لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
بعد مرور أحد عشر سنة، وقفت ريم ومشاري عند باب المستشفى النفسي؛ خطوات ريم كانت مترددة مع كل دقة من قلبها، يديها كانتا ترجفان وهي ماسكة بذراع مشاري، اللي كان يمشي في الممرات، حاس بيدها على ذراعه وما يقدر يسوي شيء غير إنه يحاول يكون السند اللي تحتاجه.
الممرضة، اللي مشت قدامهم، قالت بصوت واطي: "الزيارة ربع ساعة بس، ما نقدر نزود." وقفوا قدام الغرفة، تنفسوا بعمق، يستعدون يواجهون الماضي.
مشاري تراجع شوي عشان يخلي ريم تفتح الباب؛ دخلت وشافت غرفة بيضاء أجهزة كثيرة وسرير، عيونها التقت بوجه أبوها اللي صار غريب عليها.
الزمن نحت في ملامحه، والشيب غزا شعره، وجسمه النحيل ممدد على السرير كأنه ظل للي كان عليه.
أنفاس ريم تسارعت وعيونها امتلت بالدموع، الممرضة تقدمت ورفعت السرير شوي عشان أبو ريم يقدر يشوفهم؛ نظر لريم بدون ملامح معبرة، ريم انهارت ركبها على الأرض ومشاري بسرعة مسكها قبل لا تطيح.
الممرضة خرجت من الغرفة، ومشاري همس لريم: "قولي شيء، يمكن يتعرف عليك."
ريم بدموع: "يبه، أنا... أنا."
ما كانت عارفة تقول كلمة مفهومة، ما عرفت وش تقول بعد كل السنين اللي كانت قاسية فيها، صدمتها ملامح أبوها اللي بدا يختفي لونه،
ريم ما كانت عارفة إذا هي صح ولا غلط، هي كانت صح لأنها كرهته ولا غلطت.
أبو ريم قعد على السرير وهو يناظرهم وبصوته الخشن: "ماء."
ريم ناظرت في مشاري اللي ضغط على الجرس عشان يجيبون الممرضين؛ أبو ريم نزل من السرير وقال: "ماء، ماء، ماء."
بدأ يضرب نفسه والممرضين جوا بسرعة وجابوا حزام غريب يربطونه فيه، وجهزوا إبرة مهدئة.
الدكتور الي توه جاء، نظر لمشاري وقال: "ممكن تطلعوا برا شوي؟"
ريم ما كانت تشوف إلا أبوها اللي يضرب نفسه، وبغتة، طاحت على الأرض مثل ورقة خريف تطير من الشجرة، فقدت الوعي.
مشاري انحنى بسرعة، رفعها بين يديه، وصرخ يطلب الممرضة والخوف مالي صوته.
؛
بعد ساعة ريم، بدت تحس بالدنيا حواليها، فتحت عيونها شوي شوي، وهي متمددة على ظهرها، وحست بالبرودة وعرفت إنها في المستشفى.
لفت نظرها المغذي اللي في يدها، وحست بشوية ألم وهي تحاول تحركها، قررت تنزل من السرير، كان عندها إصرار تشوف أبوها، تبي تتأكد بعيونها إذا هو فعلاً أبوها.
وهي تمشي بخطوات مهتزة نحو باب الغرفة، وقفت فجأة لما سمعت أصواتهم!

أنت تقرأ
" أسفل وادي الربع الخالي "
Randomأربع فتيات يقررون السفر عبر الصحراء لأجل صديقتهم، لكنهن يجدن أنفسهن ضائعات في قلب صحراء الربع الخالي. خلال رحلتهن، يصادفن ماعزًا يبدو أن لديها مسارًا تسلكه، فيتبعنها علّها تقودهن إلى مكان آمن. تأخذهن الماعز إلى وادٍ مجهول حيث يكتشفن كهف مليئ بالرم...