Part : 13

118 9 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
كانت الساعة تشير إلى 2:00 عصر، بتوقيت جوال ريم، اللي كانت تمشي خلف دهف وهي تحمل حزمة من الحطب وتسأل نفسها: ليه أحس إني شفته من قبل؟
دهف، ليه أنا حاسة إني أعرفك كأنك إنسان قريب مني وش هذا الشعور اللي جاني فجأة؟ ليه ما أقدر أشيلك من بالي؟
وش اللي صار فيني ليه صرت أفكر فيك كثير؟ ما أقدر أتحمل، معقولة صدقت إن هذا المكان حقيقي؟
معقولة إني عايشة هنا؟ أكيد مو حلم اللي في بالي، أكيد ما وقعت على راسي وأنا الحين أحلم، بس هو ليه دايم في بالي؟ متى شفتك يا دهف؟.
وقفت ريم ودهف لف عليها لما حس بأنها بعيدة عنه، ناظرها من بعيد وكان راح يكمل طريقه بس سمعها تهمس: فهد!
لف مرة ثانية وشاف عيونها مليانة دموع، ريم، اللي كانت أول مرة تحط عيونها في عيونه الحادة، بدا جسمها يرتخي وكانت بتطيح بالأرض بس دهف لحقها بسرعة وطاحت بين ذراعيه.
شافت ملامحه قريبة منها لأول مرة، همسة بحنية: "فهد تعال نلعب."
وشوي شوي فقدت وعيها بين أيادي دهف.
؛
كانت البنت تركض في الحوش، عمرها ثمان سنوات، تصيح وتنادي أمها: "يمه، فيه وحدة عند الباب تبغاك".
سألتها أمها بفضول: "وش اسمها؟"
فردت البنت ببراءة: "تقول اسمها أم فهد". قامت الأم مسرعة وهي تقول: "ريم، قولي لها تدخل، حياها الله".
ركضت ريم لتفتح الباب الحديدي، وهي ترحب: "تفضلي، حياك الله".
دخلت أم فهد وهي متغطية بعبايتها حتى عيونها ما تبان، ومعها ولدها فهد، بشرته حنطية وعمره عشر سنوات.
بعد ما أغلقت ريم الباب، كشفت أم فهد عن وجهها ونظرت لريم بنظرة غامضة وقالت: "لا تخافي، قريب أبوك راح يحبك".
ما اهتمت ريم كثيرًا، بس استمرت تمشي معها لداخل لين المجلس.
بعد السلام والسؤال عن الأحوال.
أم فهد على ريم: "وش رايك تطلعين تلعبين بالحوش؟"
ريم بحزن: "بس ما عندي أحد يلعب معي". نظرت أم فهد لفهد وقالت: "خذ فهود معك". مشت ريم نحو فهد اللي كان مو طايق نفسه، وهمست له: "فهد تعال نلعب؟".
نظر لها فهد بعصبية، لكن أمه أشارت له يطلع، فطلع معها.
وهم يلعبون بهدوء، همس فهد بصوته الحاد: "تدرين ليه جينا عندكم؟".
ردت ريم ببراءة: "لا، ليه؟".
فهد بهمس: "عشان أبوك يحبك".
استغربت ريم وقالت: "بس أبوي يحبني". فهمس لها فهد: "تعالي أوريك، أمي وش تسوي".
وراحوا يتسللون لين وصلوا قرب باب المجلس، وشافت ريم أم فهد تقرأ في كتاب وحولها بخور وشعر ملفوف على عظام.
المنظر كان مخيف، ما استوعبت ريم شيء، بس خافت وطلعت تلعب برا.
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن