء الربع الخالي. خلال رحلتهن، يصادفن ماعزًا يبدو أن لديها مسارًا تسلكه، فيتبعنها علّها تقودهن إلى مكان آمن. تأخذهن الماعز إلى وادٍ مجهول حيث يكتشفن كهف مليئ بالرم...