Part : 8

177 11 0
                                    


لا أبيح القراءة بدون لايك
؛
كانت ريم تمشي بحذر وهي تتلفت حولها، تحس بقلبها يدق بقوة من الخوف والترقب. دهف، الجني اللي معها، كان يمشي بثقة، شعرت بالخوف رغم بُعده عنها، فظلت تتفقد الطريق بحذر، مترقبة أي حركة منه.
لما عثرت على صخرة، أمسكتها بيدها وأخفتها خلف ظهرها وهمست: "لو يقرب مني، باطقه." وعندما نظرت إليه، رأته يسخر منها ويقول بصوت عالي لتسمعه: "شكلك نسيتي إني جن، ما فيك إلا لمسة مني وتموتي يا غبية."
ريم بدهشة ردت: "يمه، يقرا الأفكار!"
تنهد دهف وقال: "يلا، لا تتأخري، الوقت ما يرحم".
ومضى قدامها، فركضت ريم خلفه بسرعة، تجمع العيدان وتضعهم في سلة خلفها.
وفجأة، عندما رفعت يدها للأعلى، شافت أجسام غريبة معلقة فوق أحد الوديان.
قلبها وقف للحظة وهي تهمس: "يا ربي، هذولا وش يكونون؟".
دهف، اللي كان يراقبها من بعيد، قال بصوته الرزين: "لا تخافي، هذولا مجرد جن مربوطين".
ريم بتعجب قالت: "ليه تعذبوهم، وش سووا؟" نظر إليها دهف بطرف عينه وقال: "بطلي لقافة."
ثم أكمل: "هذا بأمر الساحرة اللي تحكم هالمنطقة."
ريم، اللي كانت مصدومة من اللي تسمعه، سألت بصوت مرتجف: "وشلون ساحرة تقدر تسوي كذا؟".
دهف: "السحرة هنا قويين، وبعضهم يملكون قوى تفوق الجن نفسهم".
ريم، التي سمعت هذا الكلام لأول مرة، شعرت بالصدمة، يعني الجن مو أقوياء وفيه أقوى منهم.
وفي لحظة، حست بالهدوء يعود لقلبها وهي تقول: "بسم الله، الله أقوى من كل شيء".
التفتت لدهف وما حصلته، صرخت: "لا، اختفى! وش أسوي الحين؟"
وقفت هناك، وسط الصحراء والوديان ، وهي تحاول تجمع شجاعتها وتقرر وش تسوي عشان تعود للخيمة.
؛
في مكان آخر بالصحراء، قريب من الخيمة، كانت خلود تجلس مع غادة التي كانت جالسة على الأرض وتبكي بحرقة. تنهدت خلود وجلست بجانبها وهمست: "غادة، غادة، ترى مو خطاك يا بنت، كلنا كنا موافقين نروح لديرتك، موافقين ندخل الكهف وكل شيء". غادة ببكاء: "كل هذا بسببي، الآن من يطلعنا من بين هؤلاء المجانين؟".
خلود: "لا، مو بسببك، أنا اللي قلت اتبعوا الماعز، وبالمناسبة، أحس إنهم جن من جد". غادة وهي تبكي: "لا، مو من جدك، تكفين لا تخوفيني".
خلود: "ليه تخافين؟ تعوذي من الشيطان الرجيم واقري الأذكار وما عليك".
نادتها غادة فالتفتت خلود وقالت: "نعم؟". غادة: "وين رايحة؟".
خلود: "أصلي".
غادة: "بس ما نعرف القبلة هنا".
خلود وهي تمشي نحو الخيمة: "الأهم هي النية".
؛

" أسفل وادي الربع الخالي " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن