Part : 14

111 9 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
بعد يوم طويل، في الخارج أمام الخيمة تجمعت البنات حول النار، يتبادلن النظرات المتوترة، وكل واحدة تحاول أن تفهم ما يحدث حولها.
همست غادة: "مسكينة ريم، هي أكثر وحدة تفقد وعيها".
خلود ردت: "كل ما راحت مع دهف، ترجع مدوخة، ما أعرف وش سوى فيها، يا عمري، كان شكلها يخوف".
غادة نظرت إلى عبير وسألتها: "وين رحتي لما اختفيتي؟"
عبير صرخت: "آه صح، شفت الماعز اللي شفناها، بس زيربا أخذتني لبيتها".
غادة بصدمة: "بيتها؟!"
عبير رفعت كتوفها: "مدري، بس المكان قديم وحلو، غرفة فيها كتب وكذا".
البنات هزن رؤوسهن بهدوء.
تنهدت عبير وقالت: "الحين أنا ما فهمت سالفة القرين وما قرين، كيف يعني؟"
خلود توضح: "القرين هو اللي يوسوس للإنس، كل إنسان له قرين معين".
عبير: "وهم أقوياء؟"
خلود: "أتوقع أيه، زي الجن هم، بس ما أدري إذا فيه رتب".
عبير: "بس زيربا لما قلبت اسمها طلع غريب، ابريز، يعني أكيد مو اسم حد طبيعي".
خلود: "زيربا هي جنية أصلية".
البنات انخرشن وطالعن خلود اللي همست: "بس شكلها مسلمة، ما راح تأذينا".
غادة: "إن شاء الله".
رد صوت في الهواء بسخرية: "إن شاء الله".
البنات صرخن وركضن داخل الخيمة.
همس صوت آخر: "زياف، قلت لك لا تتكلم". زياف نظر إليها: "ما أعرف أمسك لساني يا هداغ".
هداغ: "متى أصلاً تمسك لسانك؟"
وعم الصمت.
؛
مع شروق الشمس، ريم صحت وطلعت برا الخيمة تمشي بهدوء، حاسة بضيق في صدرها. ما قدرت تتحمل الحقيقة اللي عرفتها، وما توقعت أمها تسوي كذا، عشان أبوها يحبها، وتسألت اصلا أبوي كان يحبني لين.. صار الي صار.
الرياح بدأت تلعب بشعرها المربوط بذيل حصان، جلست بهدوء على الرمال وبدأت تكتب بإصبعها "أنا أكرهك".
عبير اللي لحقتها سألتها: "مين؟".
ريم طالعتها وقالت بعصبية: "عبير، مالي خلق لك، خليني لحالي".
عبير جلست جنبها وقالت: "تقولين خليني لحالي لخلود أو غادة، أنا لا، فاهمة؟".
ريم بدأت تنزل دموعها وهمست: "تكفين". عبير حضنتها وقالت: "وش فيك؟ وش صار معك أمس؟ علميني، ليه تشيلين همك لحالك كأني مو صديقتك؟".
ريم بكت وقالت: "لأني استحي أقول، ما أقدر أقول هالشيء، من يوم عمري ثمان وأنا ساكتة وأحاول أمشي حياتي، بس ما أقدر".
عبير تطبطب عليها وقالت: "اعتبريني حجر وفضفضي لي، ولا راح أسألك عن شيء".
ريم نظرت إليها وهمست: "أبوي كان يحبني، بس هي دمرت كل شيء، خلت حبه لي أذى، ما أقدر أتحمل، تعبت، كل ما أنسى، أتذكر".
وهمست بشوق: "ابي اشوف بيتنا القديم"
عبير ما فهمت شيء لأن هالكلام جديد،..
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن