" أسفل وادي الربع الخالي "

Part : 73

لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
ريم وهي تناظر في عيونه: "لا."
مشاري حط يده على درج المطبخ وراها وهمس بصوت دافئ: "وأنا خوفتك؟"
ريم قلبها كان بيوقف من قربه، بس بعناد قالت: "تخسى تخوفني ، بس لأنك دخلت بدون صوت..."
مشاري حط يده الثانية على الدرج وضيّق الفراغ على ريم، وكأنه ضامها بين ذراعيه، ريم، اللي طولها يوصل لعنق مشاري، عيونها كنها البندق وشعرها يفوح جمال، ما عليها من زينة إلا الكحل اللي يسحر الناظرين.
مشاري ما خلا مكان في وجه ريم إلا ودقق فيه، حتى شفايفها المرتجفة حس بـ نار داخل صدره وهو يشوفها تعض عليها، تخبي خوفها. لما ركز في عيونها، لاحظ نظراتها اللي للخلف، استغرب ولف يشوف وراه، ما لقى شيء.
همس لها يسأل: "تشوفين شيء؟"
ريم رفعت عيونها لمشاري وهزت رأسها بـ"إيه"، فهم منها إنها يمكن تشوف الجن، مسك يدها وطلعها بسرعة من المطبخ، وقال لها بكل هدوء: "لا تخافين، بشغل القرآن الحين."
وشغل تلاوة تريح القلب بصوت ماهر المعيقلي.
ريم جلست ومشاري همس لها: "أمي ما راح تجي الليلة، أوكيه؟"
ريم كانت على وشك البكاء وقالت: "ما أبغى أنام لوحدي، تكفى."
مشاري حاول يهديها وقال: "لا تخافي، أنا بجيب المخدات وننام هنا."
راح مشاري ورجع بمخدة ولحاف لها وله، وانسدحوا على الأرائك المتقابلة، مشاري حط رأسه وناظر للسقف، ما يبغى يطالع فيها أكثر. ريم همست: "عادي أسألك سؤال ولا غبي؟"
مشاري كان مستعد إنها تكلمه بعدين عن الجن أو القضية، فقال: "إيه، اسألي."
ريم بعفوية: "أنت حاط فخاخ في بيتك؟"
مشاري استغرب وقال: "لا، ليش؟"
ريم: "سمعت إن الضباط يحطون فخاخ عشان إذا فيه سارق أو مجرم دخل بيوتهم."
مشاري ابتسم وقال: "بعضهم إيه، بس أنا لا، الشارع اللي حنا فيه مراقب بالكاميرات وكاميرات حساسة جدًا، وأنا كل يوم أشوف سجل الكاميرات عشان إذا فيه حد داخل أو مشتبه فيه، السارق مو غبي، راح يدخل بدون ما يخطط من كم يوم."
مشاري طالعها بابتسامة مريحة وهي مغمضة عيونها، حسبها نايمة بس شافها تبكي. قام وراح لعندها، جلس على الأرض وهمس: "أنتي بخير؟"
ريم وعيونها مغمضة بقوة قالت: "مدري ليه أشوفها."
مشاري: "مين، أم فهد؟"
ريم: "لا، البنت."
مشاري مستغرب مين البنت، مسك يد ريم وقال: "رددي مع القرآن ونامي."
ريم بدأت تردد بهمس وراء القرآن وماسكة يد مشاري بقوة.
؛